الفساد افه خطيرة وسرطان مستشري وهو سبب الاستبداد والدكتاتورية ومعين للطغاة للتشبث بالسلطة وكرسي الحكم فيعملون على نشره في أركان ومؤسسات الدولة حتى يقيدوا الناس بقيود منه فلا يطالبون بحقهم وحريتهم … ان الله سبحانه وتعالى لا يحب الفساد ولا يحب المفسدين فقد اشار في كتابه الكريم (وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ – البقرة – الآية – 205 ) (وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ – القصص – الآية – 77 ) كل المفسدين يشوهون الحقائق ويقلبون الموازين فيجهدون في ايهام الناس انهم مصلحون وهذه المناورة
البائسة بينها القران الكريم (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ – البقرة – الآية – 11)… بعد هذه المقدمة نريد ان نقول : الفساد في العراق بصوره واساليبه وطرقه اصبح حقيقة لا ينكرها الا جاحد للحق , لكن المفارقة الغريبة , لم يصرح احد بهذا الفساد او يستنكره او يبدي رايه فيه , وبقي الامر محصورا الا على ثلة من العراقيين الشرفاء يظهرون بين الحين والاخر على قناة البغدادية رغم تخوفيات محكمة النشر لهم التي يلجا اليها الفاسدون لاقامة الدعوى القضائية ضدهم بحجة القذف والتشهير, كما يستغرب
الصمت المريب من قبل الفضائيات العراقية التي هي بالعشرات , لماذا صامته عن هذا الفساد المستشري في مرافق الدولة كافة ؟ غالقة عيونها وصامة اذانها عنه , الم يكن الفساد في العراق تسبب في سفك دماء الناس الابرياء ؟ الم يكن هوسبب الفقر والمرض ؟ الم يكن هو السبب في هزيمة الجيش العراقي في الموصل ؟ وكان من نتائجه قتل الناس الابرياء وتهجير المسيحين واليزيدين والشبك وسبي النساء واستباحت الاموال, لماذا صامته ايها الفضائيات ؟ هل الاحزاب التي من وراءك تامرك بخض النظر؟ ام ان المفسدين متفضلين عليك بالتمويل؟ ولماذا قناة البغدادية هي القناة
الوحيدة التي اتبعت نهج فضح الفساد وكشفت هويات المفسدين منذ عام 2005 والى اليوم رغم المضايقات واجراءات الغلق واقامة الدعوى القضائية المتكررة ؟ لكن هذا كله لم ولن يثنيها عن نهجها بل زادت اصرارا وعزيمة … السبب معروف لان البغدادية قناة مستقلة لا تخضع لحزب ديني او سياسي ولا يريد مديرها د.عون الخشلوك ولا الاعلاميون فيها انور الحمداني وعماد العبادي ونجم الربيعي وعبد الحميد السايح مناصب ادارية في الدولة , ولا يريدون هؤلاء الناس الشرفاء الترشيخ لانتخابات مجلس النواب او مجالس المحافظات , كل الذي يريدونه هو الدفاع عن العراق وعن شعبه وعن
امواله ولذلك دخلوا الى قلوب العراقيين المخلصين وسيبقون هكذا .
اليوم الحكومة العراقية وبشخص السيد رئيس الوزراء د. حيدر العبادي بدءت بفتح ملفات الفساد الكبيرة بدءا من تغير القيادات العسكرية وتشخيص الفضائين فيها وسينتهي بعون الله الى اصغر مرفق في الدولة يشك فيه فساد ويختفي فيه مفسدون .
ان السيد العبادي عازم ومصر على تطهير البلاد من الفساد والمفسدين في الوزرات كافة وقد يشمل هذا الاجراء الهيئات المستقلة ومنها النظام القضائي …. بالختام نقول الى الذين لا ينظرون بعيونهم ولا يسمعون باذانهم عن الفساد وعن المفسدين انكم تخالفون كتاب الله العظيم { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } آل عمران – الاية – 110 , كما تخالفون قول نبيكم الكريم : مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإنْ لمَْ يَسْتَطِعْ فَبلِسانِهِ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أضْعَفُ
اْلإِيمَانِ”
اليس الفساد عمل منكر وكشفه واجب شرعي يمثل امر بالمعروف , فاذا لم نستطع بايدنا فيجب فضحه بالسنتنا واعلامنا المرئي والمسموع كما تقوم به فضائية البغدادية اليوم وتصمت عنه الفضائيات الاخرى .