في العشرين من هذا الشهر تم تنصيب دونالد ترامب رئيسا برقم 45 للولايات المتحدة الامريكية في اجواء مرتبكة شابتها صدامات بين الشرطة وقوى الامن من جهة وبين معارضين لترامب اسفرت عن جرح العديد من الطرفين ,بعدها انبرى ترامب بخطاب ارتجالي صور نفسه من خلاله انه المنقذ القادم للشعب الامريكي والعالم وانه المدافع الاوحد عن مشاكل الناس وانه الوحيد الذي سيقضي على الارهاب في كل العالم ومن يدعمه ,القى الخطاب باسلوب استفزازي كعادته ابان الانتخابات الرئاسية الاخيرة .
قبل ان اعلق على خطاب وتوجهات ترامب احب هنا ان اذكر له حادثة هزت العالم في وقتها ولاتزال غامضة غير معروفة الاسباب والدوافع واقول لترامب خذ هذا الكلام واعرف قدر منصبك .
جون كندي الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة ممثلا للحزب الديمقراطي تولى الرئاسة اوائل الستينات من القرن الماضي عمل بمهامه كمن سبقه من الرؤساء ومضى الامر الى ان حضر مؤتمرا حزبيا حاول فيه التعبير عن رايه في بعض القضايا الهامة بخلاف ارادة واضعي السياسة الامريكية فاعتبر ان الانسان في امريكا ومن جميع الاتجاهات له حقوق كاملة بلا تمييز وزاد نسبة الضرائب على التجار وخفضها عن الموظفين وقام بتفعيل منظومة الخدمة الوطنية على حساب الميسورين من الامريكان ,هذا داخليا اضافة الى بعض الاصلاحات المفصلية في الاقتصاد الوطني وخارجيا وبعد دراسة مستفيضة وواسعة وجد الرئيس كندي ان امريكا تسير باتجاه واحد لاغير فبالاضافة الى اهتمامها بمصالحها اولا فهي تدعم الحركات المتطرفة في العالم وفي امريكا الشمالية تحديدا بهدف اركاعها وضمها الى سلطتها كما حصل مع هنولولو وغيرها فاعترض ووجه بان تكون سياسة امريكا مبنية على التعاون مع دول العالم ووضع الحماية الدولية على كل المناطق ذات النزاع الدولي وارسل خطابا الى دولة اسرائيل بان تعامل المواطنين الفلسطينيين كمواطنين اصلاء وتقديم التسهيلات لهم ليعيشوا كما اليهود داخل الدولة وعدم التجاوز على مقدساتهم واحترام مشاعرهم ودمجهم بالمجتمع واشراكهم بالقرار السياسي ,كذلك عمل على ازالة بعض الجليد الموضوع مع الاتحاد السوفيتي فبادر بزيارة موسكو اواخر عام 1962 بدون توجيه دعوة له فتم استقباله حينها بافضل مايكون واعتبر القادة السوفيت مبادرته جريئة وهي تصب بالاتجاه الصحيح وستعمل على تحسين العلاقات وابعاد شبح الحرب الكونية عن العالم ,عندها ادركت المؤسسة السياسية الامريكية خطر توجهات الرئيس كندي على امريكا وحلفاؤها في العالم لذلك رتبت سيناريو اغتياله بالشكل الذي حصل وبعد الطلاق الرصاص عليه وامام الملأ قامت المخابرات المركزية بقتل القاتل ثم قتل قاتل القاتل فضاع دمه بينهم واختفى السر معه ومع قاتله بهذا الشكل الفظيع .
اقول لترامب هذا كان مصير احد رؤساء امريكا في القرن الماضي وقبله ثلاثة رؤساء ماتوا قتلا وهم في السلطة وللسبب ذاته وهو الخروج عن ارادة من يرسم السياسة الامريكية العامة فاين انت من هؤلاء الذين سبقوك ,فخطابك الذي القيته وهو مثير للسخرية والجدل لن ينفعك ابدا ولن يحميك وعبارة امريكا اولا كلام حلم به كل الذين سبقوك ولكنه صعب عليهم لارتباط امريكا باللوبي الاقتصادي والسياسي اليهودي المنتشر في كل العالم بسبب قوته الاقتصادية الكبيرة وامتلاكه اغلب رؤوس اموال العالم حتى داخل منظمة الاوبك وغيرها ,ثم اقول من هم الارهابيين في العالم فلو كنت صادقا في محاربتهم لبحثت عنهم وعن من كان السبب في وجودهم ولعرفت ان امريكا بكل ماضيها وحاضرها كانت دوما داعمة للارهاب والفوضى الخلاقة التي ختمت العالم بها ولايقنت ان لاانت ولا الذي ياتي بعدك يستطيع تغيير السياسة الامريكية ولو فكرت قليلا بالابتعاد عن راسمي السياسة فستجد نفسك كمن سبقوك من الرؤساء في اكياس القمامة وطعاما للكلاب .
ان السياسة الامريكة بعموميتها مبنية على اساس اقامة المشاكل في العالم بتحريك كل القوى لتتصارع في ما بينها وهي اي امريكا لها الصافي من الصراعات دول ضعيفة لاتقوى على اعانة نفسها واقتصاد ضعيف بعيد عن الضرر الاقتصاد الامريكي وهي تبني كل رؤاها وخططها بحسب متغيرات مصالحها ولاتعرف للانسانية اي معنى عندها لذلك بقيت برغم كل الدمار الذي حصل في العالم بقيت قوية ومتقدمها ومنيعة .