7 أبريل، 2024 1:20 ص
Search
Close this search box.

لماذا قتل السفير الروسي في تركيا ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

ان التقدم الحاصل في معركة حلب وطرد الارهاب الداعشي الاميركي منها وعدم بقاء اي شئ لاميركا في سورية واحتراق اخر ورقة سوداء لها والفشل الذريع لخارجيتها بقيادة وزيرها كيري الذي اثبت عجزه في الاحتفاظ بموطئ قدم في سوريا وفشله امام الثبات الايراني الروسي هناك . ولعل من الاسباب المهمة لهذه العملية هو التقارب غير المسبوق بين تركيا وروسيا في الشان السوري وانفكاك اردوغان من السيطرة الاميركية وتحوله بالكامل الى الروس مما يعد تغيير في ميزان القوى في المنطقة لصالح روسيا .
عملية الاغتيال تهدف الى توتير العلاقات مجددا بين تركيا وروسيا التي تحسنت بما صاحبها من اتفاقات حول الشان السوري والتخلص من المسلحين والارهاب الذي لف المنطقة ، ودفع بوتين الى اعادة النظر في هذه العلاقات ومعاقبة تركيا على فعلتها من خلال خطوة متسرعة قد يتخذها بوتين ضد اردوغان ولكن سرعان ما انكشفت الامور وانقلب السحر على الساحر وتبين ان الذي قام بهذه العملية هو ال سي آي ايه الاميركي والموساد الاسرائيلي التي خرجت من كم جيش الفتح .
لعل افلاس اميركا وفشل سياستها العدوانية التدميرية فجاءت العملية للانتقام من مهندس خروج الارهاب من حلب والتلويح من بعيد لكل من يفكر في تهميش الدور الاميركي او تخطيه ، فقد اعلن جيش الفتح وهو اتحاد عسكري ارهابي بين قوات المعارضة السورية في محافظة ادلب تم تاسيسه في 24 مارس 2015 والذي يهدف الى اسقاط النظام السوري بمساعدة اميركية خليجية اسرائيلية عن مسؤليته في اغتيال السفير الروسي وتوعد بغداد وتركيا وموسكو ودمشق في المستقبل وهذه الاعمال فيها مسحة اميركية التي تتسم بالدموية والانتقام عن طريق القتل بشتى الطرق .
هناك اشارة واضحة على اننا قادرون ان نصل حتى الى موسكو وقتل بوتين والانتقام لدماء الناس في حلب – على حد زعمهم – وهذه سياسة الحيوان المجروح الذي يضرب يمينا وشمالا وغايته الانتقام لا اكثر فاميركا مجروحة وتكاد تخرج من حلبة الصراع خاسرة فتريد الحصول على شئ بطريقة اليائس من الانتصار ، اميركا تثأر لتهميشها وابعادها من حلبة الصراع نتيجة لسياستها العقيمة والقاصرة في المنطقة والتي لا تنظر الا الى مصالحها وما تريده حتى وان كانت تقتل الابرياء والتي فشلت في اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد وبالاخص بعد فوز ترامب في الانتخابات الاميركية ووعده في القضاء على داعش في سوريا والعراق وكل تواجده في العالم .
النجاح الحاصل للسياسة الروسية الايرانية والتحرك الحكيم الصامت لحزب الله اللبناني في تثبيت حكم بشار الاسد وابعاد المنطقة من حريق حقيقي ياتي على الاخضر واليابس والحفاظ على كيان الدولة وتماسكها وعدم السماح بتطبيق سياسة اسرائيل الرامية الى اثارة الفوضى العارمة في المنطقة ولتقوم بدور من يسكب الزيت على النار لاشعال المنطقة اكثر لتنعم هي بالسلام والامان اثار حفيظة اميركا التي كانت تعتقد بما لا يقبل الشك انها سوف تسقط
النظام في سوريا ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن هذه المرة فانذهلت من النتيجة فباتت تتبع هذه السياسة الرعناء المكشوفة لتوتير الاجواء وشحن المنطقة وجر العالم الى حرب عالمية ثالثة قد تكون نووية لا تبقي ولا تذر وبالاخص عندما يكون الاغتيال على مستويات سياسية ودبلوماسية رفيعة وهذا يذكرنا باغتيال ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فرديناند سنة 1914 والذي سبب اشتعال الحرب العالمية الاولى .
من اهداف الاغتيال ايضا هو احراج الحكومة الروسية امام شعبها في مدى جدوى وفائدة التدخل في قضايا الشرق الاوسط وسط هذه الخسائر فامس الطيار واليوم السفير الروسي وغدا الجنود الروس . وفي النتيجة ان نجم اميركا في السيطرة على العالم بدأ يأفل ويخبو وان اهميتها بدأت تضمحل لسوء سياستها المبنية على القتل والحرب والتشريد للناس من اجل الوصول الى سياساتها العقيمة التي شحنت العالم بالدماء والحروب والقتل والتشريد من اجل هدف واحد يتيم هو الحفاظ على امن اسرائيل وسلامتها وابعادها عن كل تهديد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب