8 أبريل، 2024 12:09 م
Search
Close this search box.

لماذا فشلت زيارة لافروف لبغداد..!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

في زيارة إستثانية لافتة ،إستهلّها من أربيل ، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يحمل ملفات عديدة ،تخصّ الشأن الإقتصادي والسياسي والأمني،فماذا يريد لافروف من بغداد، وماهو موقف إدارة بايدن من هذه الزيارة،ولماذا في هذا التوقيت بالذات، هذه أسئلة الشارع العراقي، يبحث الإجابة عنها ،ففي الزيارة ملفات (غير معلنة )، ولكنها غير خافية على المتابع ،للشأن والسياسة الروسية، وفي مقدمتها، إنشاء تحالف إستراتيجي من (روسيا والصين وايران) ،ويضمّ العراق له ، بضغط إيراني وترّغيب روسي، وهذا (إنْ حصل)، له تداعيات خطيرة جدا على العراق، من قبل أمريكا والدول الأوربية،التي لها مصالح وعلاقات تأريخية إستراتيجية مع العراق،سيخسرها العراق،بجّرة قلم، وهذا ما لا تريده بغداد أبداً، رغم الترغيب الروسي والضغط الايراني،إذن إنشاء إصطفافات وتحالفات جديدة ،يُدخِل العراق فيها ،تعود بالعراق القهقري، ويدفع ثمنها غالياً جداً،وهو الآن في أضعف حالاته من الناحية العسكرية والاقتصادية ،والصراعات السياسية داخل العملية السياسية وإرتفاع الدولار، بمعنى،العراق غير مؤهل تماماً للإنضمام الى تحالف روسي إيراني وصيني،وهذا الملف الأول الذي يحمله لافروف للمنطقة، وليس للعراق وحده،أي يبحث عن تحالفات جديدة، بعد حرب أوكرانيا ، التي فشل فيها الرئيس بوتين في تحقيق أهدافه بإحتلال(كييف ومدنها)، وخسر الدول الأوربية كلها، وصار يبحث عن (بدائل)،للغاز والنفط في الشرق الاوسط،ويبحث عن تحالفات ذات طابع دفاعي أمني واقتصادية ،خاصة بعد أن صدّت أوروبا ودول شرقية عن روسيا ، وإصطفت مع أوكرانيا، بعد فرض حصارات أمريكية وأوربية قاسية وخانقة ،على الغاز والنفط الروسي والحبوب الروسية ،فكانت زيارته أولاً لكردستان العراق، وطرح تعاون الإقليم مع روسيا، بشأن الغاز والنفط، ودعم مبادرة  تفكيك الازمة مع بغداد بوساطة روسية،ولهذا كانت بغداد متلهفة لهذه الزيارة، لإعطائها صبغة سياسية ،وفرصة تنوّع الانفتاح على الآخرين، وتنويع توريد السلاح وغيره،رغم إعتراض الفيتو الأمريكي لها،فجاء لقاء سيرغي لافروف مع الرئاسات الثلاث، يدخل في هذا الإتجاه(الانفتاح)، والتخلّص من الهيمنة الأمريكية ، ولو من باب( التعاون والتنوّع)، دون التاثير على العلاقة مع أمريكا وحلفائها،ولكن الرّدّ الأمريكي ،كان واضحاً بصيغة تهديد، أنّ أي تعاون وتحالف مع روسيا، يعني خسارة الإدارة الأمريكية،فلا توجد منطقة وسطى بين موسكو وواشنطن،إمّا مع التحالف الأمريكي والعربي والغربي، وإما مع التحالف الصيني –الروسي – الايراني،وهكذا وقعَت (حكومة السوداني وإطارها)،بين حانة ومانة،فالإطارالتنسيقي الولائي لإيران، يصرّ ويضغط على محمد شياع السوداني، بقبول التحالف مع روسيا،والخروج من العباءة الامريكية ، وتعاونها في إتفاقية التعاون الأمني الإستراتيجي مع أريكا،بعد لقاء المالكي-لافروف، في بيت المالكي، وإتفاقه معه على الضغط ،على حكومة السوداني بفتح باب التعاون العراقي – الروسي، وتزويد العراق بكل ما يحتاجه من سلاح وعتاد وصواريخ ،وتعاون أمني في مواجهة دااااعش في عموم المنطقة، كبديل أساسي لأمريكا،الأمر الذي يخشاه السوداني، وهو زعل أمريكا عنه، خاصة بعد أن قدم طلباً للقاء الرئيس جوبايدن له، في البيت الابيض بعد أيام، وموافقة بايدن للقاء، وتاكيد الإتفاقية الامنية الاستراتيجية مع واشنطن ، وهو ما أعلنه السوداني نفسه قبل ايام، مؤكداً على( الحفاظ على ديمومة الإتفاق الأمني الستراتيجي مع واشنطن) ،معتقد ان زيارة لافروف لبغداد ، لم تحقق اهدافها،المخفّية، وهي إنضمام العراق الى تحالف وإصطفاف جديد مع روسيا ضد أمريكا وأوربا، وهذا أهم ما جاء به لافروف، وطرحه على الرئاسات الثلاث ،وربما نجح لقاءه بالسيد مسعود برازاني ، في قضية النفط والغاز الخارج من الإقليم،وطلب الإقليم التوسّط لدى روسيا ،لإبعاد التهديدات الإيرانية للاقليم ،لكن زيارة لافروف على أهميتها، أرسلت رسالة مباشرة لواشنطن، أنّ روسيا بإمكانها انشاء تحالفات تهدد المصالح الامريكية والاوربية في المنطقة والعالم، إنْ لم توقفْ إدارة بايدن تقديم السلاح والصواريخ والطائرات المسيرة لأوكرانيا،إذن زيارة لافروف لبغداد ، هوتأكيد لوجود صراع أمريكي- روسي – إيراني في العراق،وأزمة الدولار،كانت الورقة الاولى،التي يلّعب بها الطرفان داخل العراق، فيما كان الضغط الإيراني حاضراً،على سير مباحثات السوداني – لافروف ،أثناء لقاءه مع نوري المالكي،إذن زيارة لافروف ربما حققت أهدافاً اعلامية وسياسية بسبب تقارب الإطار التنسيقي وقادته بروسيا، ولكنها لم تحقق أهدافها العسكرية والأمنية ، وهذايؤكد النفوذ الأمريكي في العراق، وضعف النفوذ الايراني، رغم نفوذ وقوة الإطار التنسيقي المدعوم إيرانياً،عليه يبقى الصراع الأمريكي مع النفوذ الإيراني قائماً، يُفشِل اي نيّة لتهديد مصالح أمريكا في العراق،ونفوذها في المنطقة، لاسيما وإن النفوذ الروسي في سوريا، بدأ بالتلاشي والضعف ،وكذلك النفوذ الايراني، بعد حرب أوكرانيا ، وإنغماس (روسيا بوتين )في المستنقع الأوكراني حتى أذنيها،وإصطفاف إيران معها،بتزويدها الطائرات المسيرة والصواريخ وغيرها،وهذا ما أجبر أمريكا وإسرائيل ،من قصف مصانع الطائرات المسيرة والصواريخ داخل المدن الإيرانية ،بطائرات مسيرة ،ولهذا أيضا نعتقد ،وأزاء هذه الحرب الغير معلنة ،بين أمريكا وحلفائها، وروسيا وحلفائها ، فإن المنطقة مرشّحة لحرب( قد تكون نووية)، إذا خسرت روسيا حربها في أوكرانيا، لأن الحصار الأقسى على بوتين ، بدأ يضيّق عليه الخناق، في الحرب ، وتزويد أوروبا وأمريكا أحدث السلاح الفتاك لأوكرانيا، يجبر روسيا على إستخدام السلاح التكتيكي النووي التقليدي،إذا إضطرت لذلك، كما صرّح رئيس الوزراء الروسي ميدفيديف قبل إسبوع،فما أراده لافروف، وهو الموصوف بثعلب السياسة الروسية المخضرم، لم يحصل عليه من بغداد، رغم هالة الزيارة ، وما لقيه من حفاوة بالغة وإستثنائية ،من الرئاسات وزعماء الإطار التنسيقي ومحمد شياع السوداني، ولكن نتائج الزيارة ظلّت دون مستوى طموح لافروف وإيران، وهذا ما أفصحت عنه، صحف العاصمة بغداد ،على لسان المسؤولين في الإطارالتنسيقي، وهكذا نقول أن زيارة وزير الخارجية الروسية لبغداد، قد فشلتْ فشلاً ذريعاً،في تحشيد رأي سياسي لتحالف عسكري وسياسي إستراتيجي لصالحها ،أمام الفيتو الأمريكي لبغداد….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب