23 ديسمبر، 2024 11:34 ص

لماذا فشلت أمريكا في المنطقة….؟

لماذا فشلت أمريكا في المنطقة….؟

اثبتت الحرب الدموية الجارية  الآن في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في العراق وسورية ،فشل السياسة الامريكية التي صنعت هذه الحرب من اجل مشروعها العسكري الاستراتيجي الشرق الاوسط الكبير ،والذي خطط له دهاقنة البيت الابيض المتصهينين، لتقسيم المنطقة على الأسس الطائفية والعرقية والاثنية والقومية.فجميع القادة والمفكرين والسياسيين والمحللين السياسيين الامريكان ،بما فيهم الكونكرس اعترفوا بفشل الرئيس اوباما ومن قبله المجرم بوش في غزو العراق وإسقاط نظامه الوطني وتدمير دولته وبنيتها التحتية وقتل شعبه وتفكيك جيشه ،والجميع أعلن بصورة او اخرى (الخطأ التاريخي) لهذا الغزو الوحشي ،ويعود هذا الفشل لجملة من الأسباب المنطقية التي كانت غائبة او مغيبة عن من خطط لهذا المشروع التدميري،(اعتراف المجرم واللص بول بريمر الحاكم المدني بعد الغزو)،إن إدارة المجرم بوش وحاشيته الصهيونية(كولن باول وديك تشيني وكونداليزارايس وبوب وولف ويتز وريتشارد بيرل)،لم تخطط لما بعد الغزو ،ولم تقدر حجم ما ترتب على الغزو في الخندق المقابل ويقصد المقاومة العراقية الباسلة ،اما الاسباب التي أدت الى فشل الغزو وإسقاط مشروعه العسكري، يعود الى قوة المقاومة العراقية وتماسكها وإصرارها على التحرير رغم المغريات والاختراقات التي تعرضت لها ،ثم هشاشة وضعف وطائفية الاحزاب والشخصيات اللاعراقية التي طبلت وزمرت وورطت ادارة بوش لغزو العراق،والذين اثبتوا ولاؤهم لإيران اكثر من ولائهم لسيدهم الامريكي،إضافة الى أخطاء إدارة المجرم بوش في العراق الكارثية ، ومنها حل الجيش العراقي وإصدار قانون اجتثاث البعث ووضع دستور محاصصة طائفية لتفتيت بنية المجتمع العراقي من قبل اليهودي المتصهين نوح فيلدمان ،ناهيك عن تدمير ونهب وسرقة أموال وآثار الدولة بشكل كامل ،وقوانين إجرامية اخرى الهدف منها إذلال وتركيع شعب العراق ،فهل تحقق ما أرادوه ،الجواب بالتأكيد (لا)،لأنهم واجهوا شعبا لم يقدروا قوته ولم يقرؤوا تاريخه ولم يطلعوا على حضاراته ،وعندما جاء الرئيس اوباما(وعد شعبه) بانه (سيصحح ما جرى من اخطاء في العراق)، وانه سيسحب الجيش الامريكي منه ،ولكنه لم ينفذ وعده فقد هرب جيشه بليلة ظلماء من العراق بفعل ضربات المقاومة العراقية ورجالها البسل ،ولم يستطع تصحيح (أخطاء سلفه المجرم بوش ورهطه)، لماذا لان اوباما ارتكب خطأ افضع من سلفه بوش وهو (تسليم العراق على طبق من ذهب لايران )، كما اعترف السيناتور جون ماكين وهاجم سياسة اوباما في العراق وقال (بان اوباما يتخبط في سياسته في المنطقة) ،وسمح لها ضمن صفقة البرنامج النووي الايراني بان (تملأ الفراغ )في العراق،وهكذا بلعت ادارة اوباما الطعم الايراني ،فلا تم تدمير او ايقاف برنامجها النووي ،ولا بقي لادارة اوباما اي نفوذ في العراق ،بعد ان سيطرت ايران وميليشياتها والحرس الثوري وفيلق القدس وأحكمت قبضتها على العراق عسكريا وسياسيا ودينيا،وأصبح المالكي  واحزاب العملية السياسية كلها ينفذون أوامر ولي الفقيه ،فلا تخرج حكومة الا بموافقة ايران ،ولا يخرج رئيس برلمان إلا بموافقة ايران وهكذا سيطرت على القرار السياسي ،والآن هي وجيشها وميليشياتها يديران العملية السياسية والعسكرية في العراق (سقوط الطيارين والقادة العسكريين وغيرهم في حرب المالكي على المحافظات المنتفضة)،اذن شعب العراق الان يقاتل ايران صراحة وبكل وضوح،فمن يقصف بالطائرات الإيرانية المسيرة منها وغير المسيرة ايران ،ومن يقود المعارك ضد ثوار العشائر هم قادة ايران العسكريين من الحرس الثوري وعلى رأسهم قاسم سليماني ،فالمعركة الان ايرانية-عراقية،وليس عراقية-عراقية كما يحاول البعض بخبث تصويرها على اعتبار انها بين الحكومة والإرهابيين الخارجين عن القانون ،ونقول وهل المرجع العراقي العربي محمود الصرخي وأتباعه ارهابين وهل الاكراد إرهابيون وهل وهل ،نعم كل من يعارض ايران وتدخلاتها ويقاوم سياسة المالكي الطائفية هو(داعش وارهابي) كما يسمون من يعارضهم (وهو والله شرف مابعده شرف)،والامر تماما ينطبق على سوريا والسياسة الفاشلة لادارة اوباما فيها ،فهناك تحالف دولي قوي ضد ادارة اوباما لم يستطع مواجهته وهو التحالف الروسي-الايراني- ميليشيات حزب الله –الميليشيات العراقية المالكية ،هو من ابقى نظام بشار الاسد في الحكم ،اضافة الى خذلان ادارة اوباما المعارضة السورية الجيش الحر والفصائل المسلحة الاخرى  بعدم تزويدها بالسلاح لمواجهة الة النظام الاجرامية في تهديم مدن باكملها على أهلها بالبراميل المتفجرة والصواريخ والطائرات والمدفعية الثقيلة،تمام كما يفعل المالكي الان مع المحافظات الثائرة ضده ،السيناريو واحد في سورية والعراق ،والفشل الامريكي واحد هنا وهناك ،يقابله اجرام ايراني هنا وهناك ،لذلك نقول ان الفشل الامريكي في المنطقة ،لم يكن عسكريا فقط ،بل سياسيا قبله،وهذا يؤكد ان أمريكا لم تعد القوة العظمى في العالم ففشلها في العراق وسوريا واوكرانيا وغيرها ،جعل الانتقادات تخرج من داخل المؤسسة الامريكية السياسية والعسكرية وهو اعتراف مهم جدا على فشل امريكا في قيادة العالم ،امس فقط تحدث نائب الرئيس الامريكي السابق المجرم ديك تشكي في ندوة بأمريكا وانتقد فيها اوباما بقسوة وفشله في الشرق الاوسط ،عادا انسحابه من العراق (خطأ فادحا)،مدافعا عن قرار الحرب على العراق وإسقاط نظامه الوطني،وهناك العشرات من المحللين والمفكرين الاستراتيجيين الامريكان ممن اعترفوا بخطأ قرار الحرب على العراق،لأنه فتح الباب واسعا أمام ما يسمى بالارهاب الدولي من الهيمنة على العالم ،وهاهو الوضع الدولي بأسوأ حال امريكيا كما في العراق وسوريا واليمن وليبيا واوكرانيا وأفغانستان وغيرها ،والحرب الصهيونية الآن على غزة واهلنا هناك هو نتيجة الفشل الامريكي في فرض الامن والسلم العالمين ،بوصفها القوة الاعظم في العالم كما تقول ….