19 ديسمبر، 2024 8:58 ص

لماذا فجعنا بانفجار الكرادة الاخير ؟

لماذا فجعنا بانفجار الكرادة الاخير ؟

منذ اكثر من عشرة سنين ونحن نعيش بساحة صراع دموي ، احتلال وتدمير بنى تحتية وحرب طائفية وقتل على الهوية وغالبا ماكانيحدث قتل جماعي بشع ، مفخخات وانتحارين قتلوا الاف من الضحايا ، مواطنون ابرياء وكسبة لايملكون قوت يومهم ، اطفال نساء شباب شيبة وعجائز ، هنالك قصص يشيب لها الرضيع .
لماذا اذن فجعنا بماحدث في الكرادة !!!
أيها السيدات والسادة فجعنا للاسباب التالية :
1_ كل التفجيرات السابقة كانت تبرر بأن الانتحارين قدموا من مضافات موجودة في جرف الصخر والرمادي والفلوجة ، لكن الان اصبحت هذه المناطق آمنة بعد تحريرها من الدواعش ، كان تحرير هذه المناطق قد بعث الاطمئنان في قلوبنا .
2_ انتصاراتنا في الفلوجة بعثت رسائل قوية بأن داعش قد كسرت شوكته وهو يعيش أيامه الأخيرة .
3_ المواد المستخدمة في تفجير الكرادة تشبه القنبلة الهيدروجينية لقد حرقت البشر وتفحمت أجسادهم وقسم منهم تبخر ، هذا النوع من السلاح تمتلكه الدول الكبرى فقط ! إنه أول تفجير لايحدث فجوة بالأرض ولا تسقط بنايات بل حرقت واجهات البنايات والأثاث والإعلانات الضوئية والسيارات طبعا بالإضافة للبشر ، لحد اللحظة يبحثون عن ضحايا غير موجودين بالثلاجات ولا بين المصابين ، انها جريمة مروعة لم نرى مثلها سابقا . كيف حصلوا على هذا السلاح ؟
4_ منطقة الكرادة يفترض أن تكون منطقة محمية لأنها منطقة يسيطر عليها المجلس الأعلى ومنظمة بدر والعصائب ، منطقة ذات كثافة سكانية وذات غالبية دينية تخص طائفة معينة تحمي نفسها بنفسها ، فمن اين جائت السيارات المفخخة .
5_ انها استهدفت تقريبا شريحة واحدة الا وهي شريحة الشباب ، أكثر الضحايا هم من الشباب ، بعد ان اطمئن الجميع ان الأجهزة الأمنية والجيش قادرون على حماية المواطنين .
6_ وهذا بتقديري السبب الاهم ، ان ردود فعل داعش بعد تحرير الفلوجة يفترض ان يكون محسوب من قبل القوات الامنية ولن يغفر لهم اذا قالوا اخذونا على حين غرة ، القوات الامنية هي من خذلتنا وخصوصا عندما تتوفر لديها معلومات بأن الكرادة مستهدفة . كما اننا نعتقد أن جهد الدولة المقدم في حادثة الكرادة يكاد يكون معدوم ، تأخر سيارات الاطفاء وعدم وجود رجال الدفاع المدني بحجم يتلائم مع حجم الكارثة وإنما الجماهير هي من قامت بالواجب والمساعدة اللازمة ، غياب الدولة عن هكذا حدث يعطي انطباع بعدم اكتراث الحكومة بأرواح الناس .
لاجل كل هذا فجعنا .

أحدث المقالات

أحدث المقالات