26 ديسمبر، 2024 6:03 م

لماذا عمليات “15 شعبان”؟!

لماذا عمليات “15 شعبان”؟!

سأنحي عامدا، ما ورد من طرف أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، بشأن منزلة ليلة النصف من شعبان، ولن نتحدث عن مولد النور الإلهي، في هذه الليلة المباركة، بولادة الإمام المهدي عليه السلام، الذي يعتقد الشيعة أنه ولد في هذه الليلة، بل سأتناول فضل هذه الليلة ومكانتها لدى باقي المسلمين!سأبدأ بالوهابيين قبل غيرهم! فقد أورد ابن القيم الجوزية، وهو من هو بالنسبة للوهابيين،  ثلاثة أحاديث في كتابه (نقد المنقول: فصل في أحاديث النصف من شعبان). وغيرها من الاحاديث.حديث( يطلع الله تبارك و تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن)؛ قال الشيخ الألباني، وهو الذي لا يأتي بالباطل لدى الوهابيين (وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح ..السلسلة الصحيحة 1144.” إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه” ورواه الطبراني، وحسنه الألباني- في صحيح الجامع برقم 771.كما روى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرم؛ة قال في تفسير قوله تعالى:

(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) [الدخان:3-4]: في ليلة النصف من شعبان يبرم أمر السنة، وينسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاج، فلا يزاد فيهم ولا ينقص.نقل كذلك عن أبي موسى الاشعري, عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان, فيغفر لجميع خلقه, الاّ لمشرك أو مشاحن) (سنن ابن ماجة / كتاب اقامة الصلاة / باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان /ح 1390)، وابن ماجة لم يكن شيعيا قط، بل هو من النواصب بالتأكيد، وأبي موسى الأشعري لم يكن محبا لآل محمد صلواته تعالى عليهم أجمعين، كما تحكي بذلك سيرته المثيرة للجدل!نقل أيضا وبسنده عن السيدة عائشة, قالت : فقدت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) ذات ليلة …. فقال :(ان الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان الى السماء الدنيا فيغفر لاكثر من عدد شعر غنم كلب) (نفس المصدر السابق / ح1389)، كما رواه الترمذي بنفس السند والنص!قال الشافعي رحمه الله: بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال منها “ليلة الجمعة، والعيدين، وأول رجب ونصف شعبان”.حتى أتباع معاوية كانوا يعظمون هذه الليلة، فقد قال الحافظ ابن رجب في كتابه: (لطائف المعارف)

في هذه المسألة- بعد كلام سبق- ما نصه: “وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام؛ كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها!واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين:أحدهما؛ أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد، كان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم، ويتبخرون ويتكحلون، ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك، وقال في قيامها في المساجد جماعة: ليس ذلك ببدعة، نقله حرب الكرماني في مسائله.كلام قبل السلام: لفضل هذه الليلة، وبسبب صحة هذه الأحاديث وآلآف غيرها، رويت ووردت من طرف “أهلنا  وأنفسنا” أهل السنة والجماعة، أسمينا وعلى بركته تعالى؛ عمليات تحرير الفلوجة بـ “عمليات 15 شعبان”..!

أحدث المقالات

أحدث المقالات