18 ديسمبر، 2024 11:10 م

لماذا عمار الحكيم دون غيره؟

لماذا عمار الحكيم دون غيره؟

كنا صغارا انا واصدقائي، نلعب دائما الى جنب سكة القطار التي تمر بالقرب من قريتنا، وبينما نحن مستمتعين باللعب نسمع صوت القطار مقترباً، فإذا بنا فجاةً نتحول الى وحوش نهاجم القطار بالحصى. من حينها علمت ان كل متحرك مكروه، وان المشاريع الكبرى لايعيق عجلتها عصي المأزومين والفاشلين.
مئات الصفحات الممولة على مواقع التواصل الاجتماعي، عشرات الإعلاميين مدفوعي الثمن، بالاضافة الى الكثير من القنوات الفضائية ، في عمل دؤوب ليل نهار، تنشر ألاف مقاطع الفيديو المفبركة والاخبار الكاذبة، وتلصق مختلف التهم الباطلة، وتروج لمواقف عارية من الصحة. سؤال لطالما تكرر صداه في رأسي، لماذا عمار الحكيم المستهدف الاول دائماً في وسائل وحملات التسقيط؟
يشهد القاصي والداني،المحب والمبغض، للسيد الحكيم بحنكته السياسية، ونظرته الدقيقة الشاملة للمتغيرات المعقدة في الوضع العراق. هذه الحنكة والحكمة تجلت في مبادرات وقوانين، لو شرعت لساعدت بشكل كبير باستقرار البلد، ودفع عجلة الاعمار الى الامام، لكن أمن العراق وقيام دولة مؤسسات قوية، هو آخر ماتتمناه القوى السياسية، التي تفتقر اساساً الى الروى والاستتراتجية الضرورية لتنمية الواقع الحالي، وبناء دولة حسب تطلعات جماهيرها وامكانات العراق الوفيرة. والأنكى من ذلك وجود تلك الاحزاب مرهون بالانقسامات والفوضى، وتظليل الرأي العام بسيل من الاشاعات، التي تطعن رموز القوى الوطنية الفعّالة.
 تيار شهيد المحراب ملتزم برؤى المرجعية العليا، فالحكيم يعتبر المرجعية صمام الامان للعراق، والبوصلة نحو المستقبل الذي يطمح إليه العراقيين . وتبنيه رؤى المرجعية الداعية الى الوسطية والاعتدال، وبناء دولة قوية مستقلة. وهذا مايتعارض جذريا مع اجندة اطراف دولية واقلمية، تمتلك نفوذ كبير جداً في العراق، وتؤثر بأمكاناتها الكبيرة في تظليل الرأي العام العراقي، تصبوا هذه الاطراف لفرض هيمنتها على العراق، والتحكم في سياسة البلد الداخلية والخارجية، وبسط سيطرتها الى ثرواته الهائلة.
في خضم هذه الفوضى العارمة، ورغم الضبابية في المشهد السياسي، وكيل الاتهامات من الكل الى الكل،يبقى الحكيم الماسك بالعملية السياسية من الضياع، والتى اشارة اليها في كلمة للتاريخ كما وصفها: “ان الماسك بالعملية السياسية اليوم كالماسك على جمرة من نار”، ايضا لايختلف اثنان من المراقبين للوضع السياسي، ان الحكيم هو حجر الزواية، وبيضة القبان بين الفرقاء.
السيد عمار الحكيم سليل آل الحكيم. عائلة العلم والجهاد، ابن السيد عبد العزيز الحكيم، وحفيد مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم. صنعت هذه العائلة بصمة مضيئة في تاريخ العراق المعاصر.  لمواقفها الوطنية والثورية. في مقارعة الطواغيت، ونسف عروش المنافقين. وهذا سبب رئيسي لاستهداف الحكيم، من الذين يغبطون آل الحكيم لمكانتهم السامية، عند الشعب العراقي والأوساط العلمية خاصة. او من تضررت مصالحهم  ونكشف زيفهم بسب جهاد هذه العائلة، والقوم ابناء القوم.