لقد خالفنا العقول وغضضنا الأبصار وتنزلنا قليلاً عما يقولون من ظلم وجور وبهتان ومصائب عظمى بحق أمير المؤمنين علي- عليه السلام- لعلنا نجد لهم الحجة أو جزء من ملايين الأجزاء من الحجة لما يقولون ويدعون ويفترون بحق هذا الرجل العظيم , والذي نرى اليوم قد أخذت وتعلمت بلدان الغرب والكفر والإلحاد الكثير من علم وكلام وعبقرية وروائع هذا الرجل في حين تجد الطعن والغدر والخيانة والتسقيط ممن ينتسب لهذا الدين ويحسب نفسه على المسلمين , لذلك تجد أنّ الضمائر والنفوس والمنطق وحدود الصبر قد فرضت علينا رفض تلك الفرضية وذلك التنزل وذلك الظلم والافتراء واعتبرتها ظلم يضاف إلى تلك المظلومية العظمى بحق أمير المؤمنين , فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان , فلماذا أمير المؤمنين يهاجم بهذه الصورة ولديه مالديه من مكانة ومنزلة ومناقب يحلم بواحدة منها الأولون والآخرون , فعلي الذي كانت ضربته في يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين كما يقول الرسول الأكرم – صلى الله عليه وآله وسلم- وفي رواية أفضل من عبادة الثقلين , فهي وحدها كافية لاثبات أفضلية علي بن أبي طالب وأحقيته ومنزلته مع ما لديه من عظيم القربى والمنزلة العظمى لدى الله ورسوله ومانزل بحقه في القرآن الكريم من آيات وسور كريمة تشير إلى أفعاله ومناقبه لم يستطع أحد إنكارها أو الاعتراض عليها, فمالكم كيف تحكمون , لذلك تجد الهجمة الشعواء التى شنتها حملات الكفر والإلحاد وعلى مر الزمان إلى يومنا هذا ممن نسبت أنفسهم على الإسلام وأطلقوا على أنفسهم شيوخ المسلمين وقادته ليسيروا بالأمة إلى التفكك والانحلال والانحراف بتسقيطهم قادة المسلمين وورثة الرسول وخلفاءه من أهل بيته الكرام-عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام- , لذلك تجد في التاريخ الإسلامي الغرابة والدهشة في كيفية التلاعب والتزوير والتحريف المخالف للعقل والمنطق والسيرة التاريخية الإسلامية المعروفة لدى عامة الناس عن أهل بيت الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- ومن ذلك التلاعب والتحريف ما ينقله ابن تيمية وكما جاء في المحاضرة الثالثة من بحث ( الدولة.. المارقة …في عصر الظهور …منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- ) لسماحة المحقق السيد الصرخي الحسني حيث نقل وعلق على ما جاء بمنهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية لابن تيمية ج7 فصل قال الرافضي : البرهان الثاني عشر حيث قال : وَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ… الرَّابِعُ : إنَّ اللَّهَ قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ سَيَجْعَلُ لِلَّذِينِ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وُدًّا. وَهَذَا وَعْدٌ مِنْهُ صَادِقٌ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ لِلصَّحَابَةِ مَوَدَّةً فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ، لَاسِيَّمَا الْخُلَفَاءُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ -، لَاسِيَّمَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ; فَإِنَّ عَامَّةَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يَوَدُّونَهُمَا، وَكَانُوا خَيْرَ الْقُرُونِ ، وَلَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ عَلِيٌّ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يُبْغِضُونَهُ، وَيَسُبُّونَهُ وَيُقَاتِلُونَهُ.
أقول : تعرف ابن تيمية من لحن القول، يبغض عليًا- عليه السلام- أشدّ البغض، لا يعتبره من الصحابة، يقول ” وهذا وعد منه صادق ” ما هو الوعد؟ إنَّ الله يجعل للذين آمنوا وعملوا الصالحات ودًا، محبة للصحابة من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فجعل لهم مودة في قلب كل مسلم، وعلي المسكين -سلام الله عليه- ليس فقط لم تجعل له مودة في قلب كل مسلم من عموم المسلمين وإنما لم تُجعل له مودة في قلوب خواص المسلمين !!، عند الصحابة لم تُجعل له المودة فكيف عند باقي المسلمين!! يا علي، يا مظلوم، سلام الله عليك يا علي عندما يبغضك مثل هؤلاء المنافقين.