13 أبريل، 2024 11:01 م
Search
Close this search box.

لماذا علينا الانتخاب..؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

يبدو ان العملية الانتخابية قادمة لامحالة ورغماً عن انوف الشعب قَبِل بها ام لم يقبل، المهم انها ستُجرى في موعدها المحدد.
الصراع لاجل تحقيق الموعد المحدد للإنتخابات من اغبى الافكار التي ينشغل بها البال، فما فائدة تحقيق الموعد المحدد دون الضمان الامني او القبول الجماهيري؟ واذا قال احدهم ان الموعد الانتخابي سيحقق التعجيل بتشكيل حكومة وطنية تُلبي رغبة الجماهير، فهو محق من جانب تشكيل الحكومة وهذا هو كل الهدف من فكرة تعجيل الانتخابات، اما أن تحقق رغبة الجماهير فهذا هو الكذب بعينه. ولنا في التجارب السابقة امثلة لايجب التغافل عنها حيث لم تحقق الحكومات المنتخبة سوى الازمات والمزيد من الآلام والمعاناة لهذا الشعب المسكين.

وهنا اود ان اطرح سؤالي عن مقدار الاستفادة الشعبية من الانتخابات المبكرة مقابل الاستفادة للاحزاب الحاكمة؟ بكل تأكيد ان فكرة الانتخابات المبكرة جاءت لتنقذ السيطرة الحزبية الحالية المتنفذة وابقاء الحكم في متناول اليد للمجموعات الحاكمة خاصة بعد ثورة تشرين، ويمكن ان نصف هذه المجموعات الحاكمة بالمجموعات الدكتاتورية.

ان بقاء الحكم بشكله الحالي وبمجاميعه الحالية بعد سلسلة من الاخفاقات والجرائم وعمليات الفساد المتكررة كان ويكون بدعم دولي وفوق ارادة الشعب وان الامم المتحدة كانت ولازالت بمثابة سترة النجاة، فمن يرضى ان تتشكل حكومة بانتخابات لم يشارك فيها اكثر من ٥٠٪؜ من الشعب! وهذا الحديث عن انتخابات 2018، ومع ذلك يروج المنتفعون ان التشكيل الحكومي وقبول الانتخابات سيمضي حتى لو كانت نسبة المشاركة ١٠٪؜ ، وهذا يعني وبكل صراحة اننا في حالة مصادرة او قتل ممنهج لارادة شعبية. فلماذا ننتخب؟

ولو ضعنا سؤال الضد وهو ماذا لو لم ننتخب؟ سيكون ذلك افضل حالا من المشاركة بكل تأكيد، ومن يقول ان كثرة المشاركة ستغير حتما، اقول ان من يمتلك سلطة القرار والسلاح ويستطيع ان يقفز على ارادة شعب بأكملة لن يمنعه حجم المشاركة، وفي ذلك لنا ايضا مثال ففي انتخابات 2010 التي اعتبرت صاحبة اكبر نسبة مشاركة كانت النتيجة فيها هي سلب ارادة جماهيرية منحت القائمة العراقية 91 مقعدا، بعد تفسير المحكمة الاتحادية حول مفهوم الكتلة الاكبر. فإذا كانت ارادتنا مصادرة فلماذا ننتخب؟

قبيل الانتخاب كان من المفترض ان يكون هناك حملة تطهير قبل شعار التغيير لضمان سلامة ونزاهة الانتخابات وكذلك لدفع الجماهير للمشاركة بكل امان وحرية وبعد ان يظهر الضوء الذي في نهاية النفق الذي لم نره لغاية الان.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب