نتعلم احيانا من اخطائنا التي تقع بسبب الجهل اكثر مما نتعلم من سيرنا في الطريق الى الحقيقة الذي قد يتعثر او يكون قليل الفائدة .
وعندما ننظر الى التاريخ الاسلامي الاول نرى ان هذا التاريخ غريب جدا فنحن كنا نتوقع ان تحظى الزهراء وابنائها بمكانة الاحترام بين الامة التي انقذها النبي الخاتم (ص) من الضلالة ووضع ايديهم في المحل المناسب .
ولكن ما وقع كان غريبا فانك عندما تنكر حقي الشخصي في حالة الخلاف معك فتلك قضية مفهومة ومبررة عند البعض لان غضب الانسان قد يفقده التوازن فيفعل ما لا يحمد عقباه ولكن ان تظلم بلا سبب وان تسلب بلا مبرر …فذاك امر لا يفهم بموجب الفهم الانساني البسيط .
وعندما تاتي الزهراء لتطالب بمالها فتمنع وتجعل كأنها تخطط لسلب الاموال من الدولة بعقلية الطامع في المال فهذا امر غريب وان كان القوم لم ينطقوا بهذا الكلام الا ان فعلهم الشنيع وظلمهم القبيح لابنة النبي (ص) كان ناطقا بالتخوين والتكذيب والا ما معنى ان تطالب الزهراء بدليل على كونها مالكة وهي واضعة يدها على فدك بالفعل .؟؟؟!!!!!
ثم كيف تطالب بالدليل على كونها وارثة لابيها وهو امر متفق عليه بين الناس جميعا ؟؟؟
وكيف تجهل حقها في هذه الامور المهمة وتبقى في جهل بان النبي لا يورث ابناءه ابدا ؟؟؟
ولماذا خص الخليفة الاول برواية حديث عدم ارث النبي كبقية البشر مع ان الخليفة ليس من المبتلين بهذه القضية ولا يمكن ان يبتلي بها ابدا ؟؟؟؟؟
ثم كيف تحجب هذه المعلومة عن صاحب الشان وتبلغ لمن لا تخصه ابدا ولا تعنيه ؟؟؟؟
هذه التساؤلات وغيرها ارقت الكثير من الكتاب والعلماء حتى صارت معادة من جيل لاخر لانها بلا جواب مقنع …
وعندما ننظر الى القضية من جهة ثانية وهي كيف نفهم غضب الزهراء عليها السلام على اي انسان ؟؟؟
وهل توجد استثناءات في هذا الغضب بحيث انه لا يشمل جميع البشر ام هو مطلق ؟؟
واذا كان مطلقا كما تدل على ذلك الروايات فعلى كل انسان يتعامل مع الزهراء ان يحذر من غضبها لانه انذار بمعصية الله وليس مجرد غضب للزهراء عليها السلام لان مقتضى ارتباط غضب الله بغضبها يعني ان من يريد تجنب غضب الله فعليه الا يغضب الزهراء عليها السلام وهذا وحده كاف في الدلالة على عصمتها والا كيف نفهم ارتباط الغضب الالهي بغضبها ان لم تكن معصومة اذ هي بشر فاذا كان اي غضب يصدر منها يكون غضبا لله فهذا ادل دليل على عصمتها؟؟؟
وهكذا عندما جاءاحد الصحابة مدعيا ان النبي قال له انه سيعطيه من عطاء احدى البلدان وجاء مطالبا بحقه وصدقه الخليفة في دعواه …مع انه ليس لديه شهود والزهراء كان لديها شهود لا يشك في كلامهم .
وعندما نسال القوم عن سبب قبول هذه الدعوى الصرفة التي ليس عليها دليل سوى دعوى صاحبها فبماذا يجيبون؟؟
اجابوا بان الكذب ليس امرا مقبولا من الصحابة ومن ادعى هذه الدعوى صحابي وهو يجل عن الكذب في مثل هذه الامور مع تصريح النبي (ص) مرارا من ان الكذب عليه يؤدي الى النار قطعا وردنا على مثل هذا الكلام الغريب والعجيب …ومن هي الزهراء ان كان صحابيا فهي كذلك وان كان من كبار الصحابة فهي كذلك وان كانت دعواه تكفي للحكم له في مثل هذه القضية المالية فالزهراء لم تكن عندها مجرد دعوى بل دعوى وبينة ..فالي اين المصير
وهذا الكلام هو الذي جعل الكثير من المسلمين يتركون مذاهب المخالفين ويدخلون في مذهب الزهراء المظلومة وهذا الدخول يزداد يوما بعد اخر حتى صار الامر مخيفا للبعض فصار يصرخ ليل نهار بضرورة التصدي لاتباع الزهراء كما تصدى الخليفة واتباعه للزهراء فعصروها واسقطوا جنينها وكسروا ضلعها وهي ابنة النبي الخاتم الذي لم يمر على وفاته بضعة ايام .
ولعل القوم خافوا على الكرسي كما قال بعض العلماء عندما سئل عن سبب رفض الخليفة تصديق الزهراء في هذه الدعوى المالية الصرفة حيث اجاب بانها لو اجيبت في هذه القضية لجاءت في اليوم التالي لتطالب بالخلافة وهذا ما خاف منه القوم ولم يشعر الاول بانه خسر كل شيء حتى صار قريبا من قبضة عزرائيل عليه السلام ولات ساعة مندم.