في فترة لم تتجاوز خمسة سنوات كان حضور نسبي للتيار الوطني بعد قيام ثورة تموز المجيدة وبان الصراع بين القوميين والمتدينين واليساريين على اشده واصطف التيار الديني بمن يقوده اكثر رجال الدين مع التيار القومي بما ضم بين جناحيه البعثيين والناصريين وتحت ظلهم الرجعية والاقطاع والمراهنين على سباق الخيل مع جوق الشقاة والعصاة في الجنوب والشمال ممن ضربت الثورة مصالحهم واصطف في الجانب الاخر الشيوعيين واليسارين والديمقراطيين والقاسميين اصطفاف ضعيف مقابل الجناح الاخر المدعوم من الدول الاستعمارية الكبرى ودول الخليج وتركيا وايران ومصر وسوريا والاردن واسرائيل ضد الحكم الوطني بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم الذي كان وطنيا مخلصا لشعبه ووطنه ولكنه لم يجيد اللعب مع هذا الحشد المعادي وكان الثمن تدمير الثورة ورجالها وحتى عامة الناس التي احتضنتها — الملاحظ ان في فترات صعود تلك التيارات ان الانتهازية وهي العدد الاكبر في كل العهود تنضوي تحت تلك التيارات ويكون مرحبا بها من القيادات والقواعد لتلك التيارات على سبيل المثال في مسيرة الاول من ايار عام 1959 عندما ردد الشرطة اسوة بغيرهم من المشاركين في المسيرة المذكورة ( اسئل الشرطة وماذا تريد وطن حر وشعب سعيد ) هذا الجهاز الذي كان عمله الاساسي مجابهة العناصر الوطنية وتدميرها كما انضمت هذه الفصائل في عهد البعث الاول والثاني وسلطة الاخويين عارف اما ماحدث بعد عام 2003 عام التخرير فحدث ولا حرج فتلبس بلباس الدين عدا المتدينين الحقيقيين كل شيطان رجيم من المنحرفين من القتلة والسراق والشواذ والمرتشين والمزورين ومن لف لفهم — وعودة على بدأ فقد غيبت الوطنية في كل التيارات التي توالت في العراق سواء من كانت له السلطة او خارجها وكانت الشعارات التي ترفع مجرد فقاعات سرعان ما تنفجر فلا اشتراكية ولا حرية ولا وحده عربية ولا ديمقراطية ولا نهج ديني صحيح بل على قول المثل العراقي ( ناس تضرب بالدجاج وناس تتلكه العجاج ) الا من اراد ان لا يتلوث اسمه وتاريخه من اجل حفنة من المال الحرام والمنافع ولبؤس الفلسفة التي اصبحت لباس اليساري الذي ارتضى ان يكون تحت مضلة الغزو الامريكي على ان المرحلة مرحلة الديموضراطية وليكون ضمن مجلس الحكم في تداول السلطة بين الرموز الشيط — وبين ذلك المعمم الذي يقول لبريمر لا تنظر الى العمامة والجبة فأنا علماني من رأسي الى قدمي والاخر الذي يقدم سيف امير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه الى اكبر مجرم من مجرمي الحرب رمسفيلد هدية تعبر عن شكره لما فعلته امريكيا بالعراق يقول بريمر كان قد وعدني بأكلة لذيذة اسمها الفسنجون وفعلا نفذ الوعد وحضرنا الوليمة وكانت الاكلة حقا لذيذة كانت امهاتنا رحمهن الله جميعا واسكنهن فسيح جناته حين يموت عزيز عليهن يعددن بعبارة تقول ( الموت ما يدور حطب لم – يدور ورد جوري ويشتم ) للاسف هكذا ارادوها ان تنقلب كل المفاهيم والقيم ويحملون ثورة تموز مسؤولية ذلك لقد كانت العائلة تتبرأ من ابنها حينما ينتسب الى جهاز الامن في العهد الملكي اما الان فأصبح العميل يجاهر بعمالته من على المنصات وشاشات التلفزيون بحجة الدفاع عن القومية والدين والمذهب —–وعمي حسين يبيع الطماطة بفلسين وعاش خرخاش ابن كرداش