أسوأ مرحلة يمر بها الإنسان خصوصا إذا كان محسوبا على وسط الصحافيين والمثقفين والكتاب عندما يشعر بداخله انه قد تحول وأصبح ديكتاتورا عنفيا قمعيا يعامل الناس بطريقة همجية قاسية لا تنم عن أي وعي وحكمة وكأن الناس عبيدا بين يديه
فعلا هذا الذي يسود من شعور لصباح اللامي رئيس تحرير جريدة المشرق العراقية وما لمسته منه خلال جدال بسيط حول العمل دار بيني وبينه أيام عملي في جريدة المشرق الجدل الذي استمر لمدة ربع ساعة وانتهى بمشكلة كانت جذورها الحقيقة منذ البداية سخيفة سمعت من اللامي ما سمعته من ألفاظ لا تتناسب مع عمره الكبير ورأسه المشتعل بالشيب , وكنت يومها هادئا فنطقت بجملة واحدة لماذا تتعامل معي بطريقة ديكتاتورية تفاجأت كثيرا هو يصرخ بوجهي وبصوت عالي ويكرر هذه الكلمة المزعجة , نعم أنا ديكتاتور أنا ديكتاتور أنا ديكتاتور والعجيب نطق بها بالثلاث ,مفتخرا بها ,وحقيقة الأمر تصورت أن الرجل الذي أمامي ليس رئيسا لتحرير جريدة معروفة لها وزنها ومقامها داخل الوسط الصحافي , واظلم الجاهل عندما أقول عنه جاهلا وهو يرفع بصوته القبيح ويصرخ بشدة تذكرت الشارع الخامس في الحي الصناعي الخاص بتصليح السيارات الشارع المعروف لدي الكثير من العراقيين بضجيجه وفلتان من فيه ,
وإذا أرت أن أتحدث عن الصحافة والواقع الصحافي في العراق اليوم مايمر به من أزمات فمن أين أبدأ وإذا بدأت فلن أنتهي فالقصة طويلة وطويلة جدا… كلمة صحافة بكل أنواعها وصنوفها تعني الكثير لدى الكثير من الناس
فعلا الأسم كبير ‘صحافة ‘ يعني السلطة الرابعة وتعني أيضا رفع دول واشخاص وخفض آخرين فالموضوع ليس بالسهل الهيّن … كلمة مؤسسة إعلامية أو صحيفة أو صحافي أو كاتب أو إعلامي هي كلمات تُطلق على أصحاب الاختصاص؟ من المجحف المظلم أن ترى صحيفة أو قناة فضائية تستقطب اليوم داخلها أشخاصا يعانون من شتى الأمراض فثقافة الشعور بالقمع والنقص وحب السيطرة والتي شاعت بمدح من يحبون وعدم تبيان الحقيقة ما ولد مفارقة كبيرة بين الصحافة كصحافة وجمهور الناس, اختلطت الأمور وتشابكت الآراء في زحمة ما يمر به العراق من تأزم وتشويه واقع الصحافة من جرى أفعال أمثال صباح اللامي ومن على شاكلته , يبدو أن شخصية النظام السابق وتحديدا شخصية بعض رجال صدام حسين القمعية لا تزال حاضرة بقوة في تركيبته العملية والعقلية وطريقة تفاهمه مع الشاب الصحافيين الجُدد
لااعرف هل كل صحافي أو إعلامي سال نفسه هذا السؤال والكلام موجه لصباح اللامي ماذا بعد أو بعدين جنة أم نار عذاب أم راحة فوز أم خسارة وأسئلة كثيرة
.
وإني أعتقد وقد عاشرت البعض منهم لا يؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد ناهيك عن إيمان قسم انه لا يوجد حساب ولا عقاب ولا ثواب و أننا خلقنا عبثا موضوع خلق الكون والبعث والنشور والموت والحياة هي أكذوبة وقصة من قصص المدعي الله تبارك أسمه وتعالى شأنه ,والكون ما فيه وليد اللحظة أو الطبيعة ,هم أحرار في ما يعتقدون ولسنا رب العالمين حتى نحاسب الناس أجمعين على أقوالهم وأفعالهم .
مثل هؤلاء يستفزونني هم كثر اليوم أيما استفزاز وأتفكر قليلا بما يفكرون ويقولون ما يصدر عنهم من أفعال .
لي تجربة ليست بالقليلة بالإعلام العراقي الحديث لو أخذنا مثلا استعانة بعض من الصحف والفضائيات بإعلاميين وصحافيين ورؤساء تحرير صحف ساقطين خلقا وأخلاقا لا يفهمون طريقة قيادة الناس والاهم إدارة تلك المؤسسات فالبعض من هؤلاء جعلوا منها مؤسسات دعارة وفوضى وعذرا عن المصطلحات البذيئة لأنها الحقيقة,ولم أجد حتى الساعة تفسيرا واضحا لكل ما يفعلوه ,إ ن كان تقليدا للمؤسسات الإعلامية العملاقة فأنتم لستم على صواب ,لأن شرط العمل مع المهنيين هو الاحتراف بالأخلاق لا الحقد والاستهداف الطائفي المقيت , لا أنكم طلاب المهنة العرجاء وجزما أنتم تعقلون ماذا اقصد
.وأنا أتعجب من هذا الإعلام العراقي شخص يتم العثور على مقاطع فديو له با ليوتيوب وداخل الوسط الصحافي يتحدثون عنه ويعرفوه جيدا من هو “ما هو ماضيه الأسود لا يمتلك أي معيار من معاير المهنة الصحافية يصبح مديرمكتب للقناة الفلانية في يوم وليلة هذا الذي أنا اليوم بحاجة إلى فهمه لأن عقلي في طريقه للجنون ورأسي شاب وأنا مازلت شابا …. هذا ماذا يفعل “هنا” اعتقد الصورة بدأت واضحة مثل وضوح الشمس في ساعة الشروق.هي حقائق أضعها بين يدي كل قارئ عاقل يفهم ماذا يدور اليوم من لعب بالإعلام العراقي الوليد الذي صار بيد الجهلة أصحاب الشهوة والمال والكذب وأصحاب العقد النفسية وعقلية “جماعة القائد الضرورة ” وتحجيم دور الصحافي صاحب المنبع الشريف أولاد العوائل الراقية الذين خرجوا من رحم منازل تنطق بالحق وتربت عليه وعلى الأخلاق واحترام الآخرين والصبر عليهم لكبر سنهم لا خوفا من احد وما حصل بيني وبينه من خلاف خير دليل على الكلام
وعلى أي حال فإن المستقبل كفيل برسم خارطة ثقافية واجتماعية وسياسية تنعكس على الواقع والطموح والبناء لصالح الصحافة مؤسساتها يحكمها الوعي والتفتح وترك سياسة الحقد والانتقام في سبيل الوصول بالعراق والصحافة العراقية إلى بر الأمان
وأخيرا أقول لصباح اللامي أنت رجل قد تجاوزت الخمسين من العمر وأنا مازلت شابا صغيرا أعيش على طموحي الكبير لست حاقدا ولا مريضا ,حرمتني من فرصة عمل كنت انتظرها بفارغ من الصبر فهنيئا لك جريدة المشرق وهنيئا للإعلام العراقي لأنك أصبحت ديكتاتورا .