كتب مايكل روبن، وهو باحث مقيم في معهد أميركان إنتربرايز، ومسؤول سابق في البنتاغون، وأن مجالات البحث الرئيسية له، هي السياسة في الشرق الأوسط وتركيا وإيران، مقال بعنوان لماذا زَوَّدَ الأكراد داعش بالأسلحة، وقد ظهر أول الامر في موقع أميركان إنتربرايز بتاريخ 26 /4/ 2016، ومن ثم تم إعادة نشره في موقع “نيوزويك يورب” يوم 28 /4/ 2016.
أن إقليم كردستان العراق صَرَفَ الملايين من الدولارات على منظمات الضغط “اللوبي” لتصوير وتقديم نفسه للعالم، على أنه دولة ديمقراطية، وكحليف إيدلوجي للولايات المتحدة في المنطقة، وملتزم بمحاربة رجال الدولة الإسلامية، داعش، والتي تُعرف في الغرب باسم ISIS. ولكن الواقع هو غير ذلك وأكثر تعقيدا بكثير.
قبل أسابيع التي سبقت اِستيلاء داعش على مدينة الموصل، قامت حكومة الإقليم الكردي على ما يبدو بتزويد منظمة داعش ببعض الأسلحة، مثل الصواريخ “كورنيت” المضادة للدبابات، من أجل إضعاف الحكومة المركزية والتي كان رئيس الاقليم مسعود برزاني على خلاف سياسي معها.
وكان البرزاني قد رفض أن يرسل تعزيزات من البيشمركة للدفاع عن الطائفة اليزيدية، رغم الطلبات المتكررة، أو على الأقل توفير الأسلِحة لليزيدين للدفاعِ عن أَنْفُسّهم. وعندما تقدم مقاتلي داعش، إنسحبت قوات البيشمركة وتركوا الطائفة اليزيدية عُزَّل وبلا سلاح، وكانت النتيجة، القتل الجماعي للرجال والفتيان واستعباد الاطفال وسَبِيّ ألاف النساء اليزيديات.
وفي شهر أب الماضي، وقبل وقت قصير من انتهاء فترة رئاسة مسعود بارزاني من منصبه، أرسل مجاميع من القوات الأمنية التابعة له والمدججة بالسلاح، لتَسْتَعرض قُوَّتها في شوارع العاصمة الكردية أربيل العراقية، وبالمعدات التي تبرع بها المجتمع الدولي لمحاربة داعش. وبدلاً من إِسْتِخْدام المعدات الحربية في محاربة التنظيم الإرهابي، يبدو أنه تم تخزينها لدعم الميلشيات السياسية الخاصة التابعة له، لمجابهة الاحزاب والميلشيات الكردية المنافسة.
وفي الآونة الأخِيرة، قامت القوات الكُردية ببيع الأسلِحة التي تبرعت بها الحكومة الألمانية لتحقيق مَكَاسب شخصية، في حين أن حكومة إقليم كردستان قالت انها لا تملك المال لدفع الرواتب، بينما يجدّ القادة الكبار في الإِقلِم، ملايين الدولارات لشراء وتَشْييد القصور الضَخْمة والفارهة.
الآن، وقد قال مسؤول في حكومة إقليم كردستان أنه قد لا يكون من إِهْتِمَامات الكُرْد هزيمة داعش، فقد كتب السيد “هيوا أفندي”، مدير إدارة تقنية المعلومات في وزارة حكومة إقليم كردستان، في تغريدة : “من الناحية الاستراتيجية، انه خطأ فادح للقضاء على داعش قبل أن ننتهي مع مليشيات الحشد الشعبي، وهي تمثل خطرا أكبر بكثير للعراقيين “..
ويعتقد مسؤول سياسي في حزب برزاني، أن محاربة الشيعة “ويقصد الحشد الشعبي”، ستؤدي الى هزيمة داعش. وبالتالي كان رد إدارة أوباما إِسْتَجَابَة في إعطاء الأكراد مبلغ إضافي قدره 415 مليون دولار.
في بعض الأحيان، أن ضخ المال في مشكلة ليس حلا ً للمُعْظِلَة ، وخصوصا عندما يبدو أن المسؤولين الاكراد أكثر تصميما على جمع المساعدات، من محاربة الفساد. وعندما يكون الغرض من هزيمة دولة الخلافة الاسلامية هدفاً ثانوياً، يستخدموه لكي يلعبوا داخل اللعبة السياسية العراقية.