23 ديسمبر، 2024 2:06 م

لماذا زدنا عن حاجتنا للمجتهد وتفرعنا  ؟!

لماذا زدنا عن حاجتنا للمجتهد وتفرعنا  ؟!

من واقعِ تجربةٍ طويلةٍ وكثيرةِ المصاديق أستخلصنا منها مشكلةُ اليوم التي تعصفُ بالشعب العراقي وتحديداً الشيعي الأغلبية التي تحكمُ وتؤثرُ على عموم العراق لكون  رئاسةَ الوزراءِ لها بحسب الدستور …
تجلتْ المشكلةُ بتدني الوعي إلى حدٍّ مخيف حتى للشرائح المثقفة والتي من المفروضِ أنَّها خارجَ نطاق تأثير مَنْ لهم مصالحٌ وغاياتٌ في ابقاء الحال على ما هو عليه ..وهذا ما قد يدفعُنا إلى حصرِ الأولويات  بهذا التدني لمستوى الوعي في مرحلةٍ هي الأكثرُ خطورةٌ  بحربها المادية والمعنوية والأعلامية والذي تقودُه الحرب الناعمة و سلاحها الوحيد  ” الوعي ” الذي يطيح بمخططاتها أو يوقفها أو يقللُ ضررَها بالحدِ الأدنى !
ولا ندري صدفةٌ أو تخطيطٌ مدروس منذ زمن سلمتْ الشيعةُ مقاليدَ الأمور جميعها إلى المجتهد المُقلَد وكأنه خزانةٌ أودعتْ فيها العقولُ ! لدرجة أنَّ المكلَف يترددُ ألفَ مرةٍ بنصرة قضيةٍ ما يراها الغيرُ… الغيرَ مرتبطٍ بالمجتهدِ قضيةُ وطن ، ويراها الأخرُ قضيةَ عقيدةٍ أو طائفية  !
والسبب الأخذُ الزائد على المؤنةِ من الفقيهِ العادي ، والأخير بالتالي ليس له القدرةُ على بسطِ آرائهِ في الساحة السياسيةِ والاقتصادية والاجتماعيةِ وغيرها ، أو بسبب الحائلِ الموضوعي الذي أقصى الكثيرَ من المجتهدين عن الساحةِ السياسية بالتحديد !
وكان الطبيعي أنْ نأخذَ من الفقيهَ مقدارَ الحلالِ والحرام دون منحه قدراتُ العقل الحرِّ بالتفكير والتشخيص الذي لا تَعارضَ له مع الفقه !
مجتمعون على قضايا هي في مصلحة الأمة الإسلامية والقضية الشيعية دون مصلحة الفقيه أو المجتهد الذي يحاول ربطَ مكلفيه به كونه الحبلُ الأوحدُ للنجاةِ يوم القيامة .. !
من هنا نشكُّ أنَّ هناك قراءةً خاطئةً وغير ناضجة يتبناها أشخاصٌ غيرَ مدركين للواقع حالتْ دون التشخيص الدقيق أو كانت ” الأنا ” وهذا التمزق وأعارة العقول للغير يتحكمُ بها دون صكِّ العصمةِ الذي لا أحدَ يملكه هو وراء اليأس من ثورة النهوضِ الحرّ والخالي من أي أيدلوجية يتبناها مجتهدٌ قد لا دليلَ أصلا على أجتهاده !
ومثالٌ للتوضيح هل يستطيع أتباعُ المجتهد ( ك ) الصلاةَ خلفَ المجتهدِ ( ق ) ؟! في الوقت الذي ترى أيران كلها تركضُ مارثون من أجل صلاة الجماعة ذات البعد التوحيدي  !