22 ديسمبر، 2024 8:13 م

لماذا داعش في العراق ؟!!

لماذا داعش في العراق ؟!!

المتابع لمجريات الأحداث منذ خروج القوات الأجنبية والتي انتهت بخروج القوات الامريكية يرى ان الأحداث الأمنية بدأت تتغير وبدا ملف الأمن يتفعل بصورة عكسية ، فخروج آخر جيش محتل لأي بل أكيد هو عودة الهدوء لذلك البلد وتمتعه بالاستقرار ، لهذا تبدأ القوات بالانسحاب وتشكيل حكومة تدير شؤون البلاد وتنظيم انتخابات لتشكيل حكومة منتخبة من الشعب .
إذن لماذا عندما خرجت القوات الأجنبية من العراق بدأت مرحلة ثانية وهي مرحلة تغذية الشحن الطائفي عبر تسخير دول المنطقة ومنها السعودية والأردن وتركيا وقطر وغيرها من دول لا تريد الأمن للعراق وشعبه ، وبدات عبر سياسين تغذية الصراع الطائفي وبدات الخطابات النارية من هنا وهناك وفق سيناريو معد سلفا مستند لأجندات إقليمية وبالتالي تدخل في مصلحة الاجندات الدولية ،و التي تحاول محاصرة المنطقة من جديد .
العراق بعد الاحتلال قدم نموذج لا باس به في التقدم الديمقراطي ، ولولا التامر على العملية السياسية ومحاولة إفشالها لوجدنا ان تجربة العراق الجديدة درسا لكل شعوب المنطقة ، فنجد ان العملية السياسية سارت بشكل جيد من تشكيل الجمعية الوطنية ، ومن ثم الحكومات الموقتة ، الى كتابة الدستور وآخرها اجراء انتخابات وتشكيل اول حكومة عراقية منتخبة . 
العراق ومنذ سقوط النظام في 9 – 4 – 2003 حتى اليوم شَهِد تدفق الالاف من عناصر تنظيم القاعدة وجبهة النصرة ، كما تم تجنيد آلاف العراقيين، تحت مختلف الشعارات، الزائفة من اجل زعزعة أمن البلد، بحجة مقاومة الاحتلال الأميركي، فتعددت الغايات والأهداف حتى أصبحت واضحة وصريحة وهي إثارة الفتنة الطائفية، وتنوعت الأساليب، وتفاقمت الأزمات، فنااحظ ان العملية السياسية لم تشهد أي استقرار يتيح الفرصة للبناء، المشكلة لا تكمن في المخططات الإقليمية فحسب، وإنما بتبني بعض قوى الداخل لهذه الاجندات ، والأخطر من ذلك أن تكون تلك القوى جزءاً من العملية السياسية، الأمر الذي يؤدي إلى تقسيم إرادة البلد لحساب قوى إقليمية تدعم هذا الطرف على حساب الطرف الآخر.
 “داعش” هي خلاصة المخطط الخبيث الذي تضافرت للوصول إليه جهود القوى الإقليمية وأتباعها في الداخل، فهذه سوريا التي كانت يوماً ما معبراً للجماعات المسلحة، تصبح بين ليلة وضحاها هدفاً للجماعات المسلحة بنفس الأهداف والمخططات التي جاءت الى العراق ، بعد توفر الإرادة الإقليمية بتغيير هوية النظام لا لشيء إلا لانه يمثل محور الممانعة في المنطقة (ايران -العراق -سوريا ) والتي تمثل خط المقاومة للكيان الصهيوني الغاصب .
 يقابله الخط السعودي القطري التركي ،الذي يمثل خطط ممانعة حماية أمن إسرائيل والانصياع للإرادة الأميركية المبنية على مصالحها في المنطقة، والصراع على العراق قائم على التنافس على النفوذ بين الخطين، فإذا كانت تركيا قد فتحت خطاً مزدوجاً بين قطبين عراقيين، فإن السعودية تركز على قطب واحد تشاركها فيه قطر، بينما تبدي بقية دول الخليج مواقف مترددة، بين إقامة علاقات خجولة مع الحكومة وتعاطف خجول أيضاً مع القوى المناهضة.
هذين الخطيين أصبحت جبهة المواجهة العراق ، وعلى الارض العراقية وبسلاح الجيش العراقي التي سرقته عصابات داعش بعد سقوط الموصل بايديهم ، وبدأ يتسع مخططهم نحو المدن والقرى الاخرى باتجاه صلاح الدين والانبار وديالى .

مخطط ومشروع  «داعش» كبير وواسع الأهداف. فعلى رغم تعثره في شمال العراق اثر الضربات الجوية الأميركية، يواصل التقدم وإحراز المكاسب في المنطقة. والأردن وغيره من الدول العربية في خطر.

أمريكا هي الاخرى في خطر ولا شك في أنها على لائحة أهداف «داعش». فمستوى تسلح المجموعة هذه أفضل من مستوى تسلح «القاعدة». ومصادر تمويل «داعش» أكبر. وهو يسيطر على مساحة واسعة من الأراضي تحولت ملاذه الامن

ولذا، تقتضي مواجهته التزام استراتيجية موحدة لان تقويض «داعش» يحتاج الى تكاتف الجهود الدولية والإقليمية ،وتجفيف منابع الارهاب في المنطقة ، وفضح كل مؤامرتهم وكشف المتحالفين معهم في العراق والمنطقة عموماً.