23 ديسمبر، 2024 3:17 م

لماذا خيمة “السنّي” مقدّسة , وخيمة “الشيعي” تُباع وتشترى ؟

لماذا خيمة “السنّي” مقدّسة , وخيمة “الشيعي” تُباع وتشترى ؟

أنا عن نفسي ضدّ المذهبيّة الطائفيّة مهما كان شكلها وضدّ المسمّيات الدينيّة خارج تعاليم الاسلام : (( ومن يبتغ غير الاسلام ديناً “فلن” يُقبل منه .. وهو في الآخرة من الخاسرين ))  أيّ أنّ كلمتي سنّي أو شيعي وفق كتاب الله “المحكم” ولغاية ظهور مصطلح “التفسير!” كلمتين شركيّتين ! فمن يغيّر ما صدر عن الله فخالداً في النار لأنّه شارك الله قراره! وطالما دخلنا الاسلام لأجل “الجنّة” لا لأجل عصبيّة , إذاً استوجب علينا التزامنا أوامر من خلق الجنّة ! إلآّ إذا كنّا قد أدركنا منذ قرون في قرارة أنفسنا لم نستطع تفسيره أو نخاف ! ؛ أن “آليّة” إقناعنا دخول الإسلام قد انتهى مفعولها بعد أقلّ من مئة عام من ظهوره وأصبح بحاجة لآليّة جديدة ؟ وعندما استعصى الأمر علينا ابتدعنا مسمّى “علماء دين” , يعني ميّزنا بعض البشر عنّاً يعني عدنا “للمربّع الأوّل” في جعل الآلهة آلهة أرضيّة كما بدأت في العصر السومري وليست سماويّة , تحت حجّة “مفتي” , وابتدعنا شيء اسمه “تفسير قرآن” ! .. وبناء عليه فإنّ تسمية سنّي أو شيعي مخالفة وُلدت من رحم ذلك “الإدراك” فابتكرنا المسمّيات والكثير من الإفتاء على مدى تلك القرون بغية استمرار عمليّة إسعاف وإنعاش آليّة دين ماتت فقطّعنا الاسلام على شكل “محاصصة” دينيّة , يعني كلّ ما أدخلناه على الإسلام من “مذاهب” هي أشبه بعمليّة توزيع تركة أو إرث بين من اتّبع دين ماتت  آليّة توصيله فقسّمناه سنّة و شيعة وكلّ ما لم يقرّه الله إطلاقاً لا في قرآنه ولا في لوحه المحفوظ ! حتى بتنا اليوم  حين يرى أحدنا “عمامة” ما , مثلاً تلوح من بين المعتصمين على الطبيعة , أو من خلال وسيلة إعلام مرئيّة , يميّزها فوراً في سرّه أكانت عمامة سنّية أو عمامة شيعيّة ! وهذه نقطة مهمّة وجوهريّة يجب أن يدركها المخيّمون المتصدّرون الواجهة الدينيّة في الاعتصامات فيستبدلوا جلباب الدين بآخر مدني كي يكونوا مقبولين من الطرف الآخر فلا يثيروا حفيظته .. لذا فلو عدنا لجادّة الصواب الأولى لرأينا أنّ الله قد قال في “محكم” كتابه قبل أن “يتفسّر!” : (( هو سمّاكم المسلمين من قبل )) ! يعني لا تسمية شيعي ولا تسمية سنّي , فهذا هو الّذي يرضي الله  , فتغيير لقب أصل العائلة على سبيل المثال من قبل ابن خرج عن طوع أبيه وخرج عن الأصول والأعراف فغيّر اسمه وغيّر أصل عشيرته لا شكّ سيصيب الأبّ بمقتل ! فكيف يرتضي إنسان على نفسه إذاً تغيير وصيّة الخالق بما لا يقبلها هو على نفسه !؟ .. علاوةّ على أنّ اتّخاذ مثل هذه المسمّيات بات يحسبه الكثير من المسلمون في العصور المتأخّرة من ضمن نصوص القرآن ! وذلك غير صحيح بالمرّة ولم ينطق بمثلها الله ! إنما هما “دينين جديدين” ابتدعا في وقت لاحق لظهور الاسلام بمئات السنين لا علاقة لهما بدين الإسلام لا من قريب ولا من بعيد , بل هما تشويه علني للإسلام , ونتيجة مثل هذه الأديان المبتدعة معروفة نراها ملموسة على الأرض ؛ تفجير وقتل وتهجير “وبيع وشراء الله يوميّاً” ووأد للبنات معنويّاً وحمل همّ الميّت بنقله مسافات شاقّة والتخابر مع الغير والاتفاق معه على توزيع المغانم ! “والتقاسم مع الله في النذور والأضاحي , فالجزء السيّء من الذبيحة فهي لله والمكان الجيّد منها فلغير الله!” .. مثل هذا الدين المنافي للإسلام ويعمل بالضدّ منه هو من أحرق مخيّم الحسين ع وأحرق خيم آل بيته ع , وعليه ؛ فالحارق والمحروق اليوم كلاهما يتحمّلان ما يحلّ بهما من ويلات ؟ :
ف”السنّي” هو من حرق , و”الشيعي” هو من احترق !..
واليوم , على العكس , الشيعي يحرق والسنّي هو المحروق ! .. 
فهل سيطرد السنّي من تراثه شيء اسمه خيمة  كما طردها الشيعي بعد “حرق الخيام في عاشوراء” أم سيحرق من أحرقها ويلغي احتماليّة تحويل حرق الخيام إلى “مناسبة” مشابهة لمناسبات الشيعة !!؟ :
فعند الشيعة .. الخيمة إن أحرقت “فسيُحتفل” بذكراها كلّ عام ؟! , فهي مناسبة ستكون “مناسبة تجاريّة سنويّة” وفرصة للمراء وللمباهاة , تُضاف إلى باقي المناسبات الّتي وُلدت لدى الشيعة بطرق مشابهة ! ؛ فالحدث أو الفاجعة , تُستثمر , فتُنشأ حول مكانها الّذي حدثت فيه المطاعم والمقاهي والكراجات والفنادق ومحال الأقمشة ومحال “اكسسوارات” العبادة , ومحال التسجيلات الدينيّة والمكتبات الحافلة بأنواع سير آل البيت الأطهار , تباع عندها النعاج الموسميّة وتُستوفى فيها النذور ويُدفن على أرضها الموتى  أو تُزوّر , ولا أقصد هنا “تزوّر” أقصد تزوير الشهادات الجامعيّة أو الروضة أو الثانويّة أو الحضانة أو الكلّيّة العسكريّة ! لا ..
على عكس الخيمة عند أهل السنّة .. فهي غيرها عند الشيعة .. فعند السنّة لا تُحرق إلاّ وتحرق معها من تجرّأ على حرقها .. !
الخيمة عند أهل السُنّة مأوى تقي  حرّ الصيف وبرد الشتاء والأمطار والرياح , وهي “مضارب” يُكرم فيها الضيف ..
الخيمة لدى السنّة ميراث الأجداد منذ آلاف السنون , وهي مسكن الأنبياء .. هي بيت نبيّ الله إبراهيم في ترحاله “المزمن”  ..
الخيمة عند السنّة يبنى على شاكلتها أرقى مطارات العالم .. وهي مدد وإلهام فنّي للذوق العالمي ؛ ملعب ميونخ الأولمبي نموذجاً ! ..
الخيمة عند الشيعة اخترعت لأجل أن تُحرق! , وهي بالتالي في نفوسهم أكثر وقعاُ فيها أن تُحرق مرّةً كلّ عام !  فذلك من “المُستحبّات” , فما دامت قد أحرقت خيمة الحسين فلا خيمة بعده ! “إنّه النفاق بعينه حين يعجز المرء التخلّق بخلق من يحتفي به !” عكس السنّة فلا نفاق عندهم في الدين , فعمالتهم وانحرافهم يعلنها أحدهم بصلافة إن حدثت ! فقط الشيعي علاّوي , ولأنّه علماني أعلن عمالته فلم يُنافق ! .. لا شكل لشكل خيمة عند الشيعة , لا في سوق  أو مسكن ولا في سفر , “چمبر” , بسطيّة ,عربة دفع , فنعم , فيكفي العراق فخراً أنّه أوّل من اقتبس “فكرة” البسطيّة من الهنود  ! ..
الشيعة في مسيرتهم السنويّة في عاشوراء من البصرة إلى كربلاء أو من  “أبو صخير” إلى كربلاء ؛ لا خيمة لأحد يحملها معه يتّقي بها إرهاق السفر وتقلّبات المناخ ؟ “حرام” ! ..
في التراث الشيعي الخيمة معناها العميق لديه تمثّل شكل المأساة الحقيقيّة .. ف”زينب” ع لم تنم أو تحتمي تحت ظلّ  خيمة طيلة مسيرة سبيها إلى يزيد !  .. و “المهدي” لا زال هائماً بدون خيمة منذ “غيبته” ولغاية اليوم ! ..
إذا أراد الشيعي إهانة أيّ شخص يقل له : إذهب يابن الخيمة ! .. ويقصد بالطبع خيام “ذوات الرايات الحمر” قبل الاسلام ! ..
عندما افتتح الرئيس الليبي الراحل معمر القذّافي رحمه الله , وتحت شعار اشتهر به العقيد الراحل “البيت لساكنه” مجمّعاً سكنيّاً بأحدث المواصفات كمرحلة من مراحل إسكان بدو الصحراء  لديهم وتمدينهم , وبعد الافتتاح , وبعد تسليم مستحقّيها سندات التمليك , وبعد أن حملوا أغراضهم ودخل كلّ منهم سكنه , وانفضّ الاحتفال .. وعند صباح اليوم الثاني , مرّ المسؤول عن توطين هؤلاء ليرى عن قرب مدى تأقلمهم مع بيئتهم الجديدة , تفاجئ بوجود خيام لا حصر لها منتشرة حول بنايات المجمّع السكني !؟ وعند تحقّقه من الأمر وجد السكنة الجدد قد نصب كلّ واحد منهم خيمة أمام داره الجديد نام فيها بدلاً عن داره الجديد ! ..
الرئيس الليبي الراحل نفسه لا يحلوا له المقام أو الراحة أو النوم إلاّ تحت خيمة ! ..
كلمة “مخيّم” أو “الخيمة الرمضانيّة” أو “مخيّم كشفي” أو المثل المعروف “ظلّ راجل ولا ظلّ حيط” لا يعترف به الشيعة ومكروهة هذه الممارسات في التراث النفسي الشيعي و “غير مُستحبّة” ..
الخيمة لدى رؤساء الشيعة ووليّ الفقيه ونائب المهدي ورئيس حكومتنا الغير طائفي , قد احترقت ؛ من زمااااااااااااااان ,  فلا غرو ونصف العراقيين لا يجدون لهم ولو “خيمة” من خمسة أمتار مربّعة يسكنون تحت حمايتها وتشكو خزينة بلادهم من تخمة ماليّة لاقتصاد ريعي لا عمل فيه لم يمرّ البلد بمثله منذ خلقه الله وتكفي أموال هذه الخزينة السنويّة لحلّ جميع أزمات المنطقة ومعها إيران وليس فقط تقاعد العراقي المسحوق , ثم ولا يقبض العراقي سوى كلام في “الجنّة” تعوّد عيش أوهامه من لدن أفواه من تربّوا في بيئات دينيّة مليئة بالأساطير وبالخرافات وبوعود لا يمكن تطبيقها على الأرض “لنفاستها” ! تربّوا وسط بيئات متطرّفة كي يرضى عنهم الشيطان الأكبر لحكم البلاد يعدون الناس بالفردوس ولكن بفردوس الآخرة! , بينما لم يفهم هذا العراقي البائس ماذا يقصد مسؤوله أو رئيس حكومته رغم كثرة ترديدهم “توزيع أراضي للفقراء” شرط من لم يسكن خيمة سابقاً ؛ ماذا تعني وعودهم المعسولة ؟ ! ..  ولهذا بقي اللاجئون السوريّون عند حدود العراق في العراء لم تقبل حكومتنا إسكانهم في “خيام” توزّع عليهم في بادئ الأمر , إلى أن “صاح بيهم” بايدن , فاستقاموا ! ..