22 ديسمبر، 2024 3:23 م

لماذا خلت المواكب الحسينية من السياسيين الان

لماذا خلت المواكب الحسينية من السياسيين الان

اذا صادف موعد الزيارة الاربعينية مع موسم انتخابي تهافت السياسيون على المواكب الحسينية زيارات لا تنقطع تصل حد الاقامة , وعطايا لا توصف تصل حد البذخ والاسراف , واموال لا تحصى تصل حد الملايين , متنقلين مرة على اطراف المدن حيث المسيرة الحسينية الخالدة صوب نحر الحرية الابدي نحر الحرية الشامخ , ومرة في اعماق المدن والكاميرات تأخذهم في الحالتين تصاوير لا تنقطع باوضاع مختلفة وبزوايا لا مجال لذكرها هنا. يتحدثون للناس عن برامجهم الانتخابية مسبوقة بحرف (س) الذي يشكل في معادلة الديمقراطية المعاصرة الخدعة الكبرى اذا لم يقترن بموعد محدد او اجراءات عملية بل انه اصبح يثير السخرية. لا يستثني السياسي من عطاياه وحضوره أي موكب بل يمر على المواكب جميعا وقد يصادف ان ترى في نفس الموكب سياسيين اثنين ذات اليمين وذات الشمال ولكنهم يستقرون اكثر ويعطون اوسع اذا صادفهم موكب لشيخ عشيرة او اسم نافذ.

اما اذا لم يصادف موعد الزيارة مع الموسم الانتخابي فنادرا ما تجد سياسيا يتفقد المواكب ولن تجد من يبذخ فيها او حتى يجود بالقليل بل نادرا ما تجد احدا منهم يذكرها ذكر عابر او يلتفت اليها كما يلتفت لهندامه الانيق او كما يحرص ان يسرح في الفضائيات على طولها وعرضها وان ذكرته قال اني بي خصاصة. ولن تجد من قوائم السياسيون وأسمائهم ولوحاتهم ولن تجد من هياكل الدولة الا رجال الشرطة الافذاذ يرعون المسيرة بارواحهم ويحرسونها بعيونهم من غير ستر واقية او سيارات مضادة للرصاص او ذات دفع رباعي , ستجد الشرطة على قارعة الطريق بلا مظلات من الشمس او مكان دافئ لكنك ستجدهم احرارا لا يتقمصون المواسم.

ان من يتشرف بخدمة الزائرين ويبذخ – على قلة المال وتهالك الصحة- هم بسطاء الناس الذين يعصمون انفسهم واولادهم ملذات الحياة وترف الموائد لكي يوفروا لمواكبهم ولزوار سيد الشهداء افضل ما يقدرون , ما ان يتنفس الصبح حتى يبكرون اليها مستبشرين . وما ان ينقضي محرم حتى يحسبون ويتحسبون ويتهيئون بالفطرة وبحساب العشق الفطري لا بحساب المواسم.