23 نوفمبر، 2024 4:23 ص
Search
Close this search box.

لماذا ثورة الحسين (ع) تعد أعظم ثورة في تأريخ البشرية على ألإطلاق ؟؟

لماذا ثورة الحسين (ع) تعد أعظم ثورة في تأريخ البشرية على ألإطلاق ؟؟

كيف حقق سلمان رشدي ما أراده معاوية
تولى أحبار اليهود القيادة الدينية بعد فترة نبي الله موسى (ع) وفترة أنبياء بني إسرائيل وكان هؤلاء محبين لنبي ألله موسى وأنبياء بني إسرائيل حتى أنهم كانوا يبكون على أطلال هيكل سليمان عند حائط المبكى، ومع حبهم هذا لكبار أنبيائهم ولكنهم حرفوا الشريعة اليهودية عما جاء به موسى (ع). 
وتولى حواريو عيسى (ع) وأتباعهم القيادة الدينية بعد المسيح (ع)، ومع حبهم الشديد لعيسى (ع) ولكنهم حرفوا شريعة المسيح (ع) عما أنزله الله على نبي ألله عيسى (ع).
 أما شريعة رسولنا الأعظم (ص) فقد آلت القيادة الدينية والدنيوية إلى بني أمية، وقد كان بنو أمية يقودون معسكر العداء لرسول الله (ص) وألإسلام، فالرسول (ص) عاش (٢٣) عاماً من بعثته حتى وفاته، ومن هذه ال (٢٣) عاماً نجد أن (٢١) عاماً منها كان بنو أمية أعداءً لهذا الدين وحملوا السيف بوجه رسول ألله (ص) خلال هذه الفترة ولم يدخلوا ألإسلام إلا رغماً عن أنوفهم، لقد كان حقدهم على ألإسلام وعلى رسول ألله (ص) يفوق حد التصور حتى أن هند زوجة أبي سفيان وأم معاوية لاكت كبد الحمزة بعد إستشهاده. 
لقد كان من الطبيعي أن يحرف بنو أمية شريعة الإسلام تحريفاً كاملاً عما جاء به رسول ألله (ص) بسبب عدائهم له وعدائهم للإسلام، ولم يكن دخولهم للإسلام عن قناعة بل مجرد نفاق، وقد نطق به يزيد إبن معاوية بعد قتل الحسين (ع) حين قال (لعبت هاشم بالملك…… فلا خبر جاء ولا وحي نزل)، لذلك كان من المتوقع أن يجِدّ بني أمية في أن يحرفوا ألإسلام عن ألإسلام الذي جاء به رسول ألله (ص) وأن يحرفوا ألقرآن عن القرآن الذي أنزل على رسول ألله (ص)، كيف لا وهذه فرصتهم للإنتقام من رسول ألله (ص) وفرصتهم للأخذ بثارات أشياخهم المشركين الذين قتلوا ببدر وهم الآن الحكام المطلقين لهذه الدولة الإسلامية العظيمة، لقد نجحوا في القضاء على أسس الخلافة الراشدة (بغض النظر عن المدارس الفكرية بشأن الخلافة) ولكن كأمر واقع تم تبني نظرية الشورى، فألغوا الشورى وأحالوها إلى ملك عضوض يتولى  الحاكم منصب الخلافة بالوراثة، لقد بدأت عملية التحريف بالتدريج، فشرع معاوية بوضع الأحاديث المكذوبة عن رسول الله(ص) والتي إنتقلت إلى أمهات كتب الحديث للإنتقاص من بني هاشم بشكل عام وعلي أبن أبي طالب(ع) بشكل خاص كما ورد الحديث الموضوع في البخاري ومسلم عن عمرو بن العاص بأن (آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء) والحديث المكذوب عن عروة أبن ألزبير أن الرسول قال بحق علي أبن أبي طالب (ع) والعباس أنهما يموتان على غير ملته أو دينه، بل وصل ألأمر إلى رسول ألله حين أتهم بأن ألشيطان كان ينطق على لسانه في قضية (الغرانيق العلى)، هذا الإفتراء على الرسول(ص) الذي دون في أمهات كتب الحديث كألبخاري ومسلم مكن أعداء ألإسلام من التشكيك بنبوة الرسول(ص) كإصدار كتاب (الآيات الشيطانية) لسلمان رشدي حيث أتهم رسول الله(ص) بأنه كان ينطق على لسان الشيطان، إعتماداً على أحاديث البخاري التي روجت في زمن معاوية وبتوجيه منه [مع إعتقادنا بأن البخاري ومسلم كانا ثقتين وتحريا الصدق وبذلا جهوداً جبارة لنقل الحديث الصحيح عن الصحابة وليس عن رسول ألله(ص)]، لقد شرع معاوية سب الإمام علي(ع) وجعله من السنة الواجبة في تعقيب الصلاة اليومية حتى جاء الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز فألغاها وإستعاضها بقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فإنقطعت السنة الباطلة لمعاوية وأستمرت حتى اليوم سنة عمر بن عبد العزيز بمقولة إسلامية مستمدة من كتاب الله.
 إن من أهم معطيات ثورة الحسين(ع) أنها جردت بني أمية من حق التشريع وألغت ما سنوه من سنن باطلة، بعد أن عاشت الأمة الإسلامية في حالة من الهدوء والخضوع والخنوع لإرادة الحاكم في عملية ألإنحراف عن الإسلام الحق خلال فترة حكم معاوية لعشرين سنة كان يحرف ويغير ألتشريعات ألإسلامية بشكل تدريجي، ولو إستمر الوضع من دون ثورة الحسين (ع) لكان من الطبيعي أن يستمر حكم بني أمية لمئات السنين ولكان ألإسلام الذي بين أيدينا اليوم إسلاماً لا علاقة له بإسلام رسول ألله(ص)، ولأمكن تحريف القرآن ولعله كان لدينا عدة نسخ مختلفة من القرآن الكريم، لقد فجرت ثورة الحسين(ع) الأرض تحت أقدام الخلافة الأموية فيما يقارب الثلاثين ثورة في كافة أرجاء العالم الإسلامي، حيث ثارت المدينة المنورة إبتداءً ضد بني أمية فواجهها يزيد بإباحة المدينة لثلاث أيام بما يعرف بوقعة الحرة، وثار أهل مكة بقيادة عبد الله أبن الزبير، وثار أهل الكوفة بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي بما يعرف بثورة التوابين، وثار المختار الثقفي في الكوفة وإنتصر على جيش عبيد الله إبن زياد وقتله في الموصل، وثار زيد أبن علي وإبنه يحيى أبن زيد في الكوفة والمدائن (يمكن الإطلاع بتفصيل أكبر على الثورات المتتالية في الملحق أدناه) أما في زمن مروان بن محمد آخر حكام بني أمية فقد قامت عليه عدة ثورات في آن واحد، في فلسطين وحمص والموصل والجزيرة واليمن بل حتى في دمشق فنقل العاصمة من دمشق إلى حران، بل إن ثورة الحسين(ع) فجرت الصراع داخل البيت الأموي، فعندما مات يزيد وتولى إبنه معاوية خطب فيهم منتقداً جده معاوية في أنه نازع الأمر أهله، وأن أبيه يزيد قتل أهل بيت النبوة ظلماً، وأن أهل البيت أحق بهذا لأمر من آل أبي سفيان، فقتل بعد أربعين يوماً إما بالسم أو طعناً، وحينما تولى ألأمر عمر بن عبد العزيز جرد بني أمية من الأموال التي أستولوا عليها ظلماً، فقتل بالسم.
 لم يطل الأمر أكثر من (٧١) سنة من إستشهاد الحسين(ع) حتى قامت ثورة العباسيين تحت شعار (الثأر لمقتل الحسين) و(إلرضا من آل محمد) فتم القضاء بشكل كامل على الدولة الأموية في الشام. 
لم تجرد ثورة الحسين(ع) حكام بني أمية من الإفتاء بإسم الإسلام فحسب، بل جردت جميع من جاء من خلفهم من الخلفاء من حق الإفتاء بإسم الدين كألخلفاء العباسيين وألخلفاء العثمانيين.
 إن ثورة الحسين(ع) فقط هي التي حافظت على ألإسلام من الإنحراف وعلى القرآن من التحريف، فجميع المسلمين بسنتهم وشيعتهم مدينون في إسلامهم وفي صحة وسلامة قرآنهم إلى هذه الثورة الجبارة، فهذه الثورة هي التي حفظت ألإسلام أعظم الأديان وخاتمها من الإنحراف، ولذلك فهي بحق أعظم ثورة في تأريخ البشرية على ألإطلاق.
 ألتتمة في الحلقة القادمة [ألأثر المعاصر لثورة الحسين(ع)] 

أحدث المقالات

أحدث المقالات