الأيديولوجيات السياسية في العراق كانت السبب في اهدار ثروات العراق التي بددت ليس لمصلحة شعبه بل ضياعها من اجل مشاريع تتقدم في عموميتها على خصوصيتها .. بمعنى لم يستفاد الشعب العراقي من خيرات بلاده التي اهدرت ما بين المشروع القومي ومشروع الاسلام السياسي حيث تم في الحقب السابقة تسخير ثروات العراق لانجاح المشروع القومي الوحدوي على حساب المصلحة الوطنية .. وايضاً عندما تسلم الاسلام السياسي الحكم في العراق بعد الاحتلال الامريكي اتسمت الأيديولوجية السياسية بتقدم الولاء للطائفة على الولاء للوطن ومحاولة ترسيخ الثقافة الطائفية في المجتمع العراقي بدلا من ثقافة المواطنة والولاء للوطن حتى اصبحت كل طائفة تستمد ايديولوجيتها السياسية من المذهب الذي تعتنقه، وبذلك تم تسخير موارد الدولة لخدمة الطوائف مع تفاوت النسب حسب هيمنة الطائفة على مقاليد الحكم .. وبدون شك الطبقة السياسية الحالية التي تتولى مقاليد الحكم في العراق تستمد ايدولوجيتها السياسية من مفاهيم روحية وعقائدية تدخل ضمن مشروع التبعية الدينية للولى الفقية اي التقاء إرادات دينية ومذهبية ووشائج من صلب العقيدة التي من أولوياتها تخطي الحدود والاوطان لكي تتولى ايران قيادة العالم الاسلامي وتكون تبعية المسلمين في كل بقاع الارض الى مرشد الثورة الايرانية وفق مفاهيم تصدير الثورة ونشر التشيع من اجل ان يصبح الولاء الى ايران ولاء مصيري نابع من عقيدة مذهبية .. لهذا يتقدم عند الطبقة الحاكمة في العراق الولاء لايران على الولاء للوطن وهناك قادة ومتنفذين في العراق ايرانيين اكثر من ايران وعلى هذا الاساس تم تسخير اغلب موارد الدولة العراقية لخدمة المشروع السياسي الايراني في المنطقة حتى وصل الحال عند المتشددين للولاء لايران بعدم الممانعة من فناء العراق من اجل بقاء ايران .. لان سر وجودهم في السلطة اصبح من سر بقاء النظام في ايران .. وعليه اكذوبة من يتصور بانه قادر على سلخ النظام في العراق من الحضن الايراني وان ما تروجه امريكا في هذا الاتجاه مراوغة وتظليل وخداع ولف ودوران لانها من مكنت ايران من السيطرة على كل مفاصل الدولة العراقية وفق مشروع تسويق الاسلام السياسي في المنطقة، وكذلك محاولات الآخرين لجر العراق الى الحضن العربي وخصوصاً ما حصل من لقاءات بين العراق ومصر والأردن وقبلهما دول الخليج ليس الا نفاق سياسي من اجل مصالح اقتصادية وليس من مصلحة قومية خصوصاً بعدما ترسخت المفاهيم القطرية على حساب القومية عند اغلب الدول العربية نتيجة انحسار المشروع القومي العربي والا ماهي نقاط التلاقي في المفاهيم الفكرية لقادة العراق في وضعهم الحالي مع المفاهيم الفكرية والعقائدية لمصر والاْردن .. غير التقية من الجانب العراقي وبدفع من ايران من اجل توسيع دائرة المنافذ وفتح ثغرات لتخليصها من العقوبات وفي المقابل فرصة لتحسين تلك الدول اوضاعهم الاقتصادية المتردية من خلال اتفاقات غير متكافئة .. هكذا هي ثروات العراق تبدد منذ ثورة ٥٨ والى الان لاجل مشاريع لا علاقة لها بمصلحة العراق وشعبه ..