23 ديسمبر، 2024 6:04 ص

لماذا ثار ساكني المنطقة الخضراء‎

لماذا ثار ساكني المنطقة الخضراء‎

ثارت ثائرة أحزاب السلطة منذ الأمس وإلى اليوم ، حز في أنفس قادتها وعرابيها من ذوي الدماء النبيلة الزرقاء، والوجوه المنعمة ، والأكف الناعمة الملساء ، والأصول الكريمة المحتد ؛ أن يتظاهر جمهور ” الدهماء ” ضد عروشهم الملكية التي تتربع عليها مؤخراتهم المقدسة . كيف يتجرأ هؤلاء ” الدون ” من ذوي البشرة المحترقة ، والشعور الشعثاء ، والملابس الرثة والمهلهلة أن يثوروا على أسيادهم ؟!هذه ” الرثاثة الاجتماعية ” التي عاش آباؤها وأجدادها كعبيد لايصلحون إلا لدفع الأخماس ، وإذا تعذر عليهم ذلك فلا بد من دفع الأرواح كضريبة مقدسة حتى ينالوا بركات رجال الكهنوت وصكوك غفرانهم ، ويحظون برضاهم   عنهم كعبيد وموالي صالحين …هؤلاء الذين دأبت عوائل الطبقات النبيلة على معاملتهم كرعاع وسوقة ، وسقط متاع يتصرفون بهم وبمصائر أبنائهم بفتوى واحدة ، كيف يتمردون على أسيادهم ؟!!عزيز ذلك في نفوس هؤلاء المقدسين ، لذلك فلابد أن يكون من تمرد على نظامهم الأزلي ” مندساً ” أو ” بعثياً ” أو حتى ” داعشياً ” ولابد أن يكون هؤلاء جميعاً منفذين لمخططات السبهان المحبوكة ليلاً في أروقة السفارة السعودية !!!لذلك لا أستغرب أن تغري هذه الأحزاب مرتزقتها وكلابها من الإعلاميين والكتاب وناشطي الفيسبوك على شيطنة المتظاهرين والطعن بأهدافهم وإطلاق النعوت والمسميات عليهم لإسقاطهم إعلامياً . منذ انطلاق المظاهرات في تموز الماضي ، دأب هؤلاء المرتزقة من المعتاشين على لعق أحذية أسيادهم على وصف المتظاهرين بأوصاف تسقيطة ك ” أبناء الرفيقات ” و ” البعثية ” وبعد أن أثبتت هذه المحاولات فشلها وإفلاسها إعلامياً في الشارع العراقي ، عزفوا على نغمة جديدة منذ الأمس ومازالوا يرددوها هم وجمهورهم الغبي المتكون من طائفيين وأوباش لا يفهمون إلا ثقافة الكره وإن حملوا أرقى الشهادات العلمية .النغمة الجديدة هي إن ما جرى يوم أمس هو محاولة ” لفك الطوق ” عن الفلوجة المحاصرة والتي ستتحرر قريباً بهمة الغيارى من الضباط الدمج وجيوش الفرارية _ سابقاً _ حملة شارات الأركان حالياً . تلك الفلوجة التي لم تنته قضيتها منذ ١٣ سنة ولن تنتهي لأن وراء الأكمة ما ورائها …