23 ديسمبر، 2024 1:32 ص

لماذا تُنتهك الحريات في العراق ؟

لماذا تُنتهك الحريات في العراق ؟

من الملفت للنظر أن جميع العهود و المواثيق الدولية نصت على فسح المجال أمام الشعوب أن تخرج من صمتها لتعبر عن مأساتها وما تمر به من انعدام الخدمات و غياب الحلول الناجحة الكفيلة بتوفير سبل الحياة الكريمة وهذا سببه الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة وهو طبعاً نتيجة الفشل و التدهور الكبير و التخبط السياسي الذي تعيشه جل القيادات السياسية بشتى مسمياتها مما يجعل الجماهير تطرق أبواب وسائل التعبير عن مدى امتعاضها و خيبة أملها من تلك السياسات الفاشلة علها تخرج من سباتها و تكف جرائمها البشعة و تسمع صوت الجماهير الغاضبة و لكن وكما يُقال تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فمع وجود تلك القيادات الفاسدة و تحكمها بمقدرات البلاد و درايتها الكاملة بأنه يشكل جبلاً من الخيارات ذات الموارد المتعددة تجعلها تواجه الملايين الغاضبة برد عنيف وغير متوقع و تنتهج أساليب ألبستها ثوب القمع و التعسفية و الإجرامية و الوحشية فضربت بها كل المعايير دولية و الإنسانية عرض الحائط من خلال قمع التظاهرات السلمية التي خرجت للمطالبة بأبسط الحقوق و الواجبات الملقاة على عاتق الحكومات التي وصلت إلى كرسي الحكم على أكتاف الفقراء و الأبرياء من أرامل و أيتام ولم تكتفي بذلك بل أن تلك الحكومات لجأت إلى سياسة تكميم الأفواه من خلال تضيق الخناق على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من خلال ممارسة الاعتقالات الإرهابية و الممارسات اللاأخلاقية ودون أي مسوغ قانوني فضلاً عن ملاحقة المدونين و اعتقالات بالجملة للناشطين المدنيين و الصحفيين المستقلين و المصوريين و مصادرة أدوات عملهم ودون سابق إنذار وقد تعدى ألامر إلى أكثر من ذلك فقد تعرض الكثير من الكُتاب و الإعلاميين إلى الطرد من أعمالهم و عدم مزاولة مهنتهم الشريفة أو إلى عمليات خطف و التي قد تنتهي بالقتل و الفاعل طبعاً مليشيات الجهات السياسية المتنفذة في الدولة وهذا كله غيض من فيض فرغم كل الاتفاقيات و البرتوكولات التي وقعتها حكومات العراق مع المجتمع الدولي باحترام إرادة الشعب و إطلاق العنان للحرية عن التعبير نراها حكومات نفاق سياسي و عصبة عمليات جرائم منظمة و قادة مليشيات إرهابية تعمل كخفافيش الظلام تقدم مصالحها الفئوية على مصالح الشعب المضطهد فلماذا إذاً تنتهك الحريات و تضرب بيد من حديد ؟ فحكومة العراق تعلم أنها هي مَنْ أوصلت البلاد إلى ما هي عليه الآن من فساد و إفساد أطاح بكل مقومات الحياة و جعلت من الشعب مشرداً بين نازح و مهاجر يستجدي عطف بلدان الغربة وبعد كل هذه المصائب و الويلات تأتي حكومات العراق الفاسدة لتضع القيود و القوانين الصارمة على حرية التعبير و تكمم الأفواه و مصادرة الحريات كي لا يعلم الشعب حجم الصفقات المشبوهة التي تعقد و داخل أروقة السياسيين