23 ديسمبر، 2024 10:58 ص

لماذا تٌصرلـ “BBC على مصطلح” الدولة الاسلامية” بدلاً من داعش…!!؟

لماذا تٌصرلـ “BBC على مصطلح” الدولة الاسلامية” بدلاً من داعش…!!؟

قد يرث الانسان من والدية ثروة هائلة تضمن له العيش الرغيد لسنوات طوال فيترحم على ابوية  وقد يحدث العكس تماما عندما يرث البؤس والفقر والاذى وقد يستمر لسنوات ايضا  وعندها يلعن ابوية صباحا ومساء . الحمد الله اني ورثت شيء اخر مختلف تماما عما جاء بالمقدمة لقد ورثت حب” BBCمن والدي “غفر الله ذنوبه ” فكنت صغيرا وانا اتقلب بين احضانه وهو يضع المذياع تارة على يسار اذنة واخرى على يمينها حتى كبرت وكبر معي حب التطلع وعلمت انني سأعشق ما عشقة والدي وعندئذ علمت انني ورثت شيئا ثمينا وكما هائلاَ من الاحلام  وربما الاموال المؤجلة…!!

هنا لندن دقت ساعة بكبن بهذه العبارة التي اعتادت على سماعها الاذنين تبدا BBC

  اول كلامها الذي يترقبة الملايين من العشاق الذين يتكلمون اللغة العربية  والذي امتد لطوال اكثر من 77عام خلت .على تأسيس القسم العربي فيها والذي صار ملازمة للشخص العربي الباحث عن الخبر الصحيح في خضم تشابك الاحداث وسط ضجيج اعلامي كبير تصدره مؤسسات اعلامية  برسائل مختلفة حتى صرنا لا نميز الصالح من الطالح.

 من الضروري معرفة ان هذه المؤسسة الاعلامية الكبيرة  وحسب ماعلمت هي ممولة من قبل  الشعب البرطاني  وليست من قبل الحكومة .؟لانهم عللوا ذلك حتى لا تقع فريسة بيد الحكومة .؟ وقد يدفع كبار التجار الاموال والضرائب  حتى تستمر في البقاء وكما هي جميع المؤسسات الاعلامية فهي بحاجة الى الاموال حتى تستمر في بثها لا اطول فترة .

لقد كانت BBC علامة فارقة في الاعلام بصورة عامة كونها مؤسسة رصينة وتاريخها الطويل يتحدث عنها بكل شرف ولازال الجميع يكن لها الاحترام  وخبرها ذا قيمة عند المتلقي اخبارها متواصلة تقاريرها مترابطة  تجوب كل العالم بعدستها الصغيرة التي لايبعد عنها البعيد .وكادرها مهني قادر على الابداع متميز فيما يطرحة .

المتتبع لـ BBC يمكن ان يسجل مؤخرا بعض الملاحظات الخطيرة على عملها ورسالتها الاعلامية  لقد بدء اليوم واضحا وجلياً وهذا شيء في غاية الخطورة “..عندما بدء الخطاب الاعلامي يتخذ شكلا مختلفا عما سارت على نهجة  سابقا  فعندما تقوم هذه المؤسسة بتجاهل مشاعر العرب المسلمين وغير المسلمين عندما تصر على وصف تنظيم داعش الارهابي بتظيم “الدولة الاسلامية  التي لازال سيفها يقطر دماء وقتلا وسبيا وتهديما للحضارة ! فهذا يعني استخفاف بعقلية العربي والمسلم اولاً ومن ثم استخفاف بدماء الشهداء من ابناء الوطن العربي والاسلامي الذين راحوا ضحية هذا الفكر التكفيري المنحر ف الذي لايميز بين مذهب واخر وبين ابيض واسود فالجميع صدرت  فتوى قتلهم وكل ينتظر دورة.؟  انها خيبة امل مني بها المتلقي ؟

  ان الشعوب العربية والاسلامية فضلا عن الغربية باتت مهددة من قبل هذا التنظيم الارهابي الذي  تجاوزت احلامه  حدود العراق وسوريا والجزيرة العربية ومصر وليبيا وتونس الخضراء   حتى ضرب مؤخرا “اطناب تركيا التي تتهم بتناغمها مع مشروع داعش فالعالم بأسرة اصبح  ساحة قتال حتى تم تدويل  داعش ليصبح قضية عالمية  تهدد الانسانية.  

شيء موسف عندما نستمع في نشرة الاخبار اليومية  التي نترقبها بكل شغف لحظة بالحظة الى نعتهم هذا التنظيم بتنظيم الدولة الاسلامية” وكأنهم  يمدونهم بالشرعية لهذا التنظيم فمصطلح الدولة لا يجوز ان يطلق على تنظيما لقيطا  يرفع شعار القتل فاقدا للشرعية ولمقومات الدولة.

الغريب انة بعدما اجمع العالم على ضرورة استئصال هذا الفكر واصبحت وسائل الاعلام  تتفق على تسميته بالتظيم الارهابي”  نرى ان BBC

 تصر على تسميته بالدولة .؟ فلماذا هذا الاصرار.؟ وماوراء ذلك.؟  هذه ليست حيادية ؟ وليس انصافا عندما لا نسمي الاشياء بمسمياتها .وعندما تغرد وحيدا خارج السرب الاعلامي!  وان كانوا يعتبرون ذلك حيادية فهذا عذرا اقبح من الفعل.؟ وان الاعلام هو رسالة انسانية بحتة فكيف يكون انسانيا عندما يساوي بين الضحية والجلاد.؟ بين الحق والباطل.؟ بين الوقع والخيال ؟هذه اكذوبة اذن .؟ تطلقها BBC.؟ اننا نتحدث عن مؤسسة اعلامية كبيرة ذات تاريخ مشرف في نقل الحقائق والوقائع  وبكل مصداقية وموضوعية وحيادية  ولم نتكلم عن مؤسسة فتية لا يتجاوز عمرها الكذا عام .
فمن المفارقات  عندما نستمع لحديث رئيس الوزراء البريطاني” كاميرون  في لقائة مع لـBBC والذي رفض هو الاخر نعت داعش بالدولة بقولة “

“هذا التنظيم ليس دولة إسلامية بل هو نظام رهيب وهمجي”، مرجحا أن يخوض الغرب “حربا باردة” مع التنظيم الإرهابي كما خاضها مع الشيوعية. “وان الكثير من مستمعيكم المسلمين ينزعجون ويصابون بالاشمئزاز كلما سمعوا هذه العبارة” التي تصف هذه المجموعة بـ”الدولة الإسلامية”. وتمنى  الكف عن اطلاق هذا الاسم “الدولة الاسلامية” على التنظيم الإرهابي الذي وصفه أيضا بأنه نظام بربري بشع يشوه الدين الاسلامي.  وشبه المواجهة مع تنظيم الدولة الاسلامية بالحرب الباردة، وقال “كالمواجهة التي خضناها مع الشيوعية، هذه معركة بين قيمنا وقيمهم ويجب ان نكون مستعدين لخوضها لوقت طويل”.   ))

هذا اذن ليس كلام العرب  فحسب بل هو كلام رئيس وزراء برطانية  فلماذا هذا الاصرار خاصة وان التنطيم  اصبح يهدد حتى بلدكم وحريتكم التي تتبجحون بها على العالم اليس من الاولى التحذير من خطورة الانظمام  لصفوفه بعدما شهد  تصاعد مستمر  وربما قد تكون “BBC

 سبا في الترويج لداعش عندما منحته الصفة الرسمية “كتنظيم سياسي وفكري  وله ارض وحدود عند وصفها بالدولة وهذا هو المتعارف علية  فهم ساهموا بقصد او دونة في تزايد عدد البرطانيون  للانظمام لهذا التنظيم الارهابي من خلال الرسالة الاعلامية التي تروجها هذة المؤسسة.

وهذة المخاوف قد عبر عن كاميرون عندما دعا الى استراتيجية بعيدة الامد لمحاربة فكر داعش وتحصين المسلمين البرطانيين من الافكار المتطرفة  وتذكيرهم بان برطانية هي دولتهم وهم جزء مهم فيها؟ لكن يبدو ان هذا الحديث لم يصل الى اسماع BBC لاسباب مجهولة !

ان الحديث مختلف تماما عندما نتحدث عن ال بي بي سي المؤسسة الكبيرة التي وضعت الاسس الصحيحة لبناء اعلام متوازن يتماشى مع متطلبات المتلقي ويعبر عن همومة ومشاكلة ويصوغها برسالة اعلامية ناضجة يقول الحقيقة ولا يخشى احد هكذا عهدنها , لكن اليوم لا نرى ذلك في رسالتها الاعلامية  وهذا مؤشر خطير اما ان تكون رؤس اموال كبيرة قد اثرت بشكل واخر على سياسة BBCوقد تكون هذه الرؤوس مشكوك في تقاربها مع داعش؟

او انها  كما هي المؤسسات الاخرى باتت تبحث عن الاموال لاستمرارها وعندئذ تخسر جمهورها وتاريخها  وتفقد مصداقيتها وهذ انتحار..؟ وعليها ان تختار الاموال ام جمهورها ولا اعتقد ان المؤسسة تضحي بتاريخها .الطويل من اجل قضية خاسرة؟