23 ديسمبر، 2024 7:50 ص

لماذا تورط النظام الايراني في عملية أسدي؟

لماذا تورط النظام الايراني في عملية أسدي؟

مع إن العالم وبسبب من النهج المريب الذي إتبعه ويتبعه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لم يتفاجئ بقيام هذا النظام بإرتکاب عملية إرهابية غير عادية کالتي کان الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي، يريد القيام بها ضد التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس عام2018، لکن تفاجئت الاوساط السياسية المطلعة والمراقبين والمحللين السياسيين المعنيين بالشأن الايراني تورط دبلوماسي بدرجة سکرتير ثالث في السفارة الايرانية في النمسا بقيادة العملية، إذ أن النظام الايراني کان دائما يسعى للقيام بهکذا نشاطات عن طريق عملائه وأفراد لايرتبطون به بصورة مباشرة.
إعتقال أسدي والمحاکمة التي جرت له على أثرها في وينتروب ببلجيکا، جعلت العالم کله ينظر الى النظام الايراني کنظام يمارس مايمکن أن نصفه ب”إرهاب الدولة”، وهو أمر غير مألوف وحتى غير مسبوق، ولکن السٶال الذي يطرح نفسه بقوة هو؛ مالذي دفع هذا النظام للتورط بهکذا عملية إرهابية ووضع نفسه ليس في دائرة الشبهات بل وإنما في دائرة الاتهام؟
من الواضح جدا إن هناك ثلاثة أسباب هامة أجبرت هذا النظام إجبارا على التورط بهذه العملية ولاسيما بعد أن وجد إن کافة الاساليب والطرق الاخرى التي لجأ إليها وإستخدمها لم تجد نفعا، وهذه الاسباب الثلاثة هي:
• خاطر النظام لأنه كان من الضروري أن يضرب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق باعتبارهما تهديدا قائما لبقاء النظام وبديل ديمقراطي شعبي. أمر النظام أسدي بالتدخل شخصيا لأنه أراد أن تكون هذه المؤامرة ناجحة للغاية. ولم يثق في العملاء أو أي مسؤول أدنى.
• على مدى السنوات القليلة الماضية داخل إيران، كانت هناك موجة جديدة من الدعم للحركة، وخاصة بين جيل الشباب. وعلى الصعيد الدولي، لم يتم إزالة منظمة مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب فحسب، ولكن الأهم من ذلك هو الاعتراف بها كقوة ديمقراطية للتغيير في إيران.
• أظهر الهجوم حالة النظام اليائسة، والتي أجبرته على تحمل مثل هذه المخاطر العظيمة وأمر دبلوماسيه بالتورط شخصيا في أعمال إرهابية في قلب أوروبا.
هذه الاسباب الثلاثة والتي لو نظرنا إليها مليا وبحثنا فيه من جوانبه المختلفة، لوجدنا إن النظام قد أصبح محاطا بمثلث من ثلاثة زوايا حادة وإنه ومع مرور الايام کان الضغط يزداد عليه أکثر فأکثر، ولذلك ولکي يضرب الطرف والجهة الاساسية التي تحرك الاحداث وتحدد مساراتها، فإنه لجأ الى هذه العملية وإستهدف المٶتمر السنوي للمقاومة الايرانية وفي شخص السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، ولکن الذي حصل هو إن الرياح قد جرت بما لاتشتهي السفن!