23 ديسمبر، 2024 3:07 ص

لماذا تنكّر الشابندر لأكبر حقيقة تأريخيّة!؟

لماذا تنكّر الشابندر لأكبر حقيقة تأريخيّة!؟

ملاحظة: أخواني و أبنائي القرّاء الأعزاء: أنقل لكم حقائق تأريخية شهدتها بكل حواسي و جوارحي, ولا غاية أو علاقة لي بأيّ جانب منها خصوصا المعني .. فقط للتأريخ!

نقلت الفضائية (البغدادية) قبل أيام لقاءاً مع السّيد الشابندر تحدّث خلاله عن أسباب شهادة الأمام الفيلسوف الصدر الأول وموقف الثورة الأسلامية منه, حيث أوعز السبب إلى أن القيادة الأسلامية هي من خانت الصدر ألاول الذي كان وجوده يعادل كل إيران حسب تعبيره .. محاولاً إبراز مظلومية الصدر و التباكي عليه بعد خراب البلاد و العباد على يديه و أقرانه بمواقفهم وتحليلاتهم و خزعبلاتهم وحالة الجزر و المد و الرفع و الخفض و النهب و الفساد أثناء التحاصص و الأعلام و التعليق على الأحداث, بجانب أنه و أقرانه لم يتأخّروا شهراً واحداً ولا ساعة واحدة لقبض رواتبهم و مخصصاتهم و تقاعدهم التي ما زالت مستمرة لحدّ هذه اللحظة من دم و عرق الكادحين و الفقراء و الأرامل و اليتامى و بلا رحمة أو ضمير .. و فوق هذا كله لم يكن دقيقا في أحكامه خصوصاً ما يتعلق بأحداث الثورة التي ما زالت تنزف و تقاوم المستكبرين على الأرض حتى هذه اللحظة .. و لا أدري ربما كل هذا الأجحاف و التمرد على الحقيقة كان بسبب إنشغاله في خدمة جيش صدام أيام الحرب ضد الجمهورية الأسلامية حتى عجز و هرب بعد منحه إجازة من قاطع مهران حيث قضاء بدرة ثم بغداد ..

على أي حال .. الأيام تجري و التأريخ يسجل و المؤمن الحقيقي هو وحده يصمد و فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ..

لقد كنتُ من أوائل الذين شهدوا بدقة و تفصيل جميع الوقائع والأحداث التي رافقت تلك الفترة بل وسبقتُ الجميع مع (بداية الثورة) وإن علاقة الصدر الأول بآلثورة قد ظهرت كموقف عقائدي لم يسبق له مثيل لمعرفته (قدس) بحجمها و عظمتها و آثارها الكونية .. هذا قبل ما تتجسد بصور و بوسترات لخيرة الفنانين الأيرانيين و هي تُجسّد حقيقة محمد باقر الصدر بحيث ملأت صوره شوارع و دوائر و وزارات إيران و تكاد لم تكن ترى شارعا يخلو من صوره .. بل خطب الأمام الراحل(قدس) نفسه أيام شهادته بآلقول: [لقد فقدت الحوزات العلمية رجلاً لا يُعوّض .. و كان من مفاخر الحوزات العلمية و مدحه مدحاً لا سابق له ..] و غيرها.

لكن مشكلة المشاكل و العلة تكمن في جهل المعنيين بحقيقة الثورة لمسألتين:

الأولى: الأنحطاط الثقافي العراقي العام و الديني خصوصا بجانب فشل التربية و التعليم و الأتجاه الأدبي الفاشل التي إنحسر و للآن بآلروايات و الأفلام المصرية..

الثاني: أن جماعة السيد مهدي الهاشمي الذي خان الثورة منذ إنطلاقتها و بدعم أستاذه السيد محمد الشيرازي قد تسببوا في محنة الدّعوة و القضية العراقية ككل في بداية الثورة من خلال مكتب العراق الذي كان يترأسه مسؤول حركات التحرر العالمية المقبور آية الله مهدي الهاشمي, حيث كانوا يشيعون وسط الناس بأنّ حزب الدعوة و الشهيد الصدر غير مجتهد و ضد الثورة الأسلامية و ولاية الفقيه .. بل ضد صاحب الزمان(ع) و غيره من التهم, بحيث جيّشوا الناس و عبّؤوا الأيرانيين ضد الحركة الأسلامية العراقية الحقيقية ليصفى لهم الجو ويكون لهم حصة الأسد من المساعدات و الاموال التي كانت تقدمها الثورة للمعارضة العراقية ..

لكن لا أدري لماذا تنكر الشابندر لهذا الموضوع و قد شهد فصولا منه؛ هل جهلاً أم تجاهلاً أم الشيب و الكبر تسبب بذلك فنسى كل تلك الحقائق و الوقائع .. أم هي لقمة الحرام التي ملأت البطون للاسف؟

وإليكم و للتأريخ .. بعض أقوال الأمام الفيلسوف بحقّ تلك الثورة و قيادتها:

[ذوبوا في الأمام … كما ذات هو في الأسلام]

[لو عيّينني الأمام(قدس) مُمثّلاً صغيراً عنه في قرية من قرى إيران النائية لقبلت ذلك بفخر].

[الثورة الأسلامية بقيادة الأمام … حققّت آمال جميع الأنبياء و آلمرسلين], فكيف يتجرأ السيد الشابندر أن يخالف كل هذا التأريخ؟

و غيرها من المواقف التأريخية العظيمة التي وقفها الأمام الشهيد الفيلسوف لمؤآزة تلك الثورة التي لا عقل السيد غالب الشابندر ولا أكبر منه في العراق يستطيع فهمها ودركها, و لهذا نرى الآن تشتت الساحة العراقية و أختلاف الرايات فيها خصوصا بين الأسلاميين حدّ التكفير و فقدان التواصل و المرحمة حتى بين أعضاء الحزب الواحد منهم, والعاقبة للمتقين الذين وحدهم يؤمنون بآلولاية التي بدونها لا يمكن أن يكون حالهم أفضل مما هم عليه الآن في عراق المآسي و الأنانية وعبادة الرواتب و الدولار.