في كل مرة نسمع عن تجفيف نهر او حين تقصف المدفعية الايرانية الاراضي العراقية في كردستان نجد أنفسنا في حيرة وشك وغموض ليس له تفسير .
ولكن ان يستمر مسلسل تجفيف الانهار والقصف المدفعي بشكل عشوائي على أي شبر من أرض العراق لايمكن أن نضع التبريرات ونسكت مهما كانت الاسباب .
الجميع يعرف أن نهر الوند من روافد نهر دجلة والذي ينبع من الاراضي الايرانية ليخترق مجراه أرض العراق وصولا الى محافظة ديالى لتغطي مياهه بعد ذلك مساحات كبيرة من أراضي المحافظة والتي كانت تعتمد في ارواء اراضيها وبساتينها الكثيفة والزراعية بشكل رئيسي على نهر الوند .
ولايخفى على أحد بساتين البرتقال والمشمش والرمان التي تشتهر بها محافظة ديالى وذلك لجودة البرتقال والرمان العالية الذي تنتجه على مدار سنين .
لان نهر الوند ينبع من الاراضي الايرانية ويدخل العراق جنوب شرق محافظة خانقين ويتجه شمالا شاطرا المدينة الى شطرين قبل ان يلتقي بنهر ديالى شمال مدينة جلولاء . وأما بالنسبة الى طوله يبلغ قرابة الـ 50 كلم .
لذلك تعتمد عليه المدينة بشكل كامل . وتنبسط على ضفتيه الاراضي الزراعية والتي تشتهر بزراعة الشلب والرقي والبطيخ والخضروات الاخرى وجميع الحمضيات .
ومع الاسف الشديد لو ذهبت اخي القاريء الى محافظة ديالى في الوقت الحاضر لكنت رأيت العجب . فهي قد تغيرت عن الماضي تماما . قسم من البساتين جرفت كما رأيتها بأم عيني . أرض جرداء خالية من بعض الاشجار هنا وهناك لاقيمة لها أمام تلك الغابات القديمة التي كانت مكانها . ويقال ان سبب تجريفها كان بسبب الارهاب ومجرمي القاعدة الذين كانوا يتخذون من تلك الغابات ومن الاشجار وكرا لتحركاتهم لضرب القوات الامنية . والشيء المحزن وانت ترى المحافظة تحس بأنها أفقر محافظة عراقية . لانها فقدت مقومات الزراعة والانتاج الزراعي الذي كانت تشتهر بجودة المحاصيل والتي كانت تباع بكثير من الاسواق العراقية . وسبب تدهو أوضاع المدينة يعود الى حكومة ايران الاسلامية التي لجأت الى قطع المياه عن مجرى نهر الوند بمساحة الآف الهكتارات !!
وليس هذا فقط بل ان ايران قامت منذ عدة سنوات بقطع أكثر من 40 رافدا ونهرا وجدولا موسميا من ضمنها نهر ( هوشياري ) والذي يغطي الآف الدونمات الزراعية ضمن قضاء بنجوين في محافظة السليمانية . وتلك المنطقة قد زرتها ايضا واعرف تفاصيلها بالكامل مما تسبب باضرار كثيرة لسكان المناطق هناك .
واليوم وانت ترى نهر الوند لاتجد طاقة وتحمل وأنت تراه مرتعا للقاذورات والقمامة على جانبيه وتتوسط الفطائس منتصف النهر بشكل مقزز .
خاصة وأن هناك مشروع قانون تشكيل المجلس الوطني للمياه في مجلس النواب العراقي لوضع استراتيجية صحيحة لادارة المياه في العراق وايجاد الحلول الناجعة للمشاكل التي يعاني منها العراق في الوقت الحاضر . ونأمل تفعيل هذا القانون بكل قوة من أجل تضييف الخبراء في مجال المياه ومن اجل اغناء مشروع القانون الذي سوف يكون مسؤولا عن التوجيه والارشاد وتقديم المشورة الاستراتيجية للحكومة العراقية في هذا المجال .
هذا من جانب ومن جانب اخر جددت المدفعية الايرانية قصفها للمناطق الحدودية لإقليم كردستان مما تسبب ذعر لأهالي تلك المناطق الحدودية لناحية سيدكان التابعة لمحافظة أربيل . وقال بيان نشر على موقع الاتحاد الكردستاني اليوم أن المدفعية الايرانية قامت بقصف سفوح المناطق في بردبو وبري برد ومناطق اخرى . على حدود ناحية سيدكان . وأن القصف المدفعي الايراني للمناطق الحدودية لإقليم كردستان لم يسفر هذه المرة عن وقوع اضرار بشرية !!
وبما أن تجفيف الانهار كان سبب بهلاك الكثير من المواشي العراقية وهلاك وموت الكثير من الاشجار والمحاصيل الزراعية وفقدان الاهالي الذين يعيشون ويعتمدون في حياتهم على نهر الوند وأن القصف المدفعي يتجدد ويلحق أضرارا بكثير من القرى الكردية أصبح من الواجب على مجلس النواب العراقي مطالبة ايران بالتعويضات اللازمة وحسب ماترتأيه القوانين الدولية .
ولو تمكن العراق من استغلال هذه الخروقات لدول الجوار لتمكن من الحصول على تعويضات بمليارات الدولارات . وهذه فرصة ثمينة لمجلس النواب لمناقشتها والحصول على مكتسبات وتعويضات الى جميع الذين تضرروا من جراء قطع المياه أو القصف المدفعي في جميع انحاء العراق .
لان حرب المياه المعلنة وغير المعلنة هي حرب طويلة الامد ونتائجها المستقبلية سيئة للغاية وتغيير للبيئة العراقية اضافة الى تصحر أراضيه الخصبة .
وماعلى الحكومة العراقية الا التحرك سريعا لإنقاذ ماتبقى على اعتبار أن هذه القضية سياسية ويجب حلها سريعا . ومناشدة الحكومة الامريكية ومنظمة الامم
المتحدة التدخل في المفاوضات مع الجهة المعنية واجبارها وفق القوانين الدولية على اطلاق المياه الى مجاريها الاصلية أو تخضع الى عدد من العقوبات .