الاحزاب الطائفية هي بالاصل احزاب تكفيرية لانها ترفض الطرف الاخر او تتعامل معه في حالات الاضطرار بفوقية مغلفة بالمن والتفضل ورغم ان كل الاحزب التي شاركت في حكومة المحتل منذ الايام الاولى الى الان هي احزاب كانت تدعي انها ديمقراطية وان الحكم الوطني في العراق قبيل الاحتلال كان حكما ديكتاتوريا الا انها تمارس نفس اسلوب الاقصاء الذي كانت تتهم به القيادة العراقية حتى على اعضائها ومنتسبيها !!.
تمتاز صفات الطائفيين في ايران والعراق بانهم براغماتيين أي انتهازيين ويتشاطرون بهذه الصفة مع العنصرية الغربية الا ان انتهازيتهم لا حدود لها ولا يقف ضدها ما يمنعها ففي الغرب لا تجد هذا الصراع العلني بين اعضاء الحزب الواحد وان كان فانه يكون ضمن حدود حزبهم وفي روسيا فان التوافق ايضا ادى لتبادل السلطة بين المتنافسين عليها من اجل ابقائها بايديهم لكنا وجدنا ان الانتهازية ومهاجمة الاخرين والتعالي عليهم لم تشمل من هم خارج حزب الدعوة وانما تغلغلت بين صفوف اعضاءه وصولا لقياداته لذلك فان المالكي رفض العبادي وغيره ورفض تسليم السلطة اختياريا وحارب هذا المنحنى وكاد ان يتسبب بازمة كبيرة كادت تصل الى المواجهة المسلحة بين اعضاء الحزب . وفي المقابل فان السمكة الوديعة كما يبدوا قد انتظرت الفرصة لتكشف عن انيابها وتفترس عدوها اللدود . اذن ففي نفس الوقت الذي هم طائفيون فانهم ايضا دكتاتوريون ومن هنا كانت غلطة المالكي حين رفض اوامر السيستاني بالتنحي وقال عنه انه لا يفهم بالسياسة ! ..
صحيح ان الاتهامات واردة ضد المالكي من انه عميل مزدوج لايران وامريكا الا ان السيستاني وحسب ما نشر من انه قبض 200 مليون دولار من اجل ان يفتي بعدم جواز مقاومة المحتل ! لذلك فان موقفه لدى امريكا اقوى من المالكي لانه رسخ هيمنة وغلبة القوات ا لامريكية في العراق وساعدهم على احتلاله حتى ان ايران تخشى من زعله لذلك وافقت على تنحية المالكي من رئاسة الوزراء وترضيته بمنصبه الذي ازيح منه اخيرا .
مما جرى فان الامر اصبح عداءا شخصيا بين السيستاني ومؤيديه وبين المالكي وايران لذلك لم تسكت افواه الطرفين عن اساءة واحدهم للاخر طيلة المدة السابقة .ومعرفا فان السياسة الامريكية ايضا هي سياسة براغماتية ايضا فلذلك لم ينفع المالكي تنفيذ اوامر امريكا بانسحاب الجيش من الموصل وتركها خالية ذلك لان النقمة الشعبية في العراق بين الشباب وصلت حدها الثوري بسبب التذمر من حكومات استخفت بالشعب وبكرامته وطبقت طائفيتها عليه بكل اطيافه بصورة متعالية منانة فباتت تحركات الشباب وثورتهم التظاهرية تهدد بالانفجار الذي يهدد كل العملية السياسية التي اوجدها المحتل الامريكي لذلك فامريكا وافقت على ان يكون المالكي احد ضحايا حربها ضد الامة العربية والاسلامية .
المستقبل ينبئنا بظهور صراع قوي يصل لحد الاغتيالات بين الدكتاتوريين الانتهازيين من حزب الدعوة ولا اعتقد ان ايران او مرسالها قاسمي سيستطيع ان يحجم الخلافات فهذه طبيعة بشر ومصالح وغرور وتعالى وهي التي ستطفوا على السطح .. عندها ابعدوا عنهم و خليكم في بيوتكم ! . الا اذا استمر الشباب في تظاهراته وفهم ان الاصلاح اول ما يبدأ بتغيير الدستور وبخلافه فان كل ما يجري هو ذر الرماد على العيون لا غير .