اثبتت السنوات التي تلت الغزو الامريكي الصهيوني البغيض للعراق عام 2003 بما لايقبل الشك على الاطلاق تطابق الاهداف الصهيونية الامريكية والفارسية بشأن استهداف العراق وشعبه ومقدراته. ولقد فاحت الروائح الكريهة لتلك المخططات الفارسية الصهيونية ليس بشأن العراق وحده ولكن باستهداف الامة العربية وشعوبها وهذا هو السبب باستهداف جمجمة العرب التي هو العراق. فاذا تم ضرب الجمجمة ترنحت اجزاء الجسد وسقطت ولكنهم خابوا وسيخيبون لان التأريخ يشهد على ان للعراق اصرار خاصة اذا تم استهدافه وأن ذلك الاصرار يزداد وينقلب بالتالي على اعدائه. فلا يمكن لوطن هو مهد الحضارات البشرية الأولى والذي مد على الافق جناحه وارتدى ثوب الحضارات وشاحا له ان ينكسر فهو قد يكبو ولكن لاينكسر. العراق الذي به حضارة بابل وآشور وسومر واكد والذي لم يبخل على البشرية بهذه الحضارات سوف لم ولن تسقطه قرارات الصهيوني (بول بريمر) والمتسكعين الفاشلين ومجرمي الحروب من امثال (جورج بوش وابيه) و (توني بلير ورمرته) وزمرهم الفاسدة لان العراق وحضاراته اكبر من ان ينال منها صغار الحجم أمثال هؤلاء. العراق جبل يسمو على هذه الدنيا و سهول جسدت في أبنائه البررة الإباء وجعل فيهم غضبة السيف و حلم الأنبياء. هم ارادوا واهمين اذلال العراق في حروبهم المتتالية واستخدامهم لليورانيوم واستهدافهم مراكز العلم والثقافة والمستشفيات والجامعات من خلال قرارات مجلس (الا امن) اثناء الحصار والله يريد غير ما ارادوا وكفة الله في العراق هي التي سترجح عندما يحين الوقت المعلوم. كان من اول القرارات الصادرة عن الصهيوني بول بريمر وزمر الشر ومتسكعي الشوارع والمهربين بعد احتلال بغداد هو حل الجيش العراقي البطل انتقاما لانتصاره في ملحمة القادسية (وتطييح حظ القوات الامريكية الجبانة في معركة الخفجي) ومن ضمن ذلك تدمير المرتكزات العلمية والصحية كمستشفى الرشيد العسكري الذي يعد من افضل المستشفيات العسكرية والمدنية في منطقة الشرق الأوسط بل والعالم.
تأسس مستشفى الرشيد العسكري في عهد الملك فيصل الاول في بغداد في العام 1938 ويعد من اضخم مراكز الطب والجراحة في الشرق الاوسط واهم مستشفى عسكري في المنطقة العربية. وقد تمت هيكلته ورفده بالاختصاصات الطبية وخاصة جراحة الحروب على مدى عقود من الزمن خاصة في عقد الثمانينات ابان العدوان الفارسي الصهيوني الخميني. وكان مستشفى الرشيد يعتبر نواة مميزة لانطلاق العديد من المستشفيات العسكرية الاخرى في بغداد وباقي المحافظات العراقية. ويمكن القول بأن مستشفى الرشيد العسكري على الاقل من ناحية التسمية هو امتداد (لمستشفى الرشيد) الذي انشأه (هرون الرشيد) في بغداد والذي كان يعد اكبر وافضل مستشفى تخصصي في العالم آنذاك والذي جلب اليه امهر الاطباء. وكان يشتمل مستشفى الرشيد العسكري الذي قامت قوات الاحتلال الامريكية ومرتزقتها بحله على 2000 سرير وهو عدد كبير بالمقارنة بالمستشفيات العالمية الاخرى ويضم ما لايحصى من الخبرات الطبية العراقية التراكمية والمعدات والاجهزة الطبية المتطورة. وقد اصبح مستشفى الرشيد العسكري مستشفى تعليمي منذ تأسيس (الكلية الملكية الطبية العراقية) التي تأسست عام 1927 وكانت نموذجا عن الكلية الملكية الطبية البريطانية. وقد اضيفت اقسام وخبرات تخصصية متراكمة في كافة الاختصاصات كلفت العراق جهودا مضنية مادية وبشرية وعلمية حتى صار في اعوام الثمانينات من افضل المستشفيات باجراء عمليات القلب المفتوح وترقيع الشرايين التاجية مما جعله مركزا تدريبا مهما في العراق والعالم. كما وكان مستشفى الرشيد العسكري مركزا لاجراء البحوث السريرية والعلمية التي يتم نشرها في المجلات الطبية العالمية وفي مجلة الطبابة العسكرية التي انشأت عام 1983 والتي كانت تنشر بحوثا مهمة للطبابة العسكرية وللصحة بشكل عام. وقد اكتسب مستشفى الرشيد العسكري خبرات متراكمة وبحوث عديدة مما جعل بغداد تستضيف المؤتمر الخامس والعشرين للطبابة العسكرية العالمية في عام 1984 حيث كان اكثر من نصف البحوث المقدمة عراقية خاصة في الجراحة التخصصية في حالات الحروب.
وكغيره من الصروح العراقية الرائدة والتي بذل عليها العراقيون جهودا مضنية واموالا طائلة وخبرات متعددة تم اما تدميرها او الغائها بعد الغزو الامريكي الصهيوني عام 2003 والذي تلاه التدخل الفارسي المقيت الذي لايقل عن تسميته احتلالا اخر بل أسوأ فالمحتل الامريكي الصهيوني سلم مفاتيح العراق للمحتل الفارسي لكي يورطه في العراق ويخرج هو غير مكترث بما فعله احتلاله البغيض وليس من الغريب على هذا المحتل الخائب ان يدمر المستشفيات كما فعل بتدمر مصانع حليب الاطفال واستخدم الاسلحة المحرمة دوليا لضرب الجسور والمواقع المدنية والبنى التحتية وقتل الاطفال والشيوخ والنساء في الملاجيء وعلى ذلك يشهد ملجأ العامرية الذي سيبقى وصمة عار في جبين أمريكا والعالم الذي يعتبر نفسه متحضرا وهو عن الحضارة بعيد بل اقرب الى حضيض البربرية والفساد. وليس مستشفى الرشيد العسكري الذي تم تدميره والغائه فقط ولكن كافة المستشفيات العسكرية التي لم يسلم منها الا بحدود 10% فقط بعد انتهاء العمليات الحربية وعمليات السلب والنهب التي سمحت بها قوات الاحتلال بل وشجعتها. كان هناك اكثر من 29 مستشفى تابع للقوات المسلحة العراقية وقوى الامن الداخلي من غير المراكز الطبية ووحدات الميدان الطبية والعيادات التي امتدت لتشمل حتى الوحدات العسكرية و كتائب الانذار والسيطرة في قواطع الدفاع الجوي الاربعة والكتائب الاخرى المنتشرة في انحاء العراق اثناء حرب الفرس ضد العراق. ولقد عمدت قوات الاحتلال الصهيوني الامريكي لتدمير ذلك كله كجزء من تدمير الجيش العراقي وقوى الامن العراقية على مختلف اشكالها العديدة. ان العلاقة بين الصهيونية الامريكية العالمية والفرس هي علاقة قديمة جدا على العكس من علاقة ملوك بابل وسومر ثم عراق ما قبل الإسلام وما بعده الذي هو بالضد من الصهيونية وبالضد من الخيانة الوطنية. والدليل هو ان الدول التي اخرجت الصهيونية من رحمها تتفاوض مع الفرس من اجل برامجها النووية بينما دمرت العراق بحجة كاذبة تماما حول وجود اسلحة دمار شامل كان عرابها المقبور في جهنم وبئس المصير (كولن باول) صاحب (الانبوبة) ومجرمي الحرب جورج بوش وتوني بلير ومن لف لفهم من الصهاينة وشياطين الانس منهم من قبر ومنهم من سيلحق اصحابه في قعرها الشديد. وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.