23 ديسمبر، 2024 4:09 ص

لماذا تكون أسوتنا و قدوتنا قوم فرعون ؟!!

لماذا تكون أسوتنا و قدوتنا قوم فرعون ؟!!

نقل لنا التأريخ تجارب الشعوب السالفة وسجل فيها كل حادثة حتى أصبحنا نقلب التأريخ كي ننتفع منه ونأخذ الدروس والعبر لكن متى ما تجاوزناه سنعيد كتابته ونقع في نفس الأخطاء التي وقع فيها من قبلنا ! وبذلك نفقد الكثير من الدماء والأموال والجهود. واللافت في الأمر أن الأشرار والمحتالين هم أكثر من انتفع من التأريخ وتعلموا منه كيف يمررون المخططات والأساليب ويعيدوا بقاء أنفسهم كلما أرادوا, عندما يجد الناس وهم مادته الأساسية غير ملتفتين للتأريخ وغير متعضين منه!! وبذلك يتمكن الأشرار من التسلط أما بشكل قسري أو بتغرير وخداع وهذا ما يجري اليوم عندما نجد كيف أن المكر السياسي انطلى على الناس وأستحكم حتى أصبحوا يرون الحق باطلاً والباطل حقاً!! ويصدقوا بالعناوين التي ما انفكت تكذب عليهم وتخدعهم حتى تجذر الكذب وترسخ وأصبح ما سواه شاذاً ! وهذا ما أشار إليه المرجع الصرخي في بيان رقم – 40 – (( أمن العراق… وفرض النظام )) 11 / صفر / 1428هـ وكيف حذر منه الناس لكن دون جدوى{العجب العجب العجب …

وكل العجب من الناس …والعتب العتب العتب …وكل العتب على الناس الذين يصدقون هؤلاء ويتبعونهم …ألا يعلم الناس أن هذا التصرف يجسد حقيقة الاستخفاف والانتهاك لإنسانيتهم والاستصغار والاحتقار لنفوسهم وعقولهم وأفكارهم …ألم يعلم هؤلاء أن فرعون استخف بقومه فأطاعوه …فلماذا تكون أسوتنا و قدوتنا قوم فرعون فيستخف بنا البعض ونطيعهم.. لماذا …؟؟؟ قال مولانا العظيم { فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ } زخرف/54 .} ونقول للناس التي صدقتهم وانتظرت منهم صلاح واستقرار فهل تحقق ما انتظروه ؟! فاذا لم يتحقق فماذا ينتظرون؟! إذا كانت نفس الوجوه هي المتسلطة وهم أنفسهم من مارس الكذب والخداع والتغرير بل وتفننوا به حتى أصبحوا يستحدثون خطط وأفكار شيطانية لم يدرجها حتى التأريخ في صفحاته! كل ذلك يدعونا للعجب والعتب ونقول ألم تكن الدروس قاسية ومؤلمة فكيف ينسى المرء قساوتها ألم تكن مكلفة فكيف ينسى المرء كلفتها؟! ثم نعود ونقول عندما يحذر المرجع الصرخي الناس ويقول لهم لا تجعلوا أنفسكم في محل الاستخفاف والاحتقار والاستصغار هذا يعني انتهاك لإنسانيتكم لنفوسكم لعقولكم وحتى أفكاركم وهذا ما نلمسه للأسف الشديد عند من يدعي العلم والثقافة نجد واقع في حبالهم ومكرهم وهنا يقول المرجع الصرخي إن هذا الاستخفاف بوابة الطاعة العمياء للطواغيت والجبابرة كما فعل فرعون من قبل فإذا كان السكوت على كل الانتهاكات والممارسات ولم تعلن الناس رفضها لها سيمنح من يقوم بها القوة كي يتسلط ويتفرعن حتى يرتكب الفضائع ويكون الناس والظالم معاً كونهم سكتوا على ظلمه وهم ليس بحاجة للشفقة والرحمة لأنها حصة المظلومين والمستضعفين. فكلام المرجع الصرخي عندما يذكرنا بالآية المباركة من سورة الزخرف فبعد الطاعة للمتجبر أصبحوا فاسقين فاستحقوا العذاب بسكوتهم وخنوعهم فأصبحوا (مجتمع فرعوني) فلماذا نكون كذلك؟!! فهل المجتمع الفرعوني قدوتنا وأسوتنا؟!! هذا ما يريد أن ينبهنا له المرجع الصرخي في هذه الفقرة من بيانه رقم 40 قبل تسعة أعوام.