23 ديسمبر، 2024 1:11 م

لماذا تكره أميركا بلدي .. ؟!

لماذا تكره أميركا بلدي .. ؟!

أمّا لماذا أميركا تكره “بلدي” فذلك لأنّه  : ــ
 بلا مديونية
تعليمه يستوفي أغراضه
جيشه قادر على الدفاع عن نفسه دون الاستعانة بأحد ولا بطائرات من دون طيّار .. لأنّ ال”من دون” من “الدونيّة” لذلك فلا توجد بيرة من دون كحول ..
شعبه أصحّاء بلا أمراض
 جريء
شجاع
يتتلمذ كالياباني والصيني والأميركي والكوري على فنون القتال والتثقيف القتالي النبيل منذ نعومة أظفاره .. فللبيت حرمته وفارسه وللوطن حرماته وفرسانه  ..
خال من الطوائف دينيّة مذهبيّة عرقيّة
خال من الجوامع والمساجد
خال من الحسينيّات
خال من الوعّاظ
خال من الكنائس
خال من مشجّعي كرة يتحزّبون “لفريق” سوى فريق الوطن
يعشق ممارسة الرياضة
يصدّر ولا يستورد
يستورد بشروط
شعبه نظيف
مهندم
شوارعه نظيفة
المواطن فيه بنفسه “يرفع الأذى عن الطريق”
خال من المناسبات الدينيّة سوى استعراض قوّة وقوّة اقتصاديّة الوطن ويوماً واحداً في العام ..
ليست فيه عطل لا رسميّة ولا غيرها حتّى لو كانت للاحتفال بمولد الله نفسه , يعطّل يوم في الأسبوع ؛ ورغم ذلك يعتبر هذا التعطيل “شرعاً” من الأعمال المكروهة ( فإذا قضيت الصلاة <يعني صلاة الجمعة والّتي حوّلها وعّاظ السلاطين إلى عطلة بلوفاتهم المعروفة!> فانتشروا في الأرض فابتغوا من فضل الله ) يعني ابحثوا عن الرزق فور انتاء الصلاة ولم يقل “فناموا” ..
يعشق تشجير يابسته
يحبّ المياه ويتلذّذ بها “لا بطعمها”
لا يبذّر لا مياهه ولا سلّة غذاءه “لأنّ المبذّرين أخوان الشياطين”
فيه يتجمهرون حول أوّل بائع “يرفع التسعيرة” مستفسرين متوعّدين “من رأى منكم منكراً … “
يتجمهرون حول موظّف وعد أحد مواطنيه المراجعين “خمسة دقائق” ولم يفي بوعده 
خطأه المروري أو العبور من غير أماكن العبور أو رمي غلاف أو علبة فارغة عشوائيّاً من الممارسات البدائيّة كان يمارسها المتديّنون فيه قبل عقود من الزمن ..
قضاءه غير مسيّس لدولته النظيفة
يعشق التظاهر ولو من أجل قطّة ويتظاهر يوميّاً حتّى ولو من باب الهواية واضعاً نصب عينيه “امرأة قحبة عاهرة وقوّادة وكلبة بنت سطّعش كلب وأدب سز لكنّها دخلت الجنّة في هرّة سقتها بنعلها شربة ماء”
يأنف الاستعانة ب”الكفّار والمشركين” وذيولهم أو أخذ السلاح منهم حتّى لو كان سلاحاً “لوجه الله” حتّى لو كان بيت الله مسجّل بالطابو لديهم ثمّ استعمل السلاح ضدّ أبناء جلدته , سواء مسؤولون أو رعيّة , حتّى لو كانوا قواويد وأنذال وسفلة ومن أهل الكلّجيّة وحتّى لو كان هو الشريف الوحيد بينهم واضعاً نصب عينيه ( يا أيّها الّذين آمنوا <ألله يخاطب المؤمنون به لا محرّفون كلامه ومدّعون الإيمان به> لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء< يعني جميع الأعداء في عصرنا فلم يكن للعربي في ذلك الزمن من أعداء سوى أولئك> بعضهم أولياء بعض ومن يتولّهم منكم <ألله يتوعّد من يستعين بهم للقتال ويتّخذهم مرجعاً من بعض اليهود أو النصارى المعادون لدين الله أو غيرهما> فإنّه منهم <يعني الّذي يستعين بهم أصبح يوهوديّاً ونصرانيّاً مثلهم وخرج عن ملّة الإسلام>) .. واضح هذا الكلام ؟ .. أم يحتاج “لوفات” مثل لوفات القرضاوي وعرعور وأبو تفلة .. ؟ إذا مو واضح حتّه نعيده .. تره هذه يوم قيامه مو لعب وجري وراء المناصب ! ..
الشريف فيه “يغيّر المنكر” بيديه لا بيدي غيره
يؤذّن أيّ فرد فيه للصلاة اعتماداً على صوته من دون مايكرفون  وفي أيّ مكان من الأماكن الّتي يُطلق عليها في عصرنا الحديث “معارض أو مسارح الهواء الطلق” يخطب “الجمعة” أو خطبة “الأحد” وسط بستان أو حديقة أو “بيكادلّلي” أو من على رصيف عريض يسمح بمرور المارّة أو في بيت ببضعة أفراد عنوان الخطبة دائماً وباستمرار “نظافة الوطن” فبغيره مقدمة لاستدعاء الأجنبي ..
إن استطاع إليه سبيلا .. وسياحة وتجارة يعود منها لوطنه الّذي يعشقه بفائدة ومنافع ملموسة لا بمضرّة منافعها “غيبيّة “
خال من المشرّدين
خال من البطون الجائعة
خال من البطون المتخمة
خال من المتسوّلين
خال من الأمّيّة
تعليمه مجّاني
صحّته مجّانيّة
علماءه وأطبّائه ومفكّروه وأدباءه ومهندسوه ومنتسبو جيشه ومنتسبو شرطته ومحاموه حرمة دمائهم عند الله أكثر حرمة في يومنا هذا من دماء جميع من انتقل إلى رحمة الله منذ فجر الحضارات وليومنا هذا صالحهم وطالحهم ..
 
مؤمن بالمثل العراقي الدارج الّذي يقول : “مو هذا بيت الله  لكن مثل بيتي ما شفت” ..
مواطنه يعشق بلده يحسّ إحساساً طاغياً مكان ولادته لا يوسّخه ولا يسمح لأحد المرور فوقه بنعله لأنّه جزء من الوادي المقدّس يحتفل سنويّاً بعيد ميلاده فيه وإن كان خارج الوطن يوصي بالاحتفال فيه “بالنيابة عنه” فليس الزواج بالنيابة بأحسن من زواج الوطن وليس إشعال شموع زكريّا بأفضل من شموع الوطن
الدفاع عن الوطن حقّ على كلّ فرد ببلاش وبدون نقود
يحبّ استخدام الدرّاجات الهوائيّة ويتنافس على صناعتها ويتلذّذ
يحبّ الرحلات الاستكشافيّة والسياحيّة والعلميّة جماعات وأفراد
يأكل متى شعر بالجوع ويترك الطعام متى شعر لا زال يشتهيه
يكره التكرّش وينفر من أصحاب البطون
أطفاله موصون بالحفاظ على مصابيح وزهور وأسيجة وأرصفة شوارعه وحدائقه ومتنزّهاته
أطفاله يعلمون أنّ كلّ قطعة على أرض الوطن لنقود والده في وجودها حصّة
نسائه تخبز وتعجن وتطبخ وتربّي وتعلّم وتتعلّم وتسوق الجمل والطائرة وتعشق الأناقة من أبسط الخامات
الوطن بالنسبة للمواطن أنبل ما في الوجود لأنّه أوّل من رأى فيه وجه أمّه
ليس مدان لصندوق النقد الدولي
دائماً محتاج لأيدي عاملة ولكفاءات
يحبّ التناسل بعلم
قطع شجرة فيه أو اصطياد طير أو “جعص” نملة في غير وقته وفي غير محلّه لا تقلّ عن جريمة قتل إنسان ..
يواجه حرارة الجوّ اللاهبة بتظاهرات “تشجيريّة” دائمة واستخراج مياه جوفيّة من بطون أسيجته الصحراويّة
ثقافة اللون الأخضر لا تفارق مفردات ثقافته ولا مخيّلته
أمواته راحوا إلى رحمة الله فالله وحده الباقي ولا دوام إلّا لوجهه يطبّقها فعلاً دون “لوفات” وحيل و “كلاوات” وحنقبازيّات ريزخونيّة .. لأنّه يخاف الله فعلاً لا لفظاً وبغيرها فالخلل في تربيته ليس لله دخل فيها
يحافظ على الصحراء ويكره التصحّر ويحافظ على البيئة الصحراويّة بثقة
يتثقّف بصريّاً وسمعيّاً بالمعنى واللا معنى
يكره أّيّة بقعة يابسة بلى معنى كراهيّته لصلع رأسه
أطفاله ولائهم للوطن .. يذهب للتعليم فجراً يفطر هناك يعود مساءً بعد أن تعشّى , يفطر يتغدّى يتعشّى في مركزه التعليمي .. في العطل مع والديه
لا يستخدم المواطن فيه “الدواء” إلاّ في الضرورة القصوى ..
وإذا كان بلد نفطي فذلك خير على خير فأشهر الأطبّاء هو من يأت إليه من أقاصي الدنيا
رئيس حكومته لا يكذب ويعرف معنى العيب .. مسؤولون “كفرة” من بلاد الكفّار والديمقراطيّة الحقيقيّة لا المدّعية المزيّفة استقالوا بسبب كذبة كذبها أحدهم على كلب قال له بصوت يفهمه إبليس “تسو تسو تسو” فلمّا جاءه الكلب فرحاً للطعام لم يجد شيئاً “ووجد الله عنده” ! ..
إنْ ؛ رئيسه شعل شمعة في مستشفى يقبع فيها يستقبل محبّيه ؛ فمن جيبه .. وإن كان الاستقبال رسمي لعائديه فعليه إخراج من جيبه شمعة الحكومة وإيقادها .. فإن كانت إصابته الّتي أدخلته المستشفى للعلاج نتيجة “تشريب لحم غنم” أو كبر في السن وشيخوخة فعلاجه من جيبه الخاص .. وإن كان دخوله المستشفى للعلاج نتيجة إطلاقة ناريّة  أو انفجار عبوة أو زيارة علوة  أيّام نضاله السلبي وليست إطلاقات عرس فعلاجه من جيب حزبه وأوّل حرف من اسمه الحزب الديمقراطي الكردستاني ..
المواطن فيه متعلّم واع , ليس للأنباء المفبركة , بل للأخبار الصحيحة .. ولا يُضحك عليه
المواطن فيه الشارع جزء من بيته وجزء من حرماته ومكمّل لذوقه .. نظافة الشارع من نظافة بيته وامتداد له وحرمات الشارع أو السوق من حرمات بيته وامتداد له وذوق الشارع وألوانه وجودة منشآته من ذوق وألوان وجودة أثاث بيته وامتداد له ..
المواطن فيه على ثقة ووعي وإدراك أنّ شوارع ومؤسّسات دولته شيّدت بأمواله وأموال كافّة المواطنين ..
لأجل كلّ ذلك فلو طابقنا المواصفات بين بلداننا والمواصفات “الدوليّة” المطلوبة .. فهل هذا يعني بنتيجة فشلنا في المواصفات بكلّ تأكيد نحن بلا أوطان ؟ ! ..
 مشرّدون يعني !..
وهل فعلاً لا زلنا قوماً رُحّل بحثاً عن عيون الماء أو عن عيون النفط لا فرق .. فبكلاهما نروي عطشنا ..
يعني  هل لا زالنا عمليّاً  “عرب” بالعبريّة ..
يعني هل لا زالنا نسكن الصحراء ..
 وهل فيلسوفنا الكبير علي الوردي تلميحاته بهذا الخصوص لم تكن خائبة ؟..
وهل هذه المدن الّتي نعيش فيها بالنتيجة ليست مدننا ..
فهل نحن والحالة هذه نعتبرمتطفّلون عليها ؟.. وإن كان كذلك فمتى إذاً نرحل عنها ؟ .. متى نتركها لأهلها فهم من أشادها ..
وهل من العيب علينا نكون عالةً عليهم وثقلاً ثقيلا فوق ما هم منهكون بديمومتها تستغل قوى الاستغلال وجودنا “العشوائي” فيها فيعتبروننا المنطقة الرخوة من الهدف “الوطن” فيغيرون على البلد بسببنا ؟..
وهل والحالة هذه الصحراء أولى بنا من اعتبار عميق لدينا أنّنا أقوياء بها لن يستطيع أحد دخول صحرائنا ولأنّها “تنظّف نفسها بنفسها” ؟ ..
وهل مثل هذه من الحقائق الّتي لم تخطر على بال “هيغل” ؟..