بالبدء يجب ان نعلم أن أصل المشكلة في العراق تتعلق بالنظام السياسي لا بالتغير الوزاري حتى وان استبدلوا وزراء من التكنوقراط ، وهو يعني أننا لو جلبنا الحكومتين الأميركية أو البريطانية ومنحناهما مسؤولية الحكم في العراق فإنهما لن ينجحا للسبب المذكور اضافة الى المشكلة الاقتصادية والامنية التي تعصف بالبلاد .ورغم ان التغير الوزراي يمثل الحد الادنى من الاصلاحات الذي تبنته الجماهير والمعتصمون الا ان الكتل السياسية المتنافرة لم تستطع اخفاء هواجسها حتى ظهرت للعيان فالمعروف ان الاحزاب الكردية غير معنية بالتغير والاصلاح اساسا وهذا ما اعلنته علنا دون حياء , ولكن المشكلة في كتلة المواطن التي اعتبرت التغير في حكومة العبادي خطوة منقوصة واعتبرت الاصلاحات شاملة لا تختزل بتبديل الفريق الوزاري ودعت العبادي الى الاستقاله من حزب الدعوه بل صعدت المشهد السياسي ولوحت بسحب الثقه من العبادي قد تكون بمناورة سياسية مع البرزاني بل رفضت على لسان اي تدخل اجنبي لمنع سحب الثقة منه … لهذا فان السيد العبادي اصبح يتعكز على دعم التيار الصدري الذي اعتبر الكابينة الوزراية الجديدة تعد ولادة وطنية وفرصة لا تعوض….كتلة اتحاد القوى باستثناء متحدون تبدو اكثر حكمة وتعقلا لانها تدرك بان الشعب ثائر ولا يقبل بالمحاصصة بعد اليوم … بريطانيا على لسان الكاتب ماثيو باريس قال : نتائج الحرب كانت قاسية على العراقيين بدخول الارهاب الذي فتك بالشعب وأحرق الأخضر واليابس بالسيارات المفخخة والعبوات والاغتيالات، ناهيك عن أن التغيير السياسي أوجد طبقة حاكمة في العراق، ثبت فشلها في ادارة الدولة والحفاظ على التماسك الاجتماعي والتعايش السلمي، فضلا عن تورطها بفضائح فساد مالي واداري وهذا يعني هناك نقد لسياسة بريطانيا في العراق من داخلها … امريكا نفسها تريد ان تخرج من ورطتها وتغلق ملف العراق باستبدال وجوه طبقته السياسية التي اصبح الشعب رافضا لها وهذا ما يؤكده دعمها العلني للعبادي في اكثر من مناسبة واخرها اليوم الكونكرس يلتقي العبادي ويؤكد دعمه لاصلاحاته مبديا استعداد بلاده لمساعدة العراق باعادة امواله المسروقة خارج العراق اضافة الى تزويد العراق بالخبرات اللازمة في مكافحة الفساد وتشريع القوانين التي تحد من الفساد وهذا هو الشيء المهم والمطلوب بالاصلاح المنشود [email protected]