23 ديسمبر، 2024 6:07 ص

لماذا تقدم بلاسخارات انتصارات مجانية للميليشيات الولائية؟

لماذا تقدم بلاسخارات انتصارات مجانية للميليشيات الولائية؟

لقد سعت الأحزاب الولائية الى نقويض الدولة وإجهاض الديمقراطية، كما وطدت نزعة التمرد على الإنتقال السلمي للسلطة، وظلّ التشبث بالحكم في تنامي وارتفاع، حتى حجب حقيقة مفادها أن هذه الأحزاب لم تستكمل مطلقا بناء مفاهيم االديمقراطية وكيفية إدارة الدولة وفق منهجها بكل ما تضمه من مضامين وسمات، لأنها الديمقراطية بما لا يقبل الشك تتعارض مع فلسفتها ونظرتها الشرعية التي تكبح من الحريات الأساسية المطلقة وتنتهك حقوق الإنسان. من يمكنه ان يماري في مستوى الغثاثة والهزال المتأصلة والمتحشدة في مواقف الأحزاب الدينية من الديمقراطية والتي انعكست بعدم إحترام معاير الحياة الكريمة للشعب العراقي، وهي اليوم تتباكى بدموع التماسيح عما آلت اليه الأوضاع. غير قادرة على التوفيق بين أطرها المتخلفة الراسفة في أغلال الكذب والدجل ومآلات التصنع والتكليف. فلا يمكن أن يؤول إلأمر الى غير مرجعية النجف والميليشيات الولائية التي تمردت عليه وانضوت تحت جناح مرجعية قم.
الحقيقة لا عتب على العملاء والجواسيس من العراقيين المجندين للمخابرات الإيرانية فالعملاء هم أحط خلق الله، وكان سمسار النساء على حق عندما عيٌره أحدهم بمهنة القوادة فرد عليه بأنها أشرف من العمالة! فلا عتب على نوري المالكي وعمار الحكيم وهادي العامري وجلال الصغير ومقتدى الصدر وحاكم الزاملي وقيس الخزعلي وحسين الشهرستاني وآل بحر العلوم وابو درع وراعيه الصدر وباقر صلاغي وعلي الزندي الاديب، وأبو فدك المحمداوي، وأبو آلاء ولائي، وأبو زينب اللامي، وغيرهم. ولا عتب أيضا على أصحاب التبعية الإيرانية فولائهم محسوب لوطنهم الأم إيران، وقد ثبت أن القيادة الوطنية السابقة كانت على حق عندما طردتهم من البلد، إنهم أشبه بالكلب الضال الذي تأويه وتطعمه وترعاه ثم يعضك. ولكن العتب كل العتب على شيعة العراق ممن يرفعون راية الولي الفقيه عاليا ويدوسون بأحذيتهم القذرة راية العراق، ويرفعون بأيديهم القذرة رايات الخامنئي على الأرض العراقية.
العتب على الهيئة الأممية العاملة في العراق، والتي جرفتها سيول المصلحة الذاتية الى التفاوض مع جهات محسوم أمرها ومصنفة في خانة الأرهاب، ويبدو ان ممثلة الأمم المتحدة بلاسخارات لم تستفد من تجربتها السابقة في التفاوض مع الولائيين والإنتقادات التي توجهت اليها من قبل الشعب العراقي، لأن ما يهمهما ويهم من عينها في نيويورك ليس الشعب العراقي، وانما الملايين التي تتدفق الى جيوبهم، والا كيف نفسر لقائها الأخير مع زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، ولماذا أختارت هذا الإرهابي بالذات؟ الا تعرف بلاسخارت ان هذه الرجل مصنف على قائمة الإرهاب، ان لم تعرف فتلك بربي مصيبة وان عرفت فتلك كارثة. ثم لماذا تتفاوض معه مباشرة وهي تعرف انه مجرد أداة يحركه الولي الفقيه متى وكيفما شاء؟ اليس الأجدر بها ان تقابل أسياده في طهران لتحصل على ما تريد دون المرور به، وهذا ما فعلته من قبل، والولي الفقيه لا يقصر في تكريمها ماليا. الموظفون الدوليون يأتون الى العراق خاوي الجيوب، ويرحلون منهم محملين بملايين الدولارات.
منذ تعيينها في العراق ما الذي قدمته بلاسخارات للشعب العراقي غير التفاوض مع الميليشيات الإرهابية، والمفروض ان تكون الحكومة العراقية من تحركها ولا تتحرك من نفسها، انها مستشارة أممية الحكومة العراقية تستشيرها فتنفذ ما تريده الحكومة، ولا تعمل بمفردها دون طلب الإستشارة، لكن في العراق، كل من له سلطة يتصرف كما يشاء بلا رقيب ولا مساءلة، بلد سائب ومصير خائب، وهذا أبسط وصف له.
ان كان الغرض من زيارة جنين بلاسخارت لبيت الخزعلي وقد سبق أن وصفها (ان ممثلة الأمم المتحدة لديها دور سلبي، وتأثير سلبي واضح، فهي ليست طرفا حياديا، بل ذات أجندة خاصة) التفاوض بشأن نتائج الإنتخابات، فكان الأجدر بها ان تجتمع مع زعماء الإطار التنسيقي في مكان رسمي ولا تنفرد مع الخزعلي في بيته، فالخزعلي جزء من قوى الإطار ولا يمثله كله. كما ان المسألة ذات بعد قانوني، والنتائج معروضة على اكبر سلطة قضائية، ولا يحق لبلاسخارات (عديمة الشرف كما وصفها زعيم حزب الله) التدخل في أمر ينظر فيه القضاء العراقي. وان كانت بلاسخارت تنقل رسائل بين الحكومة والميليشيات الولائية، فلا نظن ان من مهام الفريق الأممي التوسط بين أطراف النزاع. وهل خول الإطار التنسيقي الخزعلي للتحدث بأسمه سيما ان هادي العامري فقد بريقه، صار عبئا على تحالف الفتح، وهذه رغبة ولاية الفقيه، كما تؤكد جميع المؤشرات على أرض الواقع.