مقدمة من أغلق في وجهه المسجد: حين يجوب المرء المدن والقرى والولايات والشواطئ، يرى أن ..
مؤسسات الترفيه، واللهو، والعبث مفتوحة لزوارها، ومحروسة محمية من طرف أصحابها.
لكن المتتبع يفاجئ، حين يرى بأم العين، مساجد مغلقة في وجه روادها، لأسباب لا علاقة لها بالمنع والغلق.
في الطريق المؤدي من مستغانم إلى سيدي عبد الرحمان، كان مستعمل هذا الطريق في الأعوام الماضية، يستفيد من فتح المساجد لأداء الصلاة في وقتها.
لكن هذه الأيام، أغلقت المساجد في وجه النساء عمدا، فأجبرن على عدم الصلاة وتأخيرها. والسبب في ذلك حسب مايقول أحد القائمين على مسجد يحمل إسم أحد الخلفاء الأربعة، وطلب عدم ذكر إسمه وصفته، الذي لم أحفظه، فعدّدها قائلا ..
الخوف من الإرهاب، الخشية من الوقوع في الرذيلة، إنتهاك قدسية المسجد، اللباس الفاضح، الاختلاط.
وراح محدّثي يسرد الحوادث التي عاشها، وسمع عنها، واستدعي لأجلها.
وبعد أن انتهى من ذكر الأسباب “المعقولة !!”، والدواعي “الموضوعة !!”، قال له صاحب الأسطر..
أشاطرك المخاوف، وأقف معك بقوة في بعضها، وأعذرك في الباقي. لكن الحقائق التي ذكرتها، ولمستها عبر التجارب، لاتسمح بغلق المساجد في وجه روادها.
وكان عليك ، وعلى كل من يقوم بالمسجد عبر التراب الوطني، أن يغلق المسجد خارج أوقات الصلاة إن شاء، لكنه يترك في المقابل، مكانا صغيرا للوضوء خاص بالنساء، فيتمكن الزائر والمرأة على الخصوص من أداء ماعليها من أوقات، بعد أن تتوضىء وتغتسل.
لاأحد ينكر، أن هناك أسبابا تدفع القائم على المسجد أن يغلقه، حفظا على الأمن، والممتلكات، خاصة وأن المساجد أمست عرضة للسطو والسرقة.
لكن لابد أن يكون الحرص على آداء الزوار، وبالخصوص المرأة للصلاة في وقتها ضمن الأولويات، والبحث بشتى الطرق لتثبيتها ونشر عبادة الصلاة في وقتها لكل زائر وامرأة، مع توفير الراحة المطلوبة ، من ماء ونظافة ومكان للصلاة.
إن أداء الصلاة في وقتها بالنسبة للزائر والمرأة من عوامل تثبيت الأمن ونشره، الذي بدوره يحافظ على الممتلكات الخاصة والعامة.
إن صورة العائلة الزائرة، من أب وأم وأبناء، وهي تقوم بآداء الصلاة في حينها، تزرع الثقة، وتنشر الأمن، وتثبت الفضيلة، وتغرس في المجتمع إحترام الوقت وعدم تجاوزه، ويتعلم أفراده النظافة والمحافظ على المظهر، وتحسين المخبر، والقدوة الحسنة لأفراد المجتمع.