22 نوفمبر، 2024 11:24 م
Search
Close this search box.

لماذا تعتبر العلاقات الاقتصادية المؤثر الاساسي في المستوى الأخلاقي في المجتمع ؟

لماذا تعتبر العلاقات الاقتصادية المؤثر الاساسي في المستوى الأخلاقي في المجتمع ؟

تناولت في منشور سابق كيف تحوّل أثنان من علماء الأخلاق الى منظّرين في الاقتصاد وهما جون ستيوارت مل وآدم سمث.
والآن سوف أسلط الضوء على دوافع هذا التحول لدى هذين العالِمَين نحو التنظير والتحليل الاقتصادي لطبيعة علاقات الانتاج والتوزيع في الاقتصاد، وماعلاقة ذلك بعلم الاخلاق؟
الاستهلاك هو الغاية النهائية لكل نشاط انتاجي انساني ،سواء أكان استهلاكاً فردياً او عاماً.
انتاج حاجات الانسان الأساسية شرط لبقاء الجنس البشري،
بدون الحصول على تلك الحاجات سوف يفنى الجنس البشري حتماً ، فهي موضوع بقاء ، والصراع من اجل الحصول عليها هو صراع من أجل البقاء.
الحاجات التي تلبي مطالب عامة كمستلزمات التعليم والصحة والطرق والاتصالات ، كلها تنتج لكي تستهلك في تلبية الحاجات الانسانية العامة.
حتى مستلزمات الأمن والدفاع ، تُنتَج لكي تستهلك في تلبية حاجة عامة للمجتمع وهي الحاجة الى الأمن الداخلي والخارجي الذي بدونه تصعب او تستحيل الحياة.
بناء على ماتقدم، تصبح الاعتبارات الاقتصادية، ككمية الانتاج ونوعيته وحصة كل مُنتَج ومناطق انتاجه واسعاره واجور العاملين في انتاجه وقدرة الناس على شراء المنتجات التي يحتاجونها لحياتهم والضرائب الي تُفرض
على اطراف الانتاج والاستهلاك وتوزيع ثمار العملية الإنتاجية على عناصر الانتاج ، كل تلك العوامل تلعب دوراً اساسياً في ترسيخ واحترام قواعد السلوك الأخلاقي وضمان الاستقرار الاجتماعي وسيادة العلاقة السلمية.
وهنالك قول ذو علاقة يقول :
بدون فقر ، نحن في سلام..
لذلك حاول هؤلاء المفكرون وضع قواعد اقتصادية وأطر نظرية تشرح افضل العلاقات الاقتصادية في مراحل الانتاج والتوزيع والتبادل والاستهلاك.
وكان العامل الأخلاقي حاضراً بوضوح عندما تحدثا عن مفهوم الربح العادل او الطبيعي وطالبوا بمحاربة الاحتكار لانه فعل لا أخلاقي.
في الاقتصاد، تركّز الثروة بيد القلة وشيوع الحرمان واشتداد الفجوة بين الاغنياء والفقراء ، يعتبر المُسبِب الاساسي للاضطرابات الاجتماعية ولشيوع الجريمة والفساد
ونشوء الحركات المتطرفة .
لذلك كان المدخل الاقتصادي اساسياً لمعالجة القضايا الاخلاقية.
ويعرف الجميع بأن مشروع مارشال الامريكي لاعادة بناء اوربا بعد الحرب العالمية الثانية، كان يهدف ( من بين امور أخرى) لمحاربة الفقر في اوربا والذي قد يدفع الى تفشي الحركات اليسارية والفكر المتطرف، والتي ترفع شعار العدالة والدفاع عن الفقراء والتي ستكون مقدمة لانتشار الشيوعية.
الفقر والحرمان والتهميش والتمييز بمختلف اشكاله، لاتنسجم مع مبدأ سيادة السلوك الأخلاقي.
ولايمكن مطالبة الجائع الذي يتضوّر جوعاً، بأن يموت جوعاً وهو على خلق..

أحدث المقالات