ثلاث مفاسد خطيرة تلوث تراب وفضاء الفلوجة العراقية هي
1-ظلم الفلوجة بتاريخها وأنسنها المتشرب روح الوطنية
2-أتهام الجيش بالطائفية وهو أتهام للدولة والحكومة
3-تهجير الناس وتعريضهم لمحنة ألآبتلاء بكل أنواعه القاسية التي تمس الوحدة الوطنية وتجرحها
ثلاثة مخاطر سببتها ” داعش ” ولم تكن مفاجئة للمتابع ولكنها كانت ترتسم شؤما يوم كان الزرقاوي يستعرض الغاوين الموتورين الجهلة الذين تجمعوا في صحراء الانبار تحت نظر وسمع قوات ألآحتلال ألآمريكي التي كان يقودها بوش ألابن المهوس بحرب ” الهرمجدون ” وكان البعض مغفلا ومخدوعا بأسماء الجهاد التي أنتحلها من هو مراهق غوغائي مفتون مشاغب لايعرف من الدين وألاسلام ألآ أسمه .
ومع المغفلين والمخدوعين كانت حفنة من هواة السياسة ممن لم يتعلموها بجهد الفكر والمعرفة , بل بطيش العاطفة وصخب المقاهي ولهو الشباب الضائع الذين سكتوا عما يجري في مناطقهم من تخطيط أرهابي تكفيري تغريه ألآموال الخليجية المتدفقة من تجار وجمعيات تسمي نفسها بالخيرية مستعينة بمواقف خليجية رسمية تتذرع بحجج مجابهة المد ألآيراني الصفوي المتخيل وهما باطلا ليدفع عنها مواجهة العدو الحقيقي وهو ألاسرائيلي الصهيوني الذي أستفاد من غباء ألانظمة الخليجة ومن معهم ليصبح وزير الطاقة ألاسرائيلي من المشاركين في مؤتمر الطاقة الذي تنظمه دولة ألامارات ظاهرا وتعد له من خلف الكواليس صاحبة القواعد العسكرية في الخليج وهي أمريكا مثلما جعلت مهرجان دبي السينمائي مفتحا للغزو الناعم بأسم الفن في بلد نسبة سكانه ألاصليين 15|0 و85|0 من ألاجانب الذين يشكلون قنبلة موقوته يحسن أستعمالها أعداء ألآمة وفي مقدمتهم من زرع ألارهاب في العراق والمنطقة ليفشل مشروع الدولة ويحبط مناهج العمل السياسي التي دخلت فيها عناصر يستهويها الظهور على الشاشات مثلما تستهويها الملاهي والبارات وحمراء بيروت شاهدة على أسمائهم وكرمهم على الراقصات والغانيات .
هؤلاء جميعا شاركوا في محنة ألآنبار والفلوجة وكانوا شهود زور لما سمي بساحات ألآعتصام التي كان البعض فيها يرقص على أنغام ” نحن تنظيم أسمنا القاعدة ” ومثلما تخبط بعض رؤساء العشائر وبعض مسؤولي ألآحزاب ولم يعرفوا حقيقة مايجري وماذا يراد من ورائه , كذلك تخبطت الحكومة وأجهزتها ألآمنية التي يديرها من هم ليسوا من أهل الكفاءة ومن يسيل لعابهم لرزمة الدفاتر الدولارية التي أصبحت عملة رائجة لتكدسها في غرف معدة على عجل في وادي حوران ووادي الثرثار وجبال حمرين والتي كانت تختطف اليها الشاحنات من الخط السريع ويغض الطرف عنها طيران ألآحتلال ألآمريكي ثم أصبح المرتشون يغضون الطرف ويسهلون مرور السيارات المفخخة وهروب السجناء .
واليوم الجميع يغص بالفتنة العار وتتكشف الحقيقة المرة في مدن ألآنبار : داعش ومسمياتها وأمراؤها الجهلة من السعوديين الخارجين من السجون ومن التونسيين أصحاب نكاح الجهاد ومن الليبيين الذين تركوا بلادهم نهبا لشركات ألآحتكار وجاءوا يمنون أنفسهم بالباطل من الشعار ليعيثوا فسادا لايصنع ألا الدمار ومعهم من يلهو باللعب بالسلاح الفاقد للهدف والمعطل للحوار والمغرر بهم من أبناء القرى والمدن التي تنتمي للعراق الذي لايصبر على العار ومع المخطئين من أبناء العشائر وبعض الحزبيين وبعض من هم في الحكومة يضاف لهم المخطئون من الكتاب وبعض المثقفين الذين ختلطت لديهم الرؤية فلم يعودوا يفرقوا بين أخطاء الحكومة وبين توجهات تنظيم القاعدة التكفيري ألارهابي الذي يستهدف الجميع بلا أستثناء , فالعمل ألارهابي لاينفع معه الحوار , بينما يظل الحوار ممكنا مع الحكومة ومع ألاطياف السياسية التي أخطأت وهذا مما يجعل الجميع بحاجة الى مؤازرة الجيش في مهمته الوطنية في ضرب القاعدة وداعش ومسمياتها فلا وطنية بدون الوطن ولا سيادة بدون الجيش ولا طائفية مع الوحدة , ولا مكونات مع مفهوم ” ألآنسان والوطن ” ولا ثقافة أسبق وأقدم من معرفة الكون وخالقه , ولا أقتصاد بدون ” الطعام والسكن والصحة والتعليم للجميع ” ولا تنظيم مجتمعي دون مفهوم ” القانون فوق الجميع ” ولا عراق بدون الموصل والرمادي والبصرة وكركوك وعلى أخواننا الكرد العراقيين أن يعوا ويعرفوا اللعبة الدولية التي ليس في أستراتيجيتها سوى النفط والغاز وأمن أسرائيل التي سماها أوباما بالدولة اليهودية في خطاب ألاتحاد , وتجاه الدولة اليهودية تتهاوى مفاهيم القطرية والطائفية والعنصرية وصيحات فصل الدين عن الدولة وفصل السياسة عن الدين , فالعقل المحرك للعبة ألامم عقل توراتي ديني مزيف , وعقل من هذا النوع لايواجه ألا بالدين الصحيح وأسترجاع البوصلة من سراقها التاريخيين وهم الصهيونية والوهابية .