كلما اقتربنا من الحلول والتوقيتات الدستورية لانتخاب رئيسا للوزراء تعالت بعض الأصوات بضرورة محاكمة رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي وملاحقته قانونيا !
لا نستغرب مطالبة التكفيرين وأذناب البعث الصدامي بملاحقة المالكي قانونيا ولكننا نستغرب هذه المطاليب ونستنكرها عندما تأتي من بعض الشخصيات المرموقة في الدولة العراقية والمحسوبة على الصف الشيعي والتحالف الوطني ، والأعجب أن يظهر بعض السياسيين أصحاب الوزن الثقيل بكروشهم لا بعقولهم ! في البرامج السياسية ليتفلسف بنظرياته الخرافية مدعيا معرفته بالقانون الدولي ليطالب بالملاحقة القانونية لرئيس الوزراء المنتخب نوري المالكي !! وما ان يبدأ بالكلام حتى تكتشف هشاشة فكره وضعف أدائه وانه لا يساوي مثقال ذرة قياسا مع الرجل الفقير عمو عبود ابو اللبن في وزنه الفكري الذي اذهلني كلما ذهبت الى سوق الشورجة ، تعمدت بالذهاب اليه لاتعلم من تشخيصه للأمور السياسية وكيفية التعامل معها قبل أن أرتوي من اللبن البارد !
كمراقب سياسي أفهم حجم الصراع والمنافسة السياسية وسأجد العذر للبعض بزلة حديث أو اختلاف في الرؤى والأفكار ولكني لا أستوعب من يدعي بالتاريخ الجهادي والصولات والجولات وأن يكون له صوت مشاكس لا يرتقي الى حجم التاريخ والفكر الذي يحمله !!
من خلال حديثي وكتاباتي أؤكد مرارا بعدم انشغالي بشخصية رئيس الوزراء القادم ولكن تراودني دائما أسئلة محيرة لا أجد لها تفسيرا !
لماذا لا تستطيع الكتل الشيعية الاتفاق فيما بينها على كلمة واحدة تجمع بها الصف وتلملم الجراح ؟
لماذا يدعي الجميع بالامتثال لأمر المرجعية وهي منهم براء ؟
لماذا يعتقد ثلة من المتصديين للعملية السياسية انهم الأعلم وبس والباقي كلهم خس ؟!
لماذا لا يبادر الفاشلون بتقديم الاعتذار والتنحي عن المراكز السياسية التي أصبحت ككرسي هارون الرشيد !
وبالمناسبة حتى لا يخرج علينا البعض ويقول هذا الكلام موجه لفلان او علان ! فأقول لهم أنتم واهمون فكلام المرجعية والعقلاء يشمل الجميع ولا يستثني منكم أحد ! وما عليكم الا الابتعاد عن التنابز والتناحر والتآمر على بعضكم وكأنكم أعداء لا شركاء ومتحالفين !! يا شيعة العراق يكفيكم التهديد والوعيد والايذاء ، فو الله ان نويتم ملاحقة المالكي والحقتم الاذى به أو تآمرتم عليه لقتله !! ستقتلون تباعا .. وان عدوكم لا يرحم ولا يفرق بينكم وكلكم في عيونه المالكي ! وما هي الا البداية للاستفراد بكم واسقاطكم .. والله ثم والله ستعلق الرؤوس أمام المكاتب وستزهق الأرواح وستجري انهار من الدماء حتى يكتب التاريخ هنا كانت المقدسات ! وهنا ذبح الشيعة كالخراف بعد ان نصرهم الله ولكنهم خذلوه وحق عليهم العذاب … عجبا لما يفعله شيعة العراق بالاصطفاف مع الارهابين في المطالبة بمحاكمة المالكي بعد تنحيه وهو رئيس للوزراء وشريك لهم في المحن والوطن والعذابات ولديه كل الحصانة القانونية !! والأعجب ان يتصدى سليم الجبوري لأهم منصب سيادي في العراق بعد رئاسة الوزراء وهو ملاحق ومتهم بالمادة 4 ارهاب !! ويترك الخونة من آل النجيفي دون أي حساب وليس ببعيد أن يتسنم أحدهم منصب سيادي رفيع !! وأما الهاشمي فحدث بلا حرج ! وصاحبنا البرزاني والقيادات البعثية كلهم وطنيون ولا غبار عليهم … شر البلية ما يضحك !! القتلة والإرهابيين ومن سلم 4 محافظات بيد الدواعش وطنيون ولهم حصانة وأما المالكي يجب أن يحصن نفسه قبل أن يتنازل عن الولاية الثلاثة لأنه قاتل ومجرم ورئيس الروافض وعليه يجب تقديمه الى المحاكمة !! تبا لكم ولوحدتكم وشعاراتكم ولا خير في امة لا تحترم شعبها وقادتها لتصبح ذليلة بيد الأعداء.