إن أردت أن تعرف المستوى الحضاري لمدينة ما ,فهذا عن مداخلها ومطاراتها. ومطار بغداد هو المطار الوحيد في هذه العاصمة العريقة . وحاله لا تسر صديقاً ولا تغيض عدو.وحالة المطار تدل دلالة لا لبس فيها على بؤس عاصمتنا وتردي حالها وإنكفائها عقود الى الوراء . وعند مغادرتي العراق عن طريق مطار بغداد الدولي وبعد رحلة عناء من داري الى ساحة و مرآب عباس بن فرناس, ومن ثمَّ من ساحة الإذلال هذه ومعاناة المسافرين, لطريقة تعامل أصحاب السيارات والحمالين, ومن ظروف الساحة بشكل عام.حيث نضطر للوقوف تحت وابلٍ من المطر والسير في الأوحال مع الأبتزاز المخجل . ومرحلة وسائل التفتيش وتكرارها الغير مبرر, وإنتظارنا الكلب البوليسي ليستفيق من غفوته ويقوم بواجبه بشم الحقائب والأمتعة. وأنتم تعلمون حساسية المسلمين من تماس الكلاب مع حاجياتهم وفق المعتقدات الأسلامية والشعور بالقرف . حضر الكلب المبجل يتمطى فاتحاً فاه ماداً لسانه. وهوينظر للحاضرين نظرة إستهزاء وإحتقار وإزدراء. وكأنه يضحك عليهم ويبدي سروره بأذلالهم وإجبارهم على الأنتظار, كما ينتظر العبد سيده,مصحوب هذا بحالة قرف وإشمئزاز وخاصة من كبار السن من الجنسين الذين يعتبرون إن حقائبهم قد تنجست بملامسة هذا الكلب لها. ولكنهم بلا حول ولا قوة للمسافرين وخاصة من غير حاملي الجوازات الحمر!!!!!!!!!!,فلا مناص للعامّة إلا أن يرضخوا لسمو الكلب ,كما يرضخون لكلاب أخرى وأمور كثيرة متعددة فرضتها علينا محنتنا وسوء حظ العراقيين العاثر.
ولم أستغرب فرض سلطات المطار هذا الأسلوب الشائن المهين, بعد ما حدث من إعادة الطائرة اللبنانية الى بيروت, وعدم السماح لها بالهبوط بمطار بغداد لأنها لم تتأخر وِتَقِلَ على متنها إبن وزير النقل.,مع إني كنت أعرف أنَّ أخلاق هذا الشخص لا تسمح له بهذا. لأني أعرفه مذ كان جاري في شارع فلسطين. ولكنه نفاق سلطات المطار. الذي أوقعنا في الخزي وتَندُّر المَلأُ بالعراق وشعبه.وقد أكون مخطئاً, فالحال ربما تغيير وسبحان مَنْ يغير حالاً الى حال. أو أنَّ عديّاً قدعاد بثوب وإسم جديد!!. وما كان هذا ليحدث لولاإهمال السيد الوزير المحترم لواجباته, وعدم إهتمامه بالمطار الوحيد في بغداد. الذي تحول من أرقى المطارات الى زريبة مقرفه بما للكلمة من معنى.فالسيد الوزير لا يعرف عنه شيئاً لأنه مشغول بأمور الشعب!!!!!!!!! والأنتخابات. ولا يرى منه شيئاً سوى صالة الشرف.والباقي ليس له به شأن أو إهتمام يذكر.وليذهب الناس للجحيم.وزاد في الطين بِلةً ذرائع السيد الوزير لتبرير هذا التصرف . معللاً الأمر بأن نجله حضر وباب الطائرة لازل مفتوحاً وطاقم الطائرة لم يسمح له بالصعود إليها. فإن كان هذا صحيحاً فلماذا تعتذرون من قَبْلُ لهذه الشركة؟ ولماذا يلقى القبض على معاون مدير المطار بأمر من دولة رئيس الوزراء؟حقيقةً عذر اقبح من فعل.
أما الأجراءات الرسمية التي تمثلت بالأعتذار من لبنان, وإعتقال معاون مدير المطار, والتحقيق الذي أمر به السيد رئيس الوزراء. فهي ذرُّ رماد في العيون, ولملمةٌ للقضية. وسيُعَتَّمُ عليها أسوة بما سبق . فكنّا ننتظر أن يعتذر السيد الوزير من الشعب العراقي قبل لبنان. ولكن السيد الوزير ربما رأى أن هذا الأمر شيء بسيط. أو إن شعبنا لا يستحق الأعتذار؟؟؟؟ كان الأجدى أنْ يستقيل السيد الوزير المحترم من منصبه ,أو يُقيلَه السيد رئيس الوزراء إحتراماً للشعب. ولكنْ أنّى لهم هذا؟ والأنتخابات على الأبواب وشراء الخواطر والمصلحة هيَ المبتغى.
قبل سنة إستقال وزيرفي بريطانيا لأن إقامة خادمته ليست شرعية. وإستقال وزير ياباني لسبب أتفه من هذا. أما وزيرنا !!!!!!!!!!!!! صاحب الصولجان والسلطان فيرى هذا بهتان. وإن الأنسان معذورٌ في هذا الزمان.وأي زمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهذا المشهد يذكرني بحالة الأذلال والأحباط عندما يراجع المواطن العراقي أي دائرة رسمية. حيث يفتش الموظف عن أي سبب لتعطيل المراجع, أو رفض معاملته. إن لم يقبض المعلوم . لأنه يعتقد إن وظيفته مصدر إرتزاق لا خدمة عامة يتقاضى عليها أجراً ,غير آبه كون هذا المراجع تكبد عناءً كبيراً حتى وصل لهذه الدائرة في ظل هذه الظروف الأمنية المرعبة, والأختناقات المرورية ومعاناته النفسية.وإن لم يجد هذا الموظف سبباً قوياً للرفض فيلجأ الى طلب صحة صدور الكتاب أو الوثيقة. وما على المراجع إلا أن ينتظر إبتسامة الحظ له ولا يرمي الموظف معاملته في سلة المهملات.فلعلَّ الجواب يأتي ولو بعد ثلاثة شهور أو أكثر. وهنا ضحك هذا الموظف في سره على المراجع المسلوب الأرادة, كما ضحك علينا كلب المطار.فَحريٌّ بالدولة أن تمنع هذا بمكننة الدوائر, وتعميم الحكومة الألكترونية, ولكل دائرة موقع. وبمجرد فتح موقع الدائرة يتمكن الموظف من التأكد من صحة صدور الكتاب. ولكنه مبدأ ضحك كلب المطار على العراقي . فهو ما يستحقه العراقيون.وعندما يخرج أحدناصباحاً ليشتري لعياله خبزاً. يرى مجموعة من الكلاب تتجمع على النفايات في شوارع بغداد,تهجم عليه فيلوذ بالفرار منها, كما يفرُّ العراقيون من بلدهم اليوم وبالأمس. فالكلاب السائبة تنظر للعراقي ضاحكة عليه وساخرة منه .لأنه غير قادر على إقناع أمانة بغداد برفع النفايات بإسلوب حضاري متمدن. وهو لا يستطيع منع هذه الكلاب من الضحك عليه رغماً عنه. وعندما تقف السيارة فترة طويلة من الزمن في سيطرة لا تهش ولا تنش . ويمر منها بسيارته بصعوبة. وهو يرى الجندي أو الشرطي يسير فاحصاً السيارات بجهاز كشف المتفجرات (لعبة الأطفال) السيء الصيت والعديم الفائدة. وهي تمر كحبات المسبحة الغليظة الخيط.يشعر بأن هذا ضحك عليه كما ضحك علينا كلب مطار بغداد. هكذا في بلدي تضحك الكلاب علينا شئناأم أبَينا. وستستمر أنواع الكلاب بالضحك علينا لأننا نحب هذا ونَطْرب له.
أما عندما تضطر يوماً للذهاب الى سوق الشورجة مركز بغداد التجاري ومعلمها التأريخي الهام. ويتورط حينها عندما يضطر للسير خائضاً في ماء مجاري المراحيض الطافحة والنفايات عندها يستذكر ضحكة كلب المطار الساخرة. فهي أرحم من ضحكة أمانة بغداد(خيانة بغداد) لبغداد المنكوبة, فيشكر كلب مطار بغداد ويتذكره بخير. كما يتذكر العراقيون أموراً سبقت في وقت سبق. فرغم جورمن سبق فقد كان أرحم .لأنه لم يدَّعِ الديموقراطية ولم يؤمن بها.ولم يأتِ على دبابةٍ ديموقراطية. ستستمر الكلاب تضحك علينا لأننا نستحق هذا بجدارة . وهنا عرفت جواب سؤالي لماذا تضحك الكلاب. ورحت أسمع فيروز ,,ضاق خلقي يا صبي من هالجو العصبي.فلقد آذتنا الصِبْيَةُ. معذرةً……….