19 ديسمبر، 2024 12:08 ص

لماذا تستقبلُ أيران رئيسَ البرلمان العراقي  ؟! 

لماذا تستقبلُ أيران رئيسَ البرلمان العراقي  ؟! 

عجتْ بعض صفحاتُ التواصلَ الاجتماعي العراقية بالدهشةِ المفتعلة  ،، وكأنها تقولُ يا ايران لماذا تستقبلين أرهابي وداعشي ونحن من نصَّبهُ وقضاؤنا برأهُ و عندما أُطيحَ به قاتلنا لأرجاعِه فلمَ لم تشنقيه أو تعدميه ؟!بسذاجةٍ غريبةٍ تبعثُ على الدهشةِ !
ولايعلمُ أنَّ ايرانَ قامَ عمودُها الفقري على شيءٍ أسمهُ العملَ السياسي وهذا بديلُ الحربِ !السياسة التي أورثتها الفوزَ بالمنجزِ النووي بعدَ صبر أثنى عشر عاما من الحوارِ المضني ، لتنزعَ الأعترافَ من ألعنَ دول العالم مكراً ودهاءاً !
وايران لم تخالفْ أيَّ قانونٍ أو عُرفٍ سياسي ، (سليم الجبوري رئيس للبرلمان العراقي ) والعراق حكومةً وشعباً أعطاه الصفةَ القانونية والشرعية في أنْ يمثلهُ في التشاورِ مع أيّ دولةٍ لها مصالح مع العراق ! وايران تحترمُ هذا القانون والعُرف الدولي ! أما كون (سليم أرهابي) وأنت تمنحهُ الشرعية هذا شيءٌ مخزي وتطالبُ أيرانَ بمقاضاته بدلاً عنك ؟!
وتعودُ الكلمات الساذجة للواجهة ايران لا ترى ألا مصالحها وعندما تسأل ماهي المصالح ؟يأتي جوابُ النطاسي والخبير لأن لها حدودٌ طويلةٌ مع العراق وتخافُ على داعش من الوصول لحدودها  !
طيب أيها النطاسي هذا عذره بالحدود مع العراق ! فماذا تقول في مثل نيجيريا ، أو سوريا ، أو اليمن ، أو البوسنة ، أو فلسطين هل هذه لها حدود مشتركة معنا ؟؟؟
الجواب للذين يريدون أن تمنعَ ايران رئيس البرلمان العراقي ، وتمنعُ أوردغان ، وتحرضُ على حرق السفارة السعودية في ايران ولابدَّ أنْ تعملَ حسب مشتهيات الشعب العراقي العاجز عن تأديب عضو مجلس بلدي مالكم كيف تحكمون  ؟!
هذه الدولةُ دولةُ القانون ، يرئسها فقيهٌ عادلٌ يعرفُ الحلالَ والحرامَ وهي أفضلُ دول المنطقة بل العالم في تطبيقها للديمقراطية والكلُّ شاهد كيف فاز روحاني الأصلاحي وخَسِر(َ نجادُ) المحافظ مع أنَّ الصفةَ الغالبة أنَّ السيد الخامنائي (حفظه الله) محافظٌ لكنْ لم تؤثرْ سلطته في نزاهةِ الأنتخابات !
وتريدُ من دولة القانون أن تباركَ الأنقلاب التركي الذي خلفه أمريكا ،، وأيران أخبرُ الناسِ بأمريكا ! وهي لا تعرفُ الأنقلابيين بل وعرفتها مسرحية ! وشيءٌ أخر لو قبلتْ بالأنقلاب كما هي أمانينا البسيطة ! لماذا تدافع عن شرعية بشار الأسد فالمعارضة أنقلاب وعليها عدمُ الكيلِ بمكيالين  ؟!
أذن العمل السياسي هو الأنسبُ لهذه الدولة التي تفضلُ عدم دخولها وتهورها في الحرب وهي قادرة اليوم على مدِّ يدها لكلِ حركاتِ التحررِ المناهضة لأمريكا والأستكبار ، من سوريا إلى لبنان ، والعراق ، وفلسطين ، وغيرها الكثيرُ ممن في طورِ التحرر  !وهي تعيشُ حصاراً خانقاً منذ أكثرَ من 30 عام فهل يعيّ مَنْ يريدها ترك السياسة والعمل بشنِّ الحروب كردودِ فعلٍ لسياستها أنها ستغرقُ وتُغرِقُ معها كلُّ هذه الحركات الإسلامية والمقاومة؟ !
وشيءٌ أخر أنَّ جنابَ السيد الخامنائي (حفظه الله )هو وليّ أمر المسلمين والولي الفقيه الذي عليه حفظُ الدماء ما استطاعَ لذلك سبيلاً ، وهو السيدُ التقي والورِعُ والخلوق والرحيم أطالَ الله تعالى بقاءه ،، لا زالَ الشوط طويلاً ليصلَ بهذه الدولة درع الشيعة والمسلمين إلى ذروةِ عزها الذي يمنعُ التفكير لأيِّ حاقدٍ بحربها  !
وهي تتحملُ التهمَ من الجهلةِ والمغررِ بهم ! ولو أرادت الراحةَ والبعدَ عن المشاكلِ وتعيش كما تعيش دول الذلّ الخليجي مرفهةً لكفاها كمال يقول الخبير (رشيد بن عيسى) قُصاصةُ ورقٍ فيها ودٍّ لأي سفارةٍ أسرائيلية  !
متى يفهمُ بني الجلدة ممن ينكرون فضلَ ايران أنَّ ايران لو أنشغلتْ عنا لأستلمنا الأعداء وقُتلنا شرَّ قتله  ؟!