23 ديسمبر، 2024 6:09 م

لماذا ترك صدام المالكي والصف الثالث من قيادة الدعوة دون اعدامهم ؟ علي الاديب نموذجا

لماذا ترك صدام المالكي والصف الثالث من قيادة الدعوة دون اعدامهم ؟ علي الاديب نموذجا

عندما يتصدى الانسان للعمل العام ويكون مسؤولا وصاحب قرار فانه يكون موضع ملاحظة الجميع وتقييمهم له , فأن يكون قياديا في حزب معين او وزيرا لوزارة او رئيسا لمؤسسة اونقيبا لنقابة او عضوا في البرلمان فان ذلك يكون مدعاة لتقييم الناس له ولعمله .

علي الاديب وهو القيادي في حزب الدعوة بعد ان انهى الطاغية المقبور الصف الاول من قيادة الحزب في مجزرة يندى لها الجبين حيث اغتال كل قياديي حزب الدعوة وعلى راسهم الشهيد السعيد اية الله محمد باقر الصدر المفكر العربي والاسلامي الكبير . راح الطاغية يجوب البلدان ليغتال شخصيات الدعوة الرئيسيين الذين هربوا الى خارج العراق فاغتال الواحد تلو الاخر وكان منهم الشهيد سهل سلمان ومهدي الحكيم ومحمد هادي السبيتي , وترك الاخرين من الصف الثالث للحزب الذين ليس لهم اهمية تذكر عند الطاغية , فتشكل الحزب في الخارج من الصف الثالث من حزب الدعوة ووزعت المهام على الدعاة الثانويين ليصبحوا قادة لحزب الدعوة بعد ان فرغت الساحة من القادة الاساسيين له , واصبح علي الاديب واحدا منهم فمرة استلم المكتب السياسي ومرة المكتب الجهادي وكذلك اسماء اخرى لم يعرفها المجتمع العراقي في حينه برزت ايضا وكان منها ابراهيم الجعفري وعبد الزهرة البندر ونوري المالكي وخضير الخزاعي واخرون .

ويبدو ان الطاغية المقبور وهورجل امن وحزبي يعرف من هم الخطرين على نظامه حيث انه اعدم كل شخص يعلم بانه داعية لله لا يبتغي زهو الدنيا وبريقها وانما تغيير المجتمع والافكار لما يرضي الله ويتصف بالايثار وحب الناس والعمل من اجلهم , فمثلا اعدم السيد قاسم شبر وهو امام جامع النعمانية وممثل المرجع الاعلى فيها وعمره سبع وتسعون عاما بينما ترك الشيخ عبد الحليم الزهيري يسرح ويمرح هنا وهناك , وكذلك اعدم الشيخ عارف البصري بينما ترك السيد حسين الشامي يسير في لندن واوروبا ولم يتعرض له احد , ويذهب الى دبي ليغتال سهل سلمان بينما ترك علي الاديب يركب الطائرة من مطار بغداد ويذهب الى الامارات ثم الى طهران وبعدها يتجول في عواصم اوروبا وامريكا معارضا دون ان يمسه شئ من الطاغية ولا حتى امر القاء القبض عليه , والسيد مهدي الحكيم وهو احد مؤسسي حزب الدعوة يطارده الطاغية ويغتاله في السودان بينما يترك نوري المالكي يتجول بين سورية ولبنان حرا طليقا , وكذلك ابراهيم الجعفري يتمشى في لندن ويقود حملات الحج من اوروبا الى الديار المقدسة امنا مطمئنا بينما يعدم السيد نوري طعمة و حسين جلوخان الداعاة

الميامين….. ثم لم يكتف الطاغية باعدام هذه الكواكب الخالدة بل ذهب الى الصف الثاني من قيادة الدعوة المخلصين فاعدم السيد عبد الامير المنصوري والسيد جواد الزبيدي وهكذا بالنسبة لمن طاردهم واعدمهم الطاغية المقبور وترك الاخرين دون التعرض لهم . ويعلل احد الدعاة الذين بقوا على العهد مخلصين للدعوة ومبادئها ترك الطاغية المقبور لهؤلاء دون التعرض لهم لانه وبحسه الحزبي كان يعلم ان الذين اعدمهم هم فعلا فتية نذروا انفسهم لمرضاة الله ولاتغرنهم الدنيا ابدا ومخلصين لمبادئهم وهم قدوة طاهرة حسنة ويمكن ان يلتف الناس حولهم , اما الذين تركهم فهو يعلم انهم هوامش يحبون الزعامة ولا يكترثون بالمبادئ وانما همهم هو مجد شخصي وزعامة وحب الظهور واذا ما تمكنوا فسيرمون الناس عرض الحائط ويعملون على سد النقص الذي يعانون منه فهم بالمختصر ليسوا اصحاب مبادئ .

فلنأخذ نموذجا وهو علي الاديب بعد ان كان في الصف الثالث من الدعوة برز بعد اعدام القيادة الاولى والثانية للحزب واصبح كما ذكرنا مسؤولا للمكتب السياسي ثم انتقل الى مسؤولية المكتب العسكري واصبح شئنا ام ابينا احد قيادي حزب الدعوة , وقد كان معلما في احدى المدارس المتوسطة في كربلاء قبل سفره الى خارج العراق وبقي في طهران يتجول بين العواصم الاوروبية الا ان مقره الرئيسي في العاصمة الايرانية , وكانت تجمع له التبرعات من هنا وهناك اضافة الى ما ياخذه من القيادة الايرانية , وبعد سقوط الصنم جاء الى بغداد ضمن منظومة قيادة حزب الدعوة واصبح التصارع فيما بين هؤلاء القادة الذين تركهم الطاغية دون ملاحقة , واصبح عضوا في البرلمان بعد ان كان يطمح في احد المناصب الثلاث الرئيسية رئاسة الجمهورية او رئاسة الوزراء او رئيس البرلمان , ولم يحصل على اي منها ومن هنا وهناك وبعد عشر سنوات اصبح وزيرا للتعليم العالي بخطة محكمة من ثعلب الدعوة نوري المالكي حيث كان دائما منافسا له ويخاف المالكي منه لانه اقدم منه واكبر منه واكثر لباقة وتفوها اضافة الى انه بات منظرا للحزب ايضا فعمد الى استيزاره ليقول المالكي بعدها ان علي الاديب كان وزيرا عندي اي عندما كنت رئيسا للوزراء وبلع الاديب هذا الطعم واصبح شاء او ابى دون المالكي وعليه ان يقدم تقريرا بمنجزاته له وبستمع الى توجيهاته , وعند تشكيل الوزارة الجديدة بعد خلع المالكي من رئاستها واصبح العبادي رئيسا للوزراء ركض علي الاديب يبحث عن وزارته التعليم العالي فوجدها لقمة سائغة لحسين الشهرستاني وكان ذلك بضغط من المالكي وابعد الاديب عن الوزارة , ثم بايعاز غير مباشر من المالكي ركض الاديب ليحصل على وزارة حتى لو كانت وزارة دولة فوجد وزارة السياحة شاغرة فتقدم اليها واوعز المالكي لمرشحي دولة القانون في البرلمان بعدم التصويت له مما جعله يفشل امام جميع الكتل السياسية من الحصول على الثقة حتى من ائتلافه وحصل فقط على ثلاثة وعشرين صوتا متفرقا اي ان التحالف الوطني لم يصوت له وهو جزء منه كما ان دولة

القانون لم تصوت له اذ هو رئيسا لها وبذلك اسقطه المالكي بالضربة القاضية وانتهى الاديب سياسيا وافتضح على الملا بانه لايهمه المبادئ وانما مصلحته الشخصية والبحث عن المجد وسد النقص الذي عانى منه ومن تهميش زملائه له بحيث يرتضي ان يكون وزيرا للسياحة !!! ونقول له ما لك والسياحة ؟ واي رابط يربطك بها ؟ اليس من المعيب عليك وانت تصف نفسك بالتربوي ان تركض وراء اي شاغر لتسمى وزيرا ؟ ! وهنا نتذكر الطاغية المقبور الذي ميزكم وترككم لتعبثوا بالبلاد والعباد واعدم المخلصين الاباة وهذا هو السر في ابقائكم طلقاء . والان يناضل علي الاديب ليكون رئيسا للتحالف الوطني في البرلمان !! الا تخجل يا اخي اذا التحالف الوطني لم يصوت لك ان تكون وزيرا للسياحة فكيف لك ان تراس التحالف وهل لك عين تنظر الى عيونهم فقد رفضوك مرشحا لوزارة في العراق تعتبر هامشية ومقرها غرفة في الامانة العامة لمجلس الوزراء , هل اصبحت مثل الهمزة التي تبحث عن مكان تجلس فيه ؟ نصيحة لك ايها الاديب ان تترك السياسة وان تنعم بما جنيته من المليارات عبر الصفقات التي اجراها مدير اعمالك الخفي مجيد اليعقوبي واصبحت من اثرياء العهد الجديد وانعم بما تبقى لك من العمر وسوف لن تجد احد يسال عنك سوى عائلتك فقد تكبرت بما فيه الكفاية لذلك نظر الجميع لك بازدراء عندما تقدمت لوزارة السياحة وابق على ما تبقى لك من ورقة التوت فرئاسة التحالف الوطني هي التي ستزيح ورقة التوت عنك لانك ستكون رئيسا على نفسك فالتحالف الذي رفض ترشيحك للوزارة لن تستطيع ان تملي عليه شئ فاحفظ ورقة التوت وارحل .

هذا نموذج حي لمطبات احد قيادي حزب الدعوة , وعلى القارئ الكريم ان يقيس الوجوه الاخرى التي عاثت بالارض فسادا ونهبت البلاد والعباد ولكم ان تستعرضوا الاخرين من امثال المالكي والجعفري و كمال الساعدي وحسن السنيد ووليد الحلي وفلاح السوداني وخضير الخزاعي وغيرهم الذين لن يصلوا الى تراب اقدام الشهداء الاصلاء الاوائل لحزب الدعوة وهذا هو السر الذي ابقى الطاغية المقبور على هؤلاء ليبرهنوا انهم ليسوا بدعاة الله وانما سراق المال العام واكلي السحت الحرام وناهبي ثروة البلاد فلعنة الله على الظالمين .