18 ديسمبر، 2024 11:09 م

لماذا تركت الدرس بسبب المجاهد الشهيد محمد عبد العزيز

لماذا تركت الدرس بسبب المجاهد الشهيد محمد عبد العزيز

في منتصف التسعينات عندما أتيت للدراسة في النجف كنت قد حكمت قبل المجيء مرتين ومن الطبيعي إني كنت حريصا على عدم إقامة العلاقات مع الطلبة خوفا من الملاحقة خصوصا واني قضية سنوات عدة في مدينة العمارة وبالتحديد في منطقة كانت لهنا فيها ارض نزرعها.

وفي احد الأيام وبينما كنت امشي في شارع الطوسي رأيت احد الأخوة الذين كان معتقلا معي وطلب مني الذهاب معه بعد انس الني عن أحوالي وذهبت معه إلى مدرسة قريبة وهناك سألني عن دروسي وطلب مني ا ن أبين له أين ادرس وماذا ادرس وبينت له ذلك تفصيلا

وطلب مني أن اترك بعد الدروس واحضر دروس أخرى سيختارها لي بنفسه

فاتفقنا على ذلك فأرسلني إلى احد السادة من بيت الشرع وكان موجودا معه في نفس المدرسة فشرعت بالحضور عنده بكتاب تبصرة المتعلمين وبدأنا الدرس وكان الدرس جيدا لكن الأستاذ في اليوم الثاني أو الثالث سألني هل أنت من أقرباء محمد عبد العزيز؟

فقلت له : لا ، لكني اعرفه.

ومن خلال كلامه عرفت أن محمد عبد العزيز كان يأتي للمدرسة وألا من أين علم هذا السيد به وهو لم يكن معنا في السجن.

وبالطبع لما حضرت الدرس طلب مني صديقي أن أرى أن كان الاستاذ يناسبني أم لا ، ولا توجد مشكلة إن كانت هناك مشكلة في الاستمرار معه .

وبعد أيام جاء صديقي الذي أصبح أستاذي فيما بعد وسألني عن وضع الدرس فقلت له: ان الدرس جيد وسأستمر فيه ثم سكت.

فسألني هل توجد مشكلة: فقلت له لقد سألني عن محمد عبد العزيز .

فقال لي هل قلت له انك تعرفه؟ فأجبت نعم ، وفي هذه اللحظة تغير وجه صاحبي وقال لا توجد مشكلة لكني عرفت انه انزعج من ذلك كثيرا فقررت أن اترك الدرس وابحث عن درس جديد عند أستاذ آخر

وبعد مدة راني صديقي فسألني عن الدرس فقلت له أنت قلت لي الدرس الذي لا يناسبك يمكنك أن تتركه وأنا انتقلت إلى درس آخر فقال كما تحب

في ذلك الوقت كان هذا الأستاذ يحمل وثيقة مزورة وبقي بيننا من دون أن نشعر بذلك حتى القي القبض عليه في إحدى المرات صدفة وعندنا عرفت كم كان محقا في خوفه من انتشار معلومات عن ارتباط طلاب الحوزة بأشخاص عندهم تاريخ جهادي بالرغم من أن أكثر من شخصية هناك كانت تعرف هذا الشخص كالسيد احمد الصافي والشيخ عبد المهدي الكربلائي وغيرهما من طلاب تلك المدرسة.

واليوم عندما نتلقى خبر استشهاده نتذكر تلك الأيام التي كنا ننكر بعضنا خوفا من المطاردة إلا إنني لم أكن قادرا على أن أنكر معرفتي به في الوقت الذي كان البعض من أقرباءنا في الثمانينات مستعدا للبراءة من أبنائهم خوفا من الضرر.

لكن اليوم الذين لن نستطيع فيه أن معرفة بعضنا عندما يتحول بعضنا من طريق الجهاد إلى طريق الفساد ففي تلك اللحظة سننكر بعضنا أما أن يسألني شخص فيقول أنت تشبه محمد عبد العزيز فهل أنت من أقرباءه سأقول لست من أقرباءه لكني اعرفه، وفيما مضى كنت أظن أن تكملة الجواب لم يكن ضروريا فهو لم يسال عن معرفتي به واليوم أظن أن هذا الجواب تلقائيا وفي وقته.

وعندما تركت الدرس من اجل هذه العبارة فقد عوضت عنه بدرس آخر.