يتساءل الكثيرون عن سبب ارتفاع الاسعار في بلدانهم مع انهم لايستوردون تلك المنتجات من اوكرانيا او روسيا!!
وسوف احاول ايراد تفسيرات مختصرة لتلك الظاهرة:
١-اكثر السلع التي يثار التساؤل حولها هي الحنطة وعدد آخر من الحبوب ..حيث يقال مثلاً ، لماذا ترتفع اسعار الحنطة الاسترالية او الكندية ؟
الجواب هو ، ان هناك مفهوم في الاقتصاد يسمى : السلع المتجانسة homogenous goods
ويعني ان تلك السلع تشبه بعضها حتى لو تم انتاجها في دول مختلفة. وبالتالي ، فانها عندما تتم المتاجرة بها في السوق العالمية فان اسعارها تخضع للمقارنة وتأخذ نفس الاتجاه سواء بالصعود او النزول ( مثلما يحصل لمادة النفط). وتبقى بينها فروقات بسيطة في الاسعار تبعاً لدرجة الجودة او النقاء ، كما يحصل في ارتفاع اسعار النفط بدرجات مختلفة حسب نوع النفط( خام برنت او نايمكس او خام دبي او غرب تكساس او البصرة الخفيف الخ ..).
كل تلك الاصناف ترتفع او كلها تنخفض ولايمكن اطلاقاً ان يرتفع احدها وتنخفض الأخرى.
٢-عندما ترتفع اسعار عدد من السلع الاساسية في التجارة الدولية ، كالنفط والحبوب والمعادن، فأن ذاك الارتفاع يطلق موجة من التضخم العالمي التي تؤثر في اسعار كل شيء من السلع والخدمات.
السبب هو ان تلك السلع التي ارتفعت اسعارها قد تكون مدخلات لانتاج وتوفير سلع وخدمات اخرى ، وبالتالي ترفع تكاليف الانتاج عموماً .مثلما ترتفع تكاليف المواصلات نتيجة ارتفاع كلفة الوقود او ترتفع تكاليف انتاج الاغذية ومنتجاتها نتيجة ارتفاع اسعار الحبوب.
٣- كافة الباعة ، سواء أكانوا افراداً او شركات ،يحاولون المحافظة على مستوى ارباحهم وبالتالي دخولهم وقواهم الشرائية ، لذلك يعمدون الى رفع اسعارهم عندما يسود التضخم الذي يأكل من القوة الشرائية للنقود .
وقد يعمدون الى المبالغة في رفع اسعارهم بحجة التضخم، لزيادة ارباحهم لاسيما اذا كانوا يتاجرون بسلع ضرورية لايمكن الاستغناء عنها وفي ظل غياب اي شكل من الرقابة على الاسعار او حماية المستهلك.
٤- تقلبات سعر الصرف عالمياً خاصة للعملات التي تستخدم في التسويات الدولية، يمكن ان يسبب ارتفاعات في الاسعار.
٥- الحرب الاوكرانية سببت نقصاً حقيقياً في المعروض من مادة الحنطة وغيرها من الحبوب كالشعير والذرة والخضار ( اصدرت الحكومة الاوكرانيية قراراً بمنع تصدير المنتجات الغذائية)، وهذه الشحة لابد وان تقود الى ارتفاع الاسعار
لتلك المواد بسبب تهافت الدول على الشراء لتجنب حصول مجاعة.
القلق من التطورات المستقبلية ، يدعو الدول والشركات والعوائل الى بناء خزين من المواد الاساسية ، مما يرفع الطلب بشكل غير طبيعي مع نقص المعروض ، مما يفاقم الازمة.