23 ديسمبر، 2024 4:48 م

لماذا تحتفي موسكو بالسيد محمد باقر الصدر ، ولم تحتفِ بقاتله ؟!

لماذا تحتفي موسكو بالسيد محمد باقر الصدر ، ولم تحتفِ بقاتله ؟!

رفع الستار عن التمثال النصفي للفيلسوف العراقي الكبير محمد باقر الصدر صباح الجمعة 28/02/2014 في جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية..
وقال الزميل فؤاد السراي من الملحقية الثقافية العراقية في العاصمة الروسية موسكو لوكالة نون الخبرية إن شخصيات ثقافية وأكاديمية وسياسية روسية حضرت حفل افتتاح النصب الشهير إضافة إلى رؤساء البعثات الدولية ومن بينهم سفيرا لبنان وفلسطين وسفير الجامعة العربية وممثلين عن الخارجية الروسية إضافة إلى السفير العراقي والملحق الثقافي في السفارة الدكتور جمعة مطير حسين.
يذكر إن التحضيرات وضعت منذ أشهر استعداداً لهذا الحدث الكبير بوصف الصدر فيلسوفا عراقيا ابتعد عن التوصيف العرقي والطائفي.(1)
شارك وفد من حزب الدعوة الإسلامية برئاسة القيادي في الحزب الدكتور وليد الحلي برفع الستار عن نصب تذكاري للشهيد السيد محمد باقر الصدر ” قدس سره ” في موسكو.
وكانت جامعة موسكو وهي إحدى أشهر الجامعات العالمية قد قامت بتصميم نصب خاص بالشهيد الصدر وضع مع كبار العلماء والمفكرين والفلاســـــفة في الجامعة ليكون رمزاً من رموز العلم والتطور الحضـــــــاري للبشرية جمعاء .وقام الدكتور وليد الحلي برفع الستار وسط احتفاء خاص أعد بهذه المناسبة شارك فيه عدد كبير من أساتذة الجامعة وعلمائها وباحثيها بالإضافة إلى عدد من السياسيين في روسيا .
ويقع التمثال إلى جانب رائد الفضاء الروسي الشهير (غوغارين) .. وعدد من علماء الأرض في شتى المعارف والعلوم وهو العربي الوحيد من بين عظماء العلماء في هذا الموضع من التكريم.
ومنحت كلية القانون في جامعة موسكو بروسيا الاتحادية النائب الدكتور وليد الحلي شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال حقوق الإنسان والعمل السياسي.وجاء منح الجامعة لهذه الشهادة على اثر تقييمها للكتب والأبحاث التي قام بها الدكتور الحلي وإسهاماته الفاعلة في نشر ثقافة حقوق الإنسان ونشاطاته المتميزة في العمل السياسي.يذكر ان النائب الحلي يقوم الآن بزيارة لروسيا بناء على دعوة وجهت له من الحكومة الروسية زار خلالها عددا من الجامعات الروسية واطلع على المناهج العلمية لتلك الجامعات والمكانة المرموقة التي تتمتع بها بين الجامعات العـــالمية .كما شملت الزيارة بحث تعزيز أواصر العلاقة بين العراق وروسيا الاتحادية.(2)

المرجع الديني الشهيد السيد محمد باقر الصدر عرف بمحاججاته العلمية، وألف عددا من كتب الفلسفة في شؤون الاجتماع والاقتصاد والدين والمنطق والفقه. قاد ثورة لتغيير الحكم الشمولي لكنه اصطدم بالنظام السياسي المستبد وأعدم مطلع الثمانينيات من القرن الماضي مع شقيقته آمنة الصدر.. التمثال إلى جانب (غوغارين).. رائد الفضاء الروسي الشهير، وعدد من علماء الأرض في شتى المعارف والعلوم..وهو العربي الوحيد من بين عظماء العالم في هذا الموضع من التكريم.  الملحق الثقافي العراقي السيد طعمة مطير حسين أشار في حديث صحفي إلى التحضيرات الجارية في جامعة موسكو للعلاقات الدولية لعرض نصب تمثال يجسد شخصية السيد محمد باقر الصدر المفكر الإسلامي وصاحب الفتوحات الفكرية الكبرى في العراق والبلاد العربية والمسلمة والذي أخذ حيزا من الاهتمام العالمي بأطروحاته العظيمة مع الأيام .ويضيف، إن أحد أمهر الفنانين التشكيليين في العالم قام بإنجاز العمل اعتمادا على معطيات وصور شخصية للسيد الشهيد الصدر الأول، وسيوضع العمل إلى جانب أعمال أخرى في متحف العظماء، وتمثل أشهر شخصيات الفكر والعلوم الإنسانية الأخرى. ويتوجه إلى موسكو  وفد عراقي الشهر المقبل للمشاركة في افتتاح النصب بحضور شخصيات من مجلس الدوما الروسي وأعضاء السلك الدبلوماسي العالمي وطلبة الجامعة وعدد من الطلبة العراقيين . نحن نعلم إن هذا يمثل بعضا من استحقاق السيد الشهيد الصدر وهو يستحق أكثر من ذلك، فقد قدم عطاءا فكريا غير مسبوق، وواجه نظاما شموليا جبار، وخاطب المجتمع المسلم دون أن يميز بين أتباع الطوائف وأنهى حياته شهيدا، وهي المنزلة الأرفع التي لا يستطيع نيلها أي أحد بل هي من نصيب عباد الله المخلصين.(3)
شارك وفد من حزب الدعوة الإسلامي برئاسة القيادي في الحزب الدكتور وليد الحلي برفع الستار عن نصب تذكاري للشهيد محمد باقر الصدر في موسكو، وكانت جامعة موسكو وهي إحدى أشهر الجامعات العالمية قد قامت بتصميم نصباً خاصا بالشهيد الصدر يرفع مع أقرانه من كبار العلماء والمفكرين والفلاسفة في  جامعة ليكون رمزاً من رموز العلم والتطور الحضارة للبشرية جمعاء .وقام الدكتور وليد الحلي برفع الستار وسط اختفاء خاص اعد بهذه المناسبة حضرها عدد كبير من أساتذة الجامعة وعلمائها وباحثيها بالإضافة إلى عدد السياسيين في روسيا،وكان الدكتور وليد الحلي قد وصل موسكو يوم أمس بناء على دعوة وجهت له من الحكومة الروسية لرفع الستار عن نصب الشهيد محمد باقر الصدر(رض) .(4)
و قد قام بإنجاز النصب التذكاري أحد أمهر الفنانين التشكيليين  و ذلك اعتماداً على معطيات وصور شخصية للسيد الشهيد.و يتوجه إلى موسكو الشهر المقبل وفد عراقي للمشاركة في افتتاح النصب بالإضافة إلى عدد من الطلبة العراقيين الدارسين في الجامعات الروسية.و سيعرض نصب السيد الصدر إلى جانب عدد من العلماء و المفكرين العالميين في متحف العظماء المخصص للشخصيات ذات التأثير في الفكر والعلوم  الإنسانية . (5)

والحالة هذه ؛ فلم أعثر في المواقع الإلكتروني العربية على ما يؤشر هذا الخبر لدى كافة الأوساط العربية والإسلامية ، عدا العراق وإيران ، فإن دلَّ هذا على شيء فإنما يدلُّ على أنهم جميعاً يرون نفسهم بمنأى عن ذلك الرجل العظيم ، الذي أشرق وجه الاستقراء الفلسفي الإسلامي في التاريخ العلمي المعاصر من عالمنا هذا ، وكأنَّ العالم الغريب عن الإسلام يعرف استحقاقات رجالنا العظماء ،دون أن نعرفهم نحن المسلمين . ذلك الرجل ؛ الذي قرأ الأفكار الاقتصادية ومذاهبها المتعددة ، وأفهم الباحثين عن الحقيقة ، أين تكون الحقيقية ، وماذا يجب أن يكون الاقتصاد العالمي ، وإلى ماذا سيؤول ، إذا ما تمادى بالابتعاد عن الرؤية الاقتصادية العلمية ، والنظرة الفلسفية الصائبة لحركة المجتمع وحركة التاريخ . وهذا يذكرني بالمهابة والجلالة التي تألق بها كتاب طب الإمام الصادق في مكتبة جامعة أكسفورد بلندن ، وعهد الإمام علي (ع) لمالك الأشتر عندما ولاه مصر ، المعلق على جدار الأمم المتحدة .. منظمة حقوق الإنسان ، وما قاله الزعيم الهندي غاندي عن الإمام الحسين(ع) ، وما قاله الزعيم الصيني ماوتسي تونغ عنه أيضاً وآخرون كثر ..
قبل روسيا ، الإتحاد السوفيتي ؛ حيث أقامت جامعة كييف عام 1980م لهذه الشخصية العظيمة حفلاً تأبينياً بمناسبة مرور أربعين يوماً على استشهاده ، لكونه خير من نقد الفكر الاشتراكي والشيوعي والماركسي والرأسمالي في العالم .
اليوم ؛ وجدت روسيا في السيد محمد باقر الصدر فهم الإجابة للمعضل الفلسفي والاقتصادي في ما طرح من أفكار موضوعية من خلال كتبه العملاقة الخالدة : فلسفتنا .. اقتصادنا .. الأسس المنطقية للاستقراء ، لهذا آمنت بعظمته !
إذن ؛ لابد أن نقف قليلاً ؛ عند هذا الرجل الشهيد ، والفيلسوف العالمي المسلم ، فمن هو محمد باقر الصدر (رض) :

آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر، المرجع الديني الشيعي والمفكر والفيلسوف الإسلامي ومؤسس حركة الدعوة الإسلامية في العراق ، المولود بمدينة الكاظمية المقدسة ببغداد يوم 25ذي القعدة عام 1335هج ، وقد نشأ يتيماً منذ صغره ، فتكفل به أخوه الأكبر إسماعيل الصدر الذي اهتم بتعليمه وتدريسه أيضاً, وقد ظهرت علامات النبوغ والذكاء عليه منذ صغره.
في عام 1365 هج هاجر أخوه إسماعيل الصدر إلى مدينة  النجف الأشرف .. التي تعد أكثر المدن العلمية التي تحتضن مراجع الشيعة الإمامية, فاستأجروا داراً متواضعاً فيها. وقد كان أكبر همه هو استيعاب المناهج الدراسية والعلمية, وفي تلك الفترة ألف كتاباً يضم اعتراضاته على الكتب المنطقية بعنوان (رسالة في المنطق).
في أوائل السنة الثانية عشرة من عمره درس كتاب “معالم الأصول” على يد أخيه إسماعيل الصدر فكان لفرط ذكائه يعترض على صاحب المعالم باعتراضات وردت في كتاب كفاية الأصول للخراساني. و من هذه الاعتراضات أنه ورد في بحث الضد في كتاب معالم الأصول الاستدلال على حرمة الضد بأن ترك أحدهما مقدمة للآخر. فاعترض عليه الصدر بقوله “إذاً يلزم الدور” فقال له إسماعيل الصدر “هذا ما اعترض به صاحب الكفاية على صاحب المعالم”.
واجه الأفكار الماركسية والرأسمالية والوجودية مواجهة فكرية كبرى، تضمنتها مؤلفاته الخالدة .. فلسفتنا .. إقتصادنا .. الأسس المنطقية للإستقراء .. البنك اللاربوي في الإسلام …
كما تفرّدت رسالته الفقهية في العبادات والمعاملات لتكون أحدث مرجع فقهيٍّ لا نظير له من بين رسائل المجتهدين العلماء الشيعة ، لما أمتازت به من لغة الحداثة والمعاصرة التي أستهوت العقل المسلم الشبابي العلمي المعاصر.
تخرَّجَ على يديه في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف أكابرُ علماء الشيعة المعاصرون .. أمثال ؛ الشهيد السيد محمد باقر الحكيم،السيد محمود الهاشمي الشاهرودي ، السيد كاظم الحائري ، الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر(والد السيد مقتدى) ،محمد مهدي الآصفي ، السيد كمال الحيدري ، الشيخ محسن الآراكي ، الشيخ إبراهيم الأنصاري، السيد على رضا اليزدي الحائري ، السيد علي الحسيني الأشكوري ، الشيخ سلطان فاضل الأفغاني ، السيد عمار أبورغيف وآخرون..
استشهد في مساء يوم 9/نيسان /1980(19 جمادي الأولى 1400 هج)  مع أخته بنت الهدى(العلوية الطاهرة آمنة حيدر الصدر) بأمر من الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وفي اليوم التاسع من نفس الشهر بحدود الساعة التاسعة ليلاً قطعت السلطة التيار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف وفي ظلام الليل الدامس تسللت مجموعة من قوات اللأمن إلى بيت محمد صادق الصدر ، واقتادوه للحضور إلى بناية محافظة النجف الأشرف ، وكان بانتظاره مدير لاأمن النجف فقال له : هذه جنازة الصدر وأخته، وقد تم إعدامهما ((وقيل؛ إنَّ صدام هو الذي قتل هذا المرجع الديني، وقــيل أن نائبه عزة الدوري هو الذي تولى المهمة القذرة، بينما أفادت رواية ثالثة أنَّ صدام أطلق الرصاصة الأخيرة على الشهيد بحضور الدوري،وقيل أيضا إنَّ صدام أمر بإحراق لحية الشهيد تشفيا، وسمل عينيه، وغرزوا في رأسه مسماراً قبل أن يطلقوا الرصاص عليه)) وطلب من السيد محمد صادق الصدر أن يذهب معهم للدفن ، وبعد أن طلب محمد صادق الصدر أن يرى جثتيهما شاهد محمد باقر الصدر مضرجاً بدمه وآثار التعذيب على كل مكان من وجهه ، وكذلك أخته بنت الهدى، فدفنا في مقبرة وادي السلام بالنجف الأشرف ((تم نقل رفاته رضوان الله عليه مرّتين،وهو الآن بمقبرته الجديدة في النجف الأشرف أيضاً))،والرواية الأقوى أنَّ قبر الشهيدة بنت الهدى لمّايزل مجهولا ، وهي بهذا ؛ ماثلت جدّتها الزهراء البتول (ع) .
 يروي نقيب الأمن خيري سعيد الحيالي .. مايلي :-
 هذه روايتي الحقيقية عن اعتقال رجل الدين محمد باقر الصدر 1980 وإعدامه ودفنه مع أخته بنت الهدى…. أروي شهادتي للتاريخ وللشعب العراقي من خلال “القوة الثالثة” وذلك لمعرفة أسرار حقبة مهمة من تاريخ العراق.
 كنت مفوضاً في الأمن آنذاك مع شقيقي العميد أكرم سعيد الحيالي ” أبو سعد ” مدير أمن محافظة النجف 1977 – 1980 كنت في بيت أخي ” مدير الأمن ” أبو سعد ” في داره الكائنة في دور الإدارة المحلية الملاصقة لبيت المحافظ آنذاك . , وكانت الأحداث تغلي في النجف فطلب مني البقاء مع العائلة لأنه في إنذار دائم ،كان الخميني قد نجح بثورته في إيران وأراد تكرارها بالعراق وهكذا وجه الخميني برقية علنية إلى السيد محمد باقر الصدر بعدم مغادرة العراق والبقاء لاستلام حكم العراق بعد إسقاط البعث وصدام حسين .
 الاعتقال الأول : 25/آذار/1980وتم إرساله إلى بغداد ..
 وقد قامت شقيقته السيدة ” بنت الهدى ” بتهديد الحزب والأمن بأنَّ المظاهرات ستبدأ في الكاظمية والنجف وكربلاء غدا إذا لم يتم إطلاق سراحه ،وفعلا في اليوم الثاني بدأت حشود من المتظاهرين في التجمع ولكن كانت أجهزة الأمن والحزب لهم بالمرصاد فتم اعتقال أكثر من ألفي متظاهر .
 وبدأت المحافظات الشيعية تغلي وتفور لإطلاق سراحه و بتحريض قوي ومنظم من شقيقته، وبناءا على هذا وخوفا من المشاكل أمر فاضل البراك مدير الأمن العام بإطلاق سراحه وإعادته إلى النجف ،الصدر في دار المقمقاني كان يسكن خلف مدرسة الخوئي وبعد إعادته انقلبت إلى داره جموع المهنئين وتوافد الآلاف من جميع المحافظات ووقع هرج ومرج أكبر مما يتوقع .
 الاعتقال الثاني ونهايته :
 اتصل شقيقي مدير أمن النجف العميد أكرم سعيد الحيالي بالسيد مدير الأمن العام  على ضوء طلب من الأخير، واستلم أمراً من سيادته باعتقال السيد الصدر مجددا وهذه المرأة، أي اعتقال شقيقته ” بنت الهدى ” وإرسالهما إلى بغداد،وهكذا ؛ وفي يوم 5 من شهر نيسان  من عام 1980 ذهبت مصاحباً  إلى شقيقي وخوفاً على حياته مع مفارز أمنية إلى دار” المقمقاني ” مع النقيب شاكر ” أبو شيماء ” وتم اعتقال السيد محمد باقر الصدر وشقيقته السيدة بنت الهدى، وذهبنا بهم إلى مديرية أمن النجف ! وتحرّكت أكثر من 10 سيارات أمنية وبما فيهم مدير الأمن إلى بغداد الأمن العامة !
 حقيقة ؛ إنني لم أذهب معهم لأنني بقيت في النجف مع عائلة أبو سعد لخطورة الموقف , وقد حدثني شقيقي مدير الأمن بالتفاصيل التالية نقلا عنه :
 وصلنا إلى الأمن العامة ،وكان بانتظارنا العقيد سعدون مدير الشعبة 5 وتم وضعهما في إحدى غرف المديرية !! وتم إعلام السيد مدير الأمن العام ” فاضل البراك ” وتم التحقيق معهما وقد حوسب السيد الصدر عن أسباب قيامه بتثوير الشيعة ،فأجابهم إنه شخصيا لم يقبل منهم هذا وأنه غير مسؤول , وان الأحداث كانت تلقائية وعفوية , فسئل عن علاقته بالخميني وهل جاءت له أي أوامر ! فأجابه إنه قد وردته برقية مفتوحة وانتم تعرفونها ! فسأله العقيد سعدون وأكرم سعيد سوية ” كانا يحققان معه “:
 س – وهل لديكم نية أن تقوموا بإعلان ثورة على غرار إيران ؟
ج – الصدر : لا علم لي بهذا !
العميد سعدون ! س- :وهل تعتقدون إنكم ستنجحون ؟؟
 أجاب الصدر – لا أعتقد، فالعراق غير إيران.
 مدير الأمن العام فاضل البراك : يحضر التحقيق وفي هذه الأثناء:
 جاء إلى الشعبة شخصياً مدير الأمن العام فاضل البراك وبدأ يسأله ويصرخ عليه قائلا لقد حذرناك من أسبوعين، فلماذا لم تلتزم هل تريد الموت !؟
 فأجاب الصدر : لم يكن الذنب ذنبي وأي تصرفات أنا لا أوافق عليها , وان الوفود التي جاءت للتبريك فقط ، وأنا ليس لي دخل بهم ولم اطلب مراجعتهم لي.
 فاضل البراك : هل أنت تقود حزب الدعوة العميل ؟
الصدر : حزب الدعوة حزب يعمل الآن بإمرة إيران وخارج سيطرتي.
 البراك : هل تريد أن تصبح رئيس جمهورية العراق الإسلامية ؟؟
 الصدر : مولانا ليس لدي هكذا نية وما يريده الخميني في برقيته لا أوافق عليه .
 البراك : الست أنت عربيا !!؟؟ ولماذا يقودك هذا العجمي الخميني ؟
الصدر : أنا عربي وأرفض أن يقودني فارسي أو تركي .
البراك : إذا تم إطلاق سراحك وإعادتك إلى النجف فهل تعدني بعدم استقبال أو تحريك احد ؟
الصدر : أعدك بهذا.
 البراك : أكتب بيان بهذا إلى الناس بشجب برقية الخميني باعتبارها تدخلا في شؤون العراق.
 الصدر : إني مستعد لكتابة هذا فقدم له العميد سعدون ورقة بيضاء فكتب بها شيء من هذا القبيل ولكنه قال إنني لا احمل ” المهر ” للتوقيع فقام العميد سعدون بتبصيمه .
 البراك : سوف اتصل بالسيد الرئيس صدام حسين وسنجري اللازم !
 الإعدام في غرفة العميد سعدون في الشعبة الخامسة ؟
اليوم الثاني:جاءت الأوامر مباشرة من صدام حسين بإعدام الصدر وأخته في مبنى الأمن العام ،وقد تم التنفيذ من قبل النقيب شاكر ” أبو شيماء ” والعميد سعدون بإطلاقات من مسدس كاتم للصوت، كل منهما بطلقة في رأسه ، وقد سألت أخي العميد أكرم سعيد ألا تخافون أن تنقلب الدنيا ! عليكم؟
 فأجاب إنَّ رأي الرئيس صدام ومدير الأمن العام إنَّ أحداً من الشيعة في العراق لن يصدق إنه تم إعدامهما، بل الناس سوف تنتظر إلى أن تملّ وتكلّ وتسكت !
 الجثث والدفن :
 بعد ليلتين فقط من اعتقالهما عادت جثتهما ! وقد قام النقيب شاكر ” أبو شيماء ” وبمعيته اثنين من شرطة الأمن ” محسن و حمودي ” وكانا يعملان في الشعبة الخامسة في أمن النجف التي يترأسها النقيب شاكر وهذان الشرطيان أهلهما من الدفانة في النجف وهم معروفين فيها .
وقد أخذا الجثتين إلى ” مقبرة النجف والتي يسمونها ” وادي السلام ” وتم دفنهما من قبل الثلاثة ليلا !!
 وهكذا طويت صفحة الصدر وأخته بنت الهدى !
ولم يعلم أحد بما جرى بهما .
 فهناك من يقول إنهما معتقلان ، وآخر يقول إنهما معدومان ، وبين مصدق ومكذب ضاعت الحقيقة .
 ملاحظة: في أحداث 1991 وبعد سقوط النجف بأيد أعوان إيران وكان يقودهما الحاكم العسكري للنجف السيد عبد المجيد الخوئي ووشقيقه السيد إبراهيم الخوئي وهو صاحب محل لبيع القماش في السوق الكبير إلا أنهما بسقوط النجف وهروب الأجهزة الأمنية خلا الجو لهما وبدأ بمحاكمات واعتقالات فقتل جمع غفير ومن ضمنهما الشرطيان اللذان دفنا جثتي الصدر وأخته بنت الهدى وهما رأس عرفاء الأمن محسن ورأس عرفاء الأمن حمودي وقد أشاع  البعض من المغالين انه تم العثور على قبري الصدر وأخته بنت الهدى وانه بعد 23 عام تم استخراج جثتهما وكانت تفوح عطرا ولم يأكلهما الدود !!!
هذا ما أعرف ؛ والله على ما أقول شهيد ! … انتهى كلام النقيب خيري الحيالي .

والحالة هذه ؛ فالرواية التاريخية تظهر حقيقة المأساة على لسان شهود ميدانيين ، كانوا يشاهدون أحداث الجريمة بأمِّ أعينهم ، فروتها ضمائرهم ، لأن الضمير يؤنب الناس الذين يحرصون على تدوين أحداث التاريخ .

 صدام حسين (القاتل) ؛ تعلق كالجرذ الأجرب بحبل مشنقة الجماهير ، بينما ؛ حملت منصات عظماء العالم تمثالَ (المقتول) السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رض) .. ليس في شارع مطار بغداد الدولي ، ولا في شوارع العاصمة الإيرانية طهران حسب ، بل ؛ في قلب العاصمة الروسية موسكو ، وستخلده عواصم الدنيا التي تدرك العرفان والوفاء لعظماء الدنيا ومفكريها الخالدين، وليخسأ الخاسئون !

 محمد باقر الصدر (رض) ؛ الذي ضحى بحياته الثمينة النافعة المفيدة المعطاءة ( فهو ليس عابر سبيل على تاريخ البشر) إنه محمد باقر الصدر .. الفيلسوف .. عبقري القرن العشرين .. المجاهد .. الثائر .. مجدد حياة الأمّة الإسلامية .. المصلح البشري الخلاق .
فهل الجماهير العراقية اليوم ، التي مات من أجلها السيد محمد باقر الصدر تستحق الحياة بعده؟!!!
هل أوفت الجماهير الأقوى من الطغاة ، أم هي الجماهير التي تاجرت بدمه الشريف لأجل بلوغ هرم السلطة ؟!!!
إذا كان الجواب : نعم أوفت ؛ فنحمد الله ، وإنَّ الله لا يُخدعُ في حقه !
أما إذا كان الجواب : كلا ؛ فروسيا أحقّ بمحمد باقر الصدر إذن !

***
(1)ميعاد النواس ـ f.b
(2)جريدة البيان ـ
العدد 1355 – 27/2/2014(جريدة البيان ذكرت أن بتاريخ 10/12/2013 تم رفع الستار عن النصب)
(3)وكالة أنباء التقريب الإيرانية
(4)وكالة السديم الإخبارية
(5) وكالة البريق الإخبارية عدد13/تشرين2/2013