10 أبريل، 2024 10:32 م
Search
Close this search box.

لماذا تتراجع السياسة التركمانية باستمرار ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

عانى التركمان ومنذ عشرات السنين اشد أنواع التهميش والإقصاء ، واستمر الحال خلال جميع الحكومات المتعاقبة وصولا لنكبة الاحتلال الأمريكي غير الشرعي وغير الأخلاقي سنة2003 والذي بسببه ذهب الآلاف من الشعب العراقي ضحية ذلك. لكن بعد هذا التاريخ استبشرنا – نحن التركمان – خيرا عسى ان يكون زمن الظلم والتهميش قد ولى واننا سنشارك جميع العراقيين الحقوق والواجبات بصورة متساوية. لكن على ما يبدو ان النحس يلازمنا دائما ولا يريد مفارقتنا .لذلك علينا معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى استمرار هذا التهميش والتراجع بالرغم من اننا نُعتبر القومية الرئيسية الثالثة على مستوى العراق والثانية في محافظة نينوى تحديدا.
إذا هناك خللٌ في مكان ما ويجب ان نشخص موطن ذلك الخلل عسى ان نستفيد ونصحح ما فاتنا ،وان نضع القطار على سكته بصورة صحيحة ،وان نرسم مساراً للسياسة التركمانية القادمة كما يرسم الآخرون سياساتهم ،وكذلك علينا أيضا ان نستفيد من تجارب الآخرين وان نسخرها لصالحنا . وبصراحة أقول : ليس الآخرون فقط من يسعون إلى تهميش حقوقنا لكن هناك من التركمان أنفسهم – مع الأسف الشديد – من يسعى ويخطط لذلك اذ نرى من يحاول جاهدا شق الصف التركماني من داخله وهذه هي الطامة الكبرى. فإننا فقدنا في الأمس الكثير من حقوقنا بسبب ذلك فعليه يجب ان لا يتكرر هذا السيناريو من جديد .
ومن أبرز خسائرنا عدم حصولنا على مقاعد في مجلس محافظة نينوى سنة2009 بسبب أخطاء كانت متعمدة من البعض على الرغم من اننا القومية الثانية في هذه المحافظة كما أسلفت سابقا ،وكان بالإمكان الحصول على تلك المقاعد لولا تعمد (وضع العقدة في المنشار) كما يقال من قبل البعض لصالح أطراف كانت لا تريد للتركمان خيرا آنذاك ، وبعد تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في نينوى هناك شكوك أيضا بان التركمان لن يستطيعوا تحقيق نتائج طيبة في هذه الانتخابات بسبب إحباط التركمان في نينوى من سوء التصرفات السابقة للبعض ، لكن ومن حسن حظنا ان الانتخابات قد تأجلت في نينوى (عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم) كي يراجع من بيده زمام أمور التركمان اليوم نفسه وان يستعد ويسخر كافة إمكاناته لخوض المعركة الانتخابية القادمة لا سيما وانها فرصة لن تتكرر إلا بعد أربع سنوات أخرى فإذا لم نستطع تحقيق مقاعد تتناسب مع حجمنا كتركمان في نينوى فعلى جميع المسؤولين تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية بشكل تام أمام الشعب التركماني ولا اعذار لهم نهائيا فهم من رسموا الخارطة الانتخابية السابقة والحالية وعليهم الاعتراف بفشلهم لأنهم كانوا جزءاً من الانتخابات الماضية أيضا. فالتاريخ سجل في صفحاته السوداء في الأمس القريب من أساؤوا للشعب التركماني في هذه المناطق وهو بانتظار أسماء جديدة .
وكيلا ابتعد عن أصل الموضوع كثيرا أجد نفسي في حيرة من أمري عندما أحاول أن أجد إجابات مقنعة عن تساؤلات تدور في ذهني للخروج من عنق الزجاجة التي نحن فيها.
هل نحن بحاجة لتغيير القادة التركمان الحاليين لأنهم غير مؤهلين لقيادة هذه المرحلة الحرجة ؟ ولأنهم لم يستطيعوا فهم اللعبة السياسية بصورة صحيحة !! وان هناك قصوراً سياسياً في عملهم !! ام ان الخلل في المؤتمرات التركمانية التي تغير القادة التركمان بين الحين والآخر بصورة ضبابية ؟ ام ان هناك أمور مخفية غير مرئية هي السبب في تراجع السياسة التركمانية ؟ أم ان للشعب التركماني دور في كل هذا التراجع…الخ . ومن يقول ان هناك انجازات قد تحققت خلال السنوات العشر الماضية أقول : نعم. لكنها خجولة ولا تستحق الذكر ولا ترتقي إلى مستوى طموحنا مقارنة بالتضحيات الكبيرة بالإضافة إلى اننا القومية الرئيسية الثالثة في العراق كما ندعي .
 
وأخيرا إذا لم نجد حلولا سريعة ونقف عند أسباب تراجعنا – نحن التركمان – بهذا الشكل المخيف فالقادم من الأيام سيكون أعقد وأسوأ وأصعب وسنجد أنفسنا في مهب الريح وسننصهر بين القوميات الأخرى وبدلا من ان نكون في عنق الزجاجة سنسقط بداخلها وهذا ما يريده البعض، وإذا كنا اليوم نقول اننا ثالث قومية في العراق فغدا لن نجد لنا مكانا بين القوميات الأخرى إلا إذا صححنا المسار من خلال الوقوف أمام المرآة ووضع النقاط على الحروف واتجهنا نحو الهدف بصورة أدق..ويبقى السؤال لماذا تتراجع السياسة التركمانية باستمرار؟…والله الموفق.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب