ايران هذا البعبع الكبير اخذت ( الارضة ) تنخر في مفاصلها و هي في طريقها للزوال الابدي وسيتحول الفرس الى اقليات مذمومة حسب توزيعهم الجغرافي في بقاع القوميات الايرانية وستنحسر اراضي الفرس الى مجاور بحر قزوين موطنهم الاصلي .. فلماذا ؟
صحيح ان احتياطي ايران من البترول يعد اكثر مما موجود في العراق لكن مالفائدة من بترول تحت الارض لا تستطيع تطوير استخراجه بسبب الديون الخارجية و انحطاط اسعار البترول العالمية لذلك فانها ايضا لن تستطيع ان تنافس المنتجين وتسرق زبائنهم بسبب عدم قدرتها تقديم اسعار مغرية لهم .وصحيح ان الاتفاق النووي قد رفع القيد عن بعض اموال ايران المحجوزة الا اني اشك في ان الحجز على باقي الاموال او رفع العقوبات بصورة نهائية في طريقها للتنفيذ بصورة سلسة وانما من المرجح ان يتم الافراج عن اموالها شيئا فشيئا بحيث لا تستطيع من خلاله استغلال هذه الاموال لعمل عسكري او زيادة نشاطها التوسعي وكسب عرب اذلاء عبيد لها مستقبلا .
لقد قامرت ايران وسعت بكل عزمها للتوغل في العراق الذي تعتبره بنك التمويل والاحتياطي للخزين الايراني وتم لها ما ارادت بواسطة عبيدها وعملائها الذين ينظرون الى حالتهم بانها نصر للمظلومية التي ضحك عليهم بها الفرس طوال القرون السابقة حتى جائتهم هذه الفرصة الا ان الحصار وتضارب المصالح ادى لظهور تذمر شعبي وبدأ الجميع يفكر بصوت عال ويسال ما مصلحة العراقيين من كل هذه التضحيات التي يقدموها في سبيل علو ايران ؟!لذلك فانها ستفتقد الممول الرئيسي والذي جعلها تقاوم طوال فترة الحصار الدولي لا سيما وان شعبها يعاني من فقر مدقق فلا خدمات ولا نهضة و لا رفاهية تأتي من ثرواتها المهدورة في سبيل التوسع الفارسي المختل .
والسبب الاخر رغم اني اضع علامات استفهام كثيرة على وجود داعش والكلام عن مشاركة امريكية ايرانية مشتركة ادت الى انتاج هذا الفصيل (الدولة ) الا انها سيف ذو حدين ففي الوقت الذي كان وجود داعش سببا ومبررا للفرس من اجل الاستمرار في تفريس المنطقة وتشييعها تشييع الذليل التابع لها الا ان زخم المقاتلين وتدفقهم وتنوع ثقافاتهم اجبر هذا الفصيل الى انتهاج سياسات ضد مصالح الامريكان والفرس والدليل على ذلك هو ظهور الصراعات بين قيادات هذا التنظيم ومجاميعهم وانشقاق البعض منهم .. خلاصة هذا الفاصل هو وجود تنظيم عسكري يؤذي وينتقم بلا رحمة وباسلوب ربما يزيد عن اجرام الفرس مما يشكل تهديدا وجبهة واسعة ضد الفرس في حالة نشوب اي حرب ..
السبب الاخر الملاحظ وهو ان سيطرة ايران على المرجعيات الشيعية و وزارات العراق اخذ بالتفكك وبدئنا نرى مرجع تابعي شديد لخامنئي وهو يتناطح معه ندا للند وتعدى ذلك بتوجيه انتقادات لوجود قاسمي في العراق ودوره الذي الغى أحيانا وجود المرجعيات وجرى التخلص من وكلائه في دوائر الدولة ايضا .. لقد حقن الشباب العراقي المتذمرحقنة الشجاعة مراجع الشيعة ورئيس وزرائهم بعد ان احسوا في الخطر الذي بدا يتنامى من قبل المرجعيات العربية الشيعية ضد استفراد الفرس بالهيمنة وحصولهم على حصة الاسد من اموال العراق لذلك فقد تجرؤوا وبدؤوا يخرجون من مساق الطوعية والاتباع وهذا ما سيشكل انقسامات تؤدي الى خلخلة في تماسك جبهتها القتالية .
الملاحظة الواضحة الاخرى وهي تزايد خسائر الفرس في مستعمراتهم المفترضة في الوطن العربي فها نحن نرى التذمر على اوجه في لبنان وان الهالة التي كونها (حزب الله ) بدأت بالخمول واصبح التذمر يملأ الشوارع احتجاجا , كما و ان اضطرار سفيرها لمغادرة صنعاء يعد بداية لهزيمتها في اليمن والقضاء على اتباعهم الحوثيين و صالح .
أهم مسألة في كل ما ذكر هو تفكك الجبهة الداخلية فلقد عانت القوميات الغير فارسية من بطش واستفراد الفرس في الحكم والمصالح وبدأنا نرى بصيص نور ثورات تحررية انفصالية من هيمنة الفرس وازدياد الاعمال العسكرية ضد حرس خميني ومنشات الدولة تغذيها دول خليجية واكراد العراق وتركيا وكل الحاقدين على الفرس .. كذلك وان الفارسي المعروف بحبه للمتعة والانشراح في ملذات الحياة قد مل هذه الثورة الخمينية وحالة الكاّبة التي تعيشها ايران ولذلك فلن يألوا جهدا في عدم مناصرتها بل والانقلاب عليها .
لذلك اختم وباختصار واقول ان ايران لن تستجري ان تخوض حربا جديدة مع العرب و لا حتى مع دولة صغيرة مثل الامارات حتى وان امتلكت قنبلة نووية فيكفي ثلاث صواريخ باليستية تسقط يوميا على طهران او مدنها الرئيسية حتى يثور شعبها المتعدد القوميات على اتباع خميني وتنطلق شعلة الحرية لبقية القوميات التي يحتلها الفرس رغم انها مسبقا بدأت تسعى بهذا الجانب.