في جلسة عائلية انبرى أحد ابنائي وهو أصغرهم عمرا، ما زال في السنة الأخيرة من الدراسة الإعدادية، ليقول لي ابي خطية تارة فارس! ليس لهم الحق بقتلها، سألته ومن الذي قتلها؟ قال ايا كان، انها انسانة، ليس لغير ربها الحق بمحاسبتها.
نظرت له نظرة اعجاب واكبار، لأنه عرف ان يميز ما للباري من حق على الانسان، وما للإنسان من حقوق على الاخرين، واعجبت به أكثر حينما لم يتهم أحد بالقتل، ترك الامر الى عالم العالم بالغيب، ليؤيده بعض الحاضرين في الجلسة، مقابل سكوت بعض اخر بانتظار رأيي اشخصي، لاعتبارات عائلية منها؛ عدم إعطاء رأي فبل رأي الوالد، او قد يكون السكوت لمعرفة رأي الاب كي لا تكون هناك مجادلات واختلافات بوجهات النظر.
تارة فارس، وقبلها الناشطة الدكتورة سعاد العلي في البصرة، وقبلها الشاب كرار رحمهم الله، والاختيار الممنهج والمدروس، قد يكون لكل حادث قتل له حسابات خاصة، لكن بالمحصلة النهائية ان اغلب الاغتيالات تقع في مدينة بغداد، والمحافظات الجنوبية لتوهم الرأي العام المحلي والعالمي ان الاتهام موجه الى بعض القوى السياسية الدينية، سيما المشتركة بالحشد الشعبي، لينقلوا رسالة الى العالم بان الاتجاه الديني، ومنهم الحشد الشعبي ما هو الا مجموعة قتلة تسلطوا على رقاب الناس، ويجب على المجتمع ان يجبرهم على الخروج من الحياة العامة والسياسية، والهيكلة وهذا الراي نابع من خلفيات سياسية دولية وإقليمه.
رسالة الى من يتهم الإسلام والإسلاميين، بالقتل نقول لهم ان الدين الإسلامي دين الرحمة والأخلاق، والتسامح والعطف لادين القتل والتهجير.