23 ديسمبر، 2024 6:50 ص

لماذا تؤيد روسيا فوز ترامب ؟

لماذا تؤيد روسيا فوز ترامب ؟

لايختلف اثنين على إن فوز دونالد ترامب ، بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، شكل مفاجئة وصدمة لكل العالم، وسط توقعات مسبقة من كل مراكز البحوث واستبياناتها بهزيمته.
لقد تعدت التوقعات إلى رغبات حقيقية أبدتها كل دول العالم بفوز هيلاري كلنتون في انتخابات الرئاسة، باستثناء روسيا، وهذا الموقف اخذ لغط كبير قبل يوم الاقتراع ، حول تدخل روسيا في دعم دونالد ترامب ،وعبرت روسيا بشكل مباشر ورسمي وعلى لسان رئيسها بوتين ، في دعمها لفوز ترامب.
السؤال الذي ينبغي طرحه، هو لماذا دعمت روسيا ترامب  الجمهوري على حساب هيلاري الديمقراطية ؟
للإجابة ربما نحتاج إلى قراءة في بيانات كل حزب وتوجهاته في السياسة الخارجية  الأمريكية،وببساطة معلومة لدى جميع المراقبين نجد ان الجمهوريين يحاربون ويسعون لخلق أزمات دولية يصطادون فيها خصومهم، ويثقلون ميزانياتهم بالعجز والديون ،أما الديمقراطيون فهم رجال مطافئ الحروب التي يشعلها الجمهوريين، وهم الذين يسعون لترميم الاقتصاد الأمريكي وخلق فرص العمل ، واستخدام الدبلوماسية الناعمة في حل المشاكل الدولية .
روسيا اختلفت مع المجتمع الدولي في دعم المرشح ترامب الجمهوري، واختلفت مع أهم حلفائها في المنطقة ، إيران ، بعد أن حققت الأخيرة مكاسب مهمة في مفاوضاتها حول البرنامج النووي ، واتفاقها الناجح بفضل الديمقراطيين .
تعرضت روسيا لاسؤا حصار في زمن الديمقراطيين ، بعد تدخلها في أوكرانيا ، واستعادة جزيرة القرم ، واشتركت أوربا في هذا الحصار أيضا، دون أي تدخل عسكري مباشر من قبل الولايات المتحدة الأميركية أو حلف الناتو بشكل عام .
يعتقد الروس وبعد أن درسوا وحللوا شخصية ترامب المصارع السابق ، والملياردير المجنون ، والذي لايهتم للشؤون الخارجية بقدر فهمه لحركة المال والعقارات ، انه قادر على تدمير أميركا وبشكل ذاتي ، بعد أن يزجها في حروب وصراعات ستفضي لامحالة إلى كوارث كونية ، بعيدا عنها ، وبالتالي ستنتقم روسيا من الولايات المتحدة الأمريكية ، التي حطمت في يوم ما الاتحاد السوفيتي السابق دون أن تطلق رصاصة واحدة تجاهه، وهكذا وحسب هذه الفرضية ، ستصبح  روسيا زعيمة للعالم كله ، وتعود الولايات المتحدة إلى الظل كما كانت قبل أكثر من 70 عام بعد تبادل الادوار.