نِهايةُ كُلِّ عامٍ تَشتَدُّ بُرودةُ الجَو, يَنزِلُ المَطر, يستعدُّ الناس للعامِ الجَديد, رأسُ سَنةٍ جَديدةٍ, يُخَطِطُ لها كُل مَن كان ذو عقليةٍ اقتصادية, لتَفادي الأزمات, يَحدِثُ ذلكَ على نِطاق أُسَرٍ أو شركاتٍ صغيره.
أما عِندَ غَيرنا من الدُوَل, فَهُناكَ جَيشٌ من الخُبَراء الاقتصاديين؛ الّذين من واجبهم, وَضْعَ أسسٍ متينةٍ للبِناء والاستثمار, لتِسيير أمورِ الدولة, قد تكون الخطط خمسيه أو أكثر, حسب موارد ومشاريع تلك الدول.
أما في عراقِنا الجَديد, تَتَقَدَّمِ الحكومة, بموازنة سنوية أحاديةِ المورِد, تِعتَمد على ما يُنتَجُ مِن النِفط, تُقَسم فيها على الاحتياجات وتسيير الأمور.
حالُ موازنتِنا ليس ببعيدٍ عن التوافق والمناكفات المزلزلة.
إضافة إلى أن الحكومة الاتحادية, قد وعدت بعض المحافظات, بامتيازات أثناء دعايتها الانتخابية لبعض المحافظات, خصوصا المنتجة للنفط, كالبصرة وميسان.
لقد كانتِ الميزانياتُ السابقة, تُستقطَعُ للمحافظاتِ المنتجةِ للنِفط, مبلغ بترو دولار واحدٍ, لكل برميل يَخرجُ من جَوفِ أرضها, يُستعمل تَحتَ بابِ تنميةِ الأقاليم.
استبشر أهالي ثغر العراق ومدينةُ الأهوار والجهاد خيرا, فقد تم التخطيطُ من مجالسِ هذه المحافظات للمشاريع, منتظرين إقرار الموازنة يتيمة الموارد, حسب الوعود الحكومية بزيادة التخصيصات إلى خمسة دولارات عن كل برميل.
أرسلت الحكومة الموازنة للبرلمان, لكي تناقش للمصادقة عليها, متأخرة كعادتها في كل عام, نقول الحمد لله على كل حال, وكل تأخير به خير كما يقال.
يُفاجأ البرلمان أن الموازنة لم تدرج بها الوعود!؟ هل هو سهو أم تعمد أو هو قلة خبرة؟ لا نعلم!
الذي نعلمه إن وعد الحُرِ دَينْ.
بدأت أزمة ما بين أصحاب الحق وأهل الوعود, لا ندري ما ستؤول إليه النتائج, فالأزمة هذه المرة خانقة للجميع, حيث أن الموازنة تعني رواتب الموظفين, استثمار وتنميه, صحة وتربية وإعمار, كل ذلك على كّفِّ عفريت.
نحن بدأنا العام الجديد؛ بدل أن تبرد الأزمات, لحسم فصل الشتاء السياسي, نرى حرارة من المهاترات, ما بين الوعود والصراعات,
على ما يبدو إن نسيان الوعود أصبح سمةً للواعدين, ولكي لا نسيء الظن ونقول الكذب, فالكذب مفتاح لكل مفسده, فهل بقي وقت لتغيير السيرة؟ أم انه لا بد من تبديل شامل؟
[email protected]