وكأنني صدى يخرج من فتحات متناثرة بلا صوت مسموع ، أو كطائر فقد عشه في ليلة إشتد بها الريح في يوم عاصف فراح يلتمس مكانا لايدري أين هو تحديدا ، قد يكون الخيال واقعا لامحالة في زمن يفتري علينا ويسقينا سما زعافا نكرعه بلا هوادة ، ولكن الخيال مايلبث أن يتلاشى مع حفنة هواء حائرة تطرق أبواب الفضاء اللامتناهي ، أنها لعبة غريبة كتلك التي يلهو بها السكارى بين أروقة المعابد المغطاة بالشمع الأحمر والقرمزي .. هكذ هي الدنيا أيها السادة صاعدة تارة ونازلة تارة أخرى ، تلقي بنا بين أنيابها ثم تلفظنا وكأنها تكرمت علينا بعدم الاستساغة والقبول ! ! وفي عبرات أخرى تتبادر الينا مكنونات لانعرف من أين جاءت ولا من أين أنطلقت ، ويبقى الصدى هوهو بلا صوت مسموع اللهم سوى أنين متقطع يخرج من بين ثقوب تناثرت هي الآخرى ، ولكن دون علم منها ، فأختلط الأمر حابله بنابله تاركا زمام البعير يتشحط بدم البدوي المسكين !
اليوم هو الخامس والعشرون بعد المائة الثانية من ولادة المهتوك عشقا وشبقا ، وهذه المتهالك المتهتك لايدري أين يولي وجهه ، هل سيكون شطر الوادي الملئ بالأفاعي أم سيموت هناك كما مات الذين من قبل ، لكن الذين ماتوا كانوا يخجلون شيئا فشيئا حتى تواروا بالحجاب البعيد ، وهناك من يبتغي لهو الحديث ويعلن عن مسراته تباعا ثم يبحث عن يوم يصنع فيه إلها من التمر يأكله حينما يصاب بسغب شديد ، أعرف ان اللاهثين خلفي يدركون معنى السغب الذي يقصده الشاعر يومئذِ فقال : ومدعي الشبع قد أودى به السغب ُ ، ولكن ما هي العلاقة الجدلية بين السغب والصدى ؟ هذا ما يمكنكم الإجابة عنه في المسلسل ( البايخ ) الذي تدور أحداثه في عالمنا العربي . زعامات وحكومات نزعت عنها ثوب الحياء وتسربلت بخلق العار والشنار ، يفضون الأبكار ويدعون الثيبات يتشحطن بعنوستهن من وراء جدر ، فلم يجدن بديلا سوى اللهو بين الحارات والعشوائيات المشيدة في زمن الديمقراطيات المسلفنه بالآيس كريم الأميركي والفرنسي ، وشتان ما بينهما من فراغ يكسوه زغب وثير ، تبقى مسألة واحدة وفق نظريتي الشخصية ، لكنها تتعلق برجل فقير يعشق ملكة البحور فذهب يطلب يدها من ابيها إلا أن الأب رفض ذلك ووجه له تهمة الأرهاب والتطاول على الأسياد وتلك جريمة يعاقب عليها قانون الأحوال الشخصية بالتفريق ما بين الرأس والجسد !! طوبى لكم أيها الحثالات ، وطوبى (( للفنانين )) وهم يحتضنون (( الفنانات )) بدعوى التمثيل ، وطوبى للمتصابين الذين يحسبون أنهم صغار على الأجساد المفعمة بالحرير . اللعنة على المتاجرين بالآيس كريم والبوظة وشربت الزبيب للحاج زباله ، لن نلبث بعيدا ننتظر الفرج من بين طيات أدراج مكاتب السادة الوزراء ورئيسهم الغافي وسط البسكوت المحشي بالمصارين البشرية .. أنها ساعة الفصل وما هي بالهزل ويا ويلكم ايها العرب من شر قد أقترب ..
والسؤال الملح الذي يطرح نفسه مرارا وتكرارا : لماذا تحول البلد من وطن للجميع الى وطن للأحزاب والميليشيات الوقحة والمؤدبة ؟ فبعد أن كنا اسياد أنفسنا أصبحنا عبيدا لمن لايستحق أن يكون مملوكا ؟ هل يكمن الخطأ فينا كشعب أم كمواطنين سرقنا بلدنا بدعوى ملكيته إلى آل صدام وعشيرته من الأقربين والأبعدين ؟ طيب لنسلم جدلا أننا أذنبنا وعبدنا الإله بوذا وسنحاريب ؛ أليس من عفو ( عام ) يشملنا وينقذنا من 4 إرهاب ، أم أن الأمر متعلق برغبة ( الولي الفقيه ) دامت بركاته وبركات سلفه مثلما دام ظلهم الوارف ؟ .. بالأمس كنت أستمع إليك أيها الزميل أنور الحمداني
وأنت تدعو الناس لمؤازرة المشردين من أهل نينوى – التي كانت نينوى – لكنك نسيت أنها أصبحت نينوى ستان تنفيذا لرغبة جيش القدس والذي لاعلاقة له بالقدس أصلا إنما ( لتحرير ) مدن العرب ( السنة ) وإلحاقها بدولة إسماعيل شاه الصفوي ، فلا تذهب نفسك حسرات عليهم ، وببساطة شديدة جدا الأمر لايعني أحدا ، والألم لايعني أحدا .. أنه الحلم الفارسي يا أخ أنور ، ذلك الحلم الذي إنتزعه إبن الخطاب من براثنهم بعد أن أشبعوه نوما بين أحضانهم .. هنيئا لك ياعم خامنئي ، أو بالأحرى يا نائب الإمام المختفي . فالغباء موهبة في بلد يعج ويضج بالمواكب الثابتة والمتنقلة وبما لذ وطاب من أطعمة وشرابات معطرة بالهيل الفارسي المقدس .. فمن نحن ياترى ؟ سؤال أتركه للأحزاب بزعامة المقدام عمار قارورة وهادي العامري ، وكافة المتعففين من المجلس ( الأعلى ) والأدنى مضافا إليه حزب الدعوة ( الأسلامية ) وتفرعاته ، و ( للحاج القائد ) مقتدى ابن محمد محمد الصدر وأتباعه من مطلقي اللحى دون الشوارب .. سنبقى نردد : حي على الإصلاح ثم نسرق الملايين فنهرب بها الى جهة مجهولة .. أغاية الدين أن تحفوا شواربكم – يا أمة ضحكت من جهلها الأممُ .. وكل عام وأنتم بخير .