23 ديسمبر، 2024 12:49 ص

لماذا انتكست ثورة تشرين

لماذا انتكست ثورة تشرين

نقول انتكست تجنبا من قول فشلت او سقطت ….فلو سلمنا ان نطلق على انتفاضة تشرين انها ثوره .وحتى لايكون العنوان موضع خلاف لنتفق على انها ثوره ..رغم ان الثوره لها شروطها ومقوماتها التي تقوم عليها..في حين ماجرى جاء …
.عندما وصلت معاناة الناس الى حد لايمكن تحمله فخرجت من صمتها للشارع لتعبر عن مدى مظلوميتها …على الرغم من ان خروجها هذا لم يكن الاول بل سبقه خروج للشارع عدة مرات .تم تحجيمه والى فشله ..نتيجةالاتصال بالاصوات العاليه التي كانت في هذه التظاهرات والتي يطلق عليها قادة او منظمي المظاهرات …….ليس جميعهم جميعهم بل اغلبهم ….فتم اغرائهم بوظائف ومراكز وووووو وما شابه ذلك فتخلوا عن دورهم واصطفوا مع السلطه والحكومه….
الى ان جاءت مظاهرات تشرين .
الملف للنظر انها كانت بلا قياده في باديء الامر…مجرد انتفاضه شعبيه رافضه لواقع مرير لذلك لاقت نجاح واسع وتعاطف على كافة طبقات المجتمع لكون اانها كانت معبره عن معاناة شعب بمختلف طبقاته …رغم ان الطبقات المهمشه والمظلومه هي المبادره والمنتفضه
التفت حولها طبقات المجتمع الاخرى ….. اما بالمشاركه او التشجيع ماديا ومعنويا
طبعا.لم يروق ذلك لاحزاب السلطه الذي يجري ….شعرت بالحرج والخطر الحقيقي .لا بل خمنت نجاح ( الثوره ) هو نهايتها ……هنا كان لزاما عليها التدخل وبكل قوه لانها مسألة حياة او موت
كيفية التدخل اختلف من منطقه الى اخرى ومن محافظة الى اخرى تبعا لنفوذ الاحزاب في المناطق المختلفه
فتم دس العناصر المواليه بخيم زرعت بين خيم المتظاهرين …هذه الخيم المشبوهه قامت باعمال كثيره مشوهه للانتفاضه ..رقص وغناء .وشرب وعربده واعتداء ومسائل لا اخلاقيه ..ساهمت بنفور المساندين المتابعين عن بعد
مما ادى الى منع البعض لابنائهم او مراقبتهم او مرافقتهم وووو…هنا انتبهت الاحزاب للوضع المحرج والمتنامي فكان لزاما عليها التدخل بقوه
و
القيام بفعاليات بتحريض الشباب الغاضب بحرق المقرات الحزبيه والاعتداء على كوادرها وقتلهم ان لزم الامر ..مما لاشك فيه ان الشباب الغاضب تصرف عندها بعاطفه ونفذ الخطه باتقان نيابة عن المخطط الرئيسي
عندها بدأت المرحله التاليه …تمكين اشخاص متهورين منبوذين باسماء سوقيه وجعل هذه الاسماء كلمتهم الكلمى العليا وتسليط الاعلام عليهم وتزاحم القنوات الحزبيه على اللقاء بهم …..لا بل وصل الامر استقابله من من اعلى قيادات وسلطات البلد فاستقبال مايسمى ب((الترتري )) من قبل رئيس اعلى سلطه تشريعيه رقابيه رساله ..ناهيك عن استقطاب بعض النفوس الضعيفه من ما يسمى بال((القاده)) لمناصب حكوميه عليا وصلت كمستشارين في مجلس الوزراء ..في الجانب الاخر سربت التعليمات للاخرين الذي تم استمالتهم بالحرق والتخريب والاعتداء على الممتلكات العامه والخاصه..فخلق تذمر من اقرب المؤيدين والساندين
عندها نزلت القوات الامنيه الخاصه باعتقال من يجب اعتقاله وتغيب من يجب تغيبه …وحدث هذا على شكل هزات كانت مؤلمه يذهب ضحيتها شباب ابرياء نيتهم صادقه بالخروج على السلطه طلبا للاصلاح ومحاربة الفساد المستشري في حين عملاء الاحزاب في مأمن وعلم مسبق ..او اخبار بعدم التواجد بهكذا طلعات امنيه
هرب من هرب ورجع الى اهله من رجع ..بعد اتفاق هزيل مع السلطه بتنفيذ المطالب ورفعت خيم الاعتصامات واصبح القاده الوهميين ابطال وطنيين مثلا (((لاستيكه ))) و(((عكروكه)))و (((ضاغطهم))) وباقي الاسماء السوقيه ..اصبح لهم جاه ووجه في الدوائر الحكومه بايعاز مباشر من من السلطه ..واخذ بعض يتدخل بامور لايفقهها ولا يفهمها عطل عمل الكثير من الدوائر وجاء بمدراء لها بايعاز حزبي من بعد باعتبار هذه الاحزاب هي الداعمه له والتي تحميه …كل هذا خلق جو شعبي برفض هكذا تغير وهكذا معارضه ظاهرها شعبي وباطنها حزبي
الى ان بدأت المرحله الاخيره …ودخول بعض الاسماء المحسوبه على ((الثوره)) العمليه السياسيه وتشكيل حركات واحزاب تحالفت سرا مع احزاب السلطه ..التي ورطتها وانسحبت من دعمها فجعلتها وحيدة فريده مكشوفة الغطاء ..لان كلنا يعرف ان الانتخابات تحتاج امكانيات ماليه ضخمه واليات محكمه كي تستميل الناخب له …مما ادى انسحاب بعضها من الانتخابات ليس موقفا بل يقين بالخساره …وبهذه الخطوه اي الانسحاب من الانتخابات طويت اخر صفحه معلنه من معارضه حقيقيه كان امل الناس بها كبير ولكن خبث المقابل اوقعها في وحل الهزيمه