لم تتوفر فرصة لاي حزب اخر مثل ماتوفرت للاحزاب الدينية منذ احتلال العراق لغاية هذه اللحظة , وهي فرصة ذهبية لكلا الطرفين ( السنة والشيعة) , توفر لهم الدعم الجماهيري الذي استند على البعد الطائفي وتوفر لهم المال من خلال ميزانية العراق الضخمة وتوفر لهم كذلك الوقت الكافي , الذي كان من المفروض ان تحقق فيه مكاسب وانجازات للمواطن العراقي
ولكن لم يحصل المواطن على شيء سوى القتل والفساد وضياع المال العام ولم يحصل من الاحزاب الدينية سوى الخطب الرنانة المصبوغة بالدين والوعود الكاذبة , اذ ان المواطن العراقي الفقير ازداد فقرا وازداد مظلومية , ففي ظل ارتفاع الاسعار الغذائية وايجارات السكن بات المواطن الفقير يترحم على الايام الماضية تلك الايام التي كان يحلم فيها ان يتغير النظام القمعي الاستبدادي المجنون بنظام عادل متصالح مع نفسه
وفي ظل حكم هذه الاحزاب تدهور المستوى العلمي لعموم المراحل الدراسية وتفشى الجهل وازدادت مستوى الامية بين طبقات الشعب كافة وصار الخريجين ينخرطون في الجيش والشرطة, جنود يقفون في السيطرات المنتشرة في العراق وشرطة لايعرفون مايفعلون ونسوا دراستهم وصارت شهادات البكلوريوس بمستوى الشهادات الابتدائية , في حين الاميين الجهلة زوروا الشهادات واحتلوا مناصب رفيعة في الدولة
وفي ظل هذه الاحزاب قتلت الكفاءات العلمية و من سلم من هذه الكفاءات هرب الى خارج العراق , ومن صمد منهم اتهم اتهامات باطلة واودع السجن , وايضا تم مكافئة بعض عناصر النظام السابق بتسنمهم مناصب مهمة وحيوية مثل المحكمة الاتحادية والقضاء والمخابرات والجيش على مستوى قيادات عليا وليست مناصب بسيطة والمناضل الحقيقي يعاني الامرين يعاني من تجاهل هذه الاحزاب له ويعاني ايضا من الارهاب , المواطن الذي كان يعيش حقبة النظام السابق مازال مضطهد اما الذين جاءوا من الخارج والذين كانوا يتسكعون في دول الكفر كما يسمونها هم عادوا ليصبحوا اغنياء , لديهم الان قصور فارهة وسيولة نقدية في بنوك العراق والبنوك الاجنبية اموال لم يكونوا يحلمون بها
اكثر من مليون منتسب للقوى الامنية والدفاعية كل هذا من اجل حماية قيادات هذه الاحزاب التي هي اساسا تتحصن بمتاريس المنطقة الخضراء وتركت المواطن تحت رحمة الارهابين والفاسدين , اكثر من مليون منتسب لم تستطيع هذه القيادات القضاء على الارهاب ودائما الارهابين هم الذين يختارون الزمان والمكان لضربتهم القادمة والقوى الامنية متلقيه فقط ومدافعه لكن بعد فوات الاوان بعد ان يُقتل الكثير من الابرياء
هذه الاحزاب لم توفر الامن و الماء و الكهرباء والدواء ولا فرص العمل للمواطن العراقي , طيلة عشر سنوات عجاف يعاني هذا المواطن , اذاً على ماذا ينتخبهم المواطن العراقي مرة ثانية ولماذا ينتخبهم اصلا؟ واذا انتخبتهم مرة اخرى هل تريد ان تصبح منافق اسأل نفسك هذا السؤال , لماذا انتخبهم ؟
ان الانتخابات الان هي صراع مابين قوتين متنفذتين هما السنة والشيعة وليس مابين ايديولوجيات سياسية تحمل برنامج سياسي مستقبلي واضح , السنة سينتخبون القائمة السنية والشيعة سينتخبون القائمة الشيعية وسنلاحظ هذا جيدا حين تنتخب المحافظات السنية الرجل السني الموعود ونفس الشيء بالنسبة للطائفة الشيعية , الاجواء كلها طائفية والتحشيد كله طائفي , فلماذا يذهب المواطن العراقي الرافض للطائفية الى الانتخابات , هل هنالك من جديد ؟
الاحزاب الحاكمة لم تقدم شيء وكذلك الاحزاب الاخرى , لأنها ولدت من رحم الاحزاب الحاكمة , لن تقدم شيء فنحن متفقين ان الطائفية عاقر لاتلد خيراً
لذلك ان المواطن امام مفترق طرق تأريخي اما يكون جريئاً ويقلب الطاولة على الاحزاب الحاكمة والطائفية ويختار الاختيار الصحيح وهو الطريق الوطني الممتلأ بالخيرين والشرفاء والسياسين المعروفين تأريخيا الذين لم يؤيدوا الاحتلال ولم يأتوا معه ولم يهرولوا خلف الفتنة الطائفية المنظوين تحت لواء الاحزاب المعروفة تأريخيا والتي هي ( كول وفعل) او يلعنوا حظهم وينتظرون دولة قوية اخرى تأتي لتخلصهم من الطغات وتدمر كل العراق كما فعلت امريكا
الان اصبحت الكرة في ملعبك ايها المواطن العراقي